الاشتباكات بين فتح وحماس توقع 55 قتيلا
نزوح لاجئي غزة
افادت التقارير الواردة من غزة ان المعارك بين مسلحي حركتي فتح وحماس ادت الى مقتل 55 شخصا على الاقل في الايام الاربعة الاخيرة.
وكانت حركة فتح قد قررت وقف مشاركة وزرائها في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لحين توقف القتال الدائر بين مسلحيها ومسلحي حركة حماس، وذلك بعد يومين من المعارك الطاحنة بين الطرفين أدت إلى مقتل 34 شخصا.
جاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع طارئ للجنة المركزية للحركة بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.
وجاء في البيان أن وزراء حركة فتح لن يتمكنوا من المشاركة في الحكومة في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتدلل هذه الخطوة على خطورة الاوضاع بعد تصاعد حدة العنف في الصراع الدائر على السلطة بين حركتي فتح وحماس إلى مستوى غير مسبوق.
أولمرت "قلق"
وفي الوقت ذاته حذر الاتحاد الاوروبي من الانزلاق إلى حرب أهلية في الاراضي الفلسطينية.
كما اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان الفصيلين المتناحرين بارتكاب جرائم ضد المدنيين اثناء الجولة الاخيرة من الاحتراب في غزة.
وجاء في بيان اصدرته المنظمة في مقرها في نيويورك: "ان قتل المدنيين الذين لا علاقة لهم بالاعمال الحربية وقتل الاسرى تعتبر، بكل بساطة، جرائم حرب. ان الفصائل الفلسطينية المسلحة قد ارتكبت انتهاكات فاضحة للقانون الانساني الدولي."
ودعت كل من مصر والاردن إلى إنهاء الاقتتال في قطاع غزة لمواجهة التحديات أمام الشعب الفلسطيني، كما أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت "قلق" بلاده من العنف الدائر ودعا إلى نشر قوات دولية على الحدود بين مصر وغزة لوقف تهريب الأسلحة إلى المسلحين الفلسطينيين.
"قتلوا المستقبل"
من ناحية أخرى قال رئيس وفد مصري يتوسط بين الطرفين المقدم برهان حمد: "يبدو أنهم لا يرغبون بالمجيء (إلى محادثات تسوية.) علينا أن نشعرهم بالخجل من أنفسهم. لقد قتلوا كل أمل. لقد قتلوا المستقبل."
وقد فشلت جميع جهود الوساطة بين الجانبين بانهيار اتفاقات التهدئة الواحد تلو الاخر.
القادة السياسيين والعسكريين لحماس يخططون لانقلاب ضد المؤسسات الشرعية، معتقدين أن بإمكانهم السيطرة على غزة بالقوة
بيان الرئيس محمود عباس
وقد استمرت المعارك في أنحاء غزة وتحولت الشوارع والمستشفيات وسطوح البنايات إلى ساحات قتال، حسبما قالت مراسلة بي بي سي في رام الله كاتيا أدلر.
وقد قتل أحد المسؤولين الرفيعين في "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لفتح فيما كان في المستشفى في بيت حانون، وقد أُطلق عليه 41 عيارا ناريا.
وقال طبيب في أكبر مستشفيات غزة إن أحد الذين أصيبوا في القتال تعرض لهجوم فيما كان يتلقى العلاج.
وقال الدكتور جمعة سقا لبي بي سي : "فيما كان الأطباء يحاولون إنقاذه اقترب بعض المسلحين المقنعين الذين كانوا يحملون سلاحه إلى السرير وأطلقوا النار عليه، فمات."
وسقطت قاعدة "فتحاوية" أساسية في جباليا لمقاتلي حماس، حسبما قال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، فيما تكثفت المعارك في محيط مقر فتح في غزة.
من ناحية أخرى اختُطف نائب وزير المواصلات سعدي تميمي المنتمي لحركة حماس بعد أن اقتحم مسلحون مكتبه في رام الله. كما أفادت أنباء بمقتل أحد أقرباء عبد العزيز الرنتيسي، الزعيم في حماس الذي قتلته اسرائيل عام 2004، بعد اختطافه من قبل مسلحين في فتح.
واقتحم مسلحون من حركة فتح محطة تلفزيون الاقصى ومحطات إذاعية تابعة لحماس وبثوا أناشيد "فتحاوية".
وأطلقت قذيفة على مجمع عباس، كما أطلقت قذيفة صاروخية على منزل رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وفي وقت سابق اتهم عباس تيارا في حركة حماس "بالتخطيط لانقلاب ضد المؤسسات الشرعية" الفلسطينية.
وطالب عباس بوقف فوري لاطلاق النار والعودة للمحادثات من أجل وقف حق الدماء.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني السابق نبيل شعث إن مسلحين من حماس عبثوا بمحتويات منزله في بيت لاهيا، بحسب الاسوشيتد برس.
ووصف أحد سكان غزة ويدعى عدنان الاوضاع في المدينة بقوله "منذ الصباح الباكر ونحن نسمع تفجيرات وإطلاق نار. لا نستطيع أن نخرج لشراء الطعام، لا نستطيع ان نطل من النافذة، وجميع أطفالنا قابعون في غرفة واحدة".
وصدرت أوامر لقوات الامن الوطني، وهو الجهاز الامني الاكبر الموالي لعباس، للنزول للشوارع للتصدي لما وصفته حركة فتح بـ"الانقلاب" الذي تقوده حماس بعد استيلاء مقاتلي حماس على قاعدة هامة لقوات الامن.
مسلحون في حماس
اسفرت الاشتباكات بين الجانبين عن سقوط العديد من الضحايا
واختلفت الروايات حول كيفية سيطرة مقاتلي حماس على القاعدة الامنية، وهي واحدة من عدد من المقرات التي أمرت حماس بإخلائها في وقت سابق وحددت مهلة غير مسبوقة تمتد لساعات فقط.
لكن مسؤولي فتح يقولون إن قوات الامن لا تزال متمركزة في مواقعها.
وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار من قاعدة قوات الامن الوطني، كما شوهدت قافلة تعزيزات للامن الوطني تتحرك في شوارع غزة المهجورة باتجاه المواقع التي أكدت حماس السيطرة عليها، بحسب وكالة رويترز للانباء.