ما يجري هناك هو انعكاس لما يجري هنا وفي كل مكان ينطق بالضاد!

قمة الانحطاط أن يشهر الأخ سلاحه في وجه أخيه...

لن أدافع عن طرف مهما كانت مظلوميته، فالدم الوطني خط أحمر فما بل ذلك الخط اسودّ وأنتن؟!

أليس مؤسفا أن يجيد أعداؤنا لغة الحوار والأحلاف والوحدة على ما بينهم من ثقافات متباينة ولغات متعددة ومذاهب وانتماءات وأعراق وطوائف ومسافات، بينما مليونا من البشر في رقعة محدودة يجمعهم هم الاحتلال وهم الحصار وهم الإذلال على المعابر وهم الوثائق التي لا يعترف بها أحيانا من أصدرها وهم الفصل العنصري وهم البعثرة الاجتماعية وهم المخيمات المخنوقة وهم الأسر والقتل الجماعي وهم تهديم البيوت ونزع الملكيات وتجريف الأراضي، وهم الحرمان الأكبر من الوطن، وهم الشتات، وهموم فوق ذلك ودونه باطنة وظاهرى، ثم هم يخربون بيوتهم مع ذلك كله بأيديهم وأيدي أعدائهم، ويجردون أسلحتهم في نحور بعضهم، ويعوقون مسيرة بعض، يضعون في طريق مقاومة عدوهم وطريق استقلال وطنهم وطريق حرية شعبهم العصي في العجلات كي يوقفوا المسيرة حسدا من عند أنفسهم أن يتحقق الإنجاز على يد زيد أو عبيد!


أين ابني آدم من قوله سبحانه:
{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }المائدة28

أعود وأكرر أن الجريمة مشتركة، لا يهم أن يسهم فيها زيد بتسعين بالمائة وعبيد بعشرة، فكل من شارك في الفتنة له كفل مما كسب...

اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل زعران هؤلاء وهؤلاء

واسلموا لإنسانية وحضارة(f)