مصر قلقة من "حمام الدم الكبير" في غزة وتلمح لوجود أياد ايرانية


أعلن مسئولون مصريون أن زهاء 40 فلسطينيًا من أفراد قوات الأمن التابعة لحركة "فتح" فروا إلى داخل الأراضي المصرية أمس، هربا من أعمال العنف الدموية في قطاع غزة، في وقت يتجمع فيه عشرات الفلسطينيين عند الحدود المغلقة محاولين العبور إلى الجانب المصري.وذكر مسئولون من سلطات الحدود والأمن المصرية أن أفراد الأمن الذين ينتمون إلى قوات الأمن الوقائي الفلسطينية التي تتولى تأمين الجانب الفلسطيني من الحدود محتجزون لدى أجهزة الأمن المصرية، لكنهم قالوا إن المدنيين الفلسطينيين لم يتمكنوا من عبور الحدود المغلقة منذ عدة أيام.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أمس عن اعتزامها تقديم اقتراح أعدته وزارة الخارجية بنشر قوات دولية على طول معبر صلاح الدين بين مصر وقطاع غزة، على غرار قوات الأمم المتحدة المعززة بجنوب لبنان "اليونيفيل"، لمنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى الفلسطينيين.
وقالت جريدة "هآرتس" في موقعها الإلكتروني إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سيطرح المقترح على الرئيس الأمريكي خلال لقائهما بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم.
وكان أولمرت بدأ حملته لنشر القوة المقترحة خلال لقائه وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيراخين أمس الأول، حيث أعلن في بيان لمكتب رئيس الوزراء أنه "لو سقط قطاع غزة في النهاية في أيدي حماس فسيكون لذلك تبعات إقليمية".
وقال إن الدول الغربية يجب أن تتحرك على وجه السرعة لتغيير الوضع في قطاع غزة، وإنه يجب بحث نشر قوة دولية في المنطقة التي يطلق عليها ممر صلاح الدين بين غزة ومصر بجدية.
وأشارت "هآرتس" إلى تزايد القلق لدى الجانب المصري، تخوفًا من شن "حماس" عملية كبيرة ضد "فتح" أسمتها "حمام الدم الكبير"، مما قد يؤدي إلى تصاعد حدة القتال في قطاع غزة، واحتمال انتقاله إلى الضفة الغربية، وهو الأمر الذي بحثه الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائهما أمس.
وعزت التخوف المصري إلى وجود علاقات وطيدة ومتزايدة بين أعضاء حركة "حماس" وجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر.
في سياق متصل، ذكر راديو إسرائيل أن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خلال اتصالين هاتفيين بوقف القتال في قطاع غزة.
وحسب راديو إسرائيل، فقد أشارت مصر إلى وجود أياد إيرانية تقف وراء تصاعد الاشتباكات في غزة، والتي أسفرت عن مقتل العشرات.
من جانب آخر، ذكرت مصادر سياسية أمريكية أن استمرار القتال الدائر حاليًا في قطاع غزة من شأنه أن يتحول إلى حرب أهلية وأن يؤدي إلى انقسام حكومة الوحدة الفلسطينية الحالية إلى حكومتين أحدهما تتبع "حماس" والأخرى تتبع "فتح"، الأمر الذي يزيد من حالة الضعف الفلسطيني
وألمح جيت أومري خبير الشئون الشرق الأوسط وزميل مؤسسة أمريكا الجديدة بواشنطن والمستشار السياسي السابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس في حديث مع محطة ""NPR الأمريكية إلى أن الأزمة الفلسطينية الحالية قد تمتد إلى مصر والأردن دون رغبتيهما، وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تطلبان من القاهرة وعمّان، الدخول إلى قطاع غزة والضفة الغربية لحفظ الأمن ولمنع سيطرة "حماس" على قطاع غزة.
يذكر أن مؤسسة الرئاسة المصرية رفضت من قبل الاستجابة لمطالب وضغوط أمريكية إسرائيلية بدخول قوات عسكرية مصرية للتصدي لحركة "حماس".