عزيزي أحمد
اخرج من برمجتك الجاهزة، وستجد تفكيرك ينصرف نحو وجهة أخرى طالما رفضتها....

كلما سلكنا نفس الطريق، وبنفس الأدوات، فسنصل حتما لذات النتائج!

لقد أخطأ بعضنا، وبالغ في خطئه حين ربط حرب تموز في لبنان، بفصائل بدر والمهدي وأحزاب جلبي والحكيم وعلاوي!
وكان حقه أن يربط المقاومة بالمقاومة مهما تعددت مذهبياتها، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا!

نفس الخطأ، وباقترانات متواضعة يحلو للبعض أن يستنسخ الواقع اللبناني في الواقع الفلسطيني والعكس بالعكس!

وحين يصطدم بالحاجز الطائفي الذي اتخذه ذريعة في ربط قضية تموز بالمجازر الطائفية في العراق الأسير، نجده يتهرب منه ليردد مقولة دحلان والمدهون وشلايل وكل عصابات الأمن الوقائي: شيعة شيعة شيعة!
يا سيدي حماس حركة تحرر وطني، مسلمة الهوية، سنية الطائفة، عروبية الثقافة، فلسطينية الهدف..

وأنصارها ليسوا الإيرانيين فحسب، بل كل المسلمين في كل مكان...

في العراق فصائل مقاومة تقلدها بالاسم اقتداء وولاء وإعزازا لتجربتها...
وفي الجزائر حركة اجتماعية سياسية لها جمهورها ومقاعدها الشعبية التي تأتي بالدرجة الثانية بعد حزب السلطة، أيضا تتشرف بحمل اسمها، لولا أنهم أجبروها على تغييره بالقوة، فغيرته لحمس بدلا من حماس بعد أن استخدمت الاسم الأول مدة...

وفي غيانا بأمريكا الجنوبية قابلت صديقا مسلما يسمي ابنته بحماس ولاء لهذه الحركة وثقة بالقائمين عليها...

وفي فلسطين لم تزل هذه الحركة تحتفظ بأكبر رصيد شعبي دون مزايدة برغم الحصار والتشويه وظلم ذوي القربي والأباعد!

لم أجد حمساويا واحدا منشق عن حركته ويقف في صفوف التيار الخياني بفتح، بينما سمعنا جميعا العشرات من كوادر فتح عبر الفضائيات ومن المحسوبين بشكل أو آخر على الثقافة الفتحاوية، يصطفون إلى جانب حماس ضد ذلك تيار الفساد والخيانة...

عزمي بشارة ليس حمساويا ولا إيرانيا
محمد المسفر
أنيس النقاش فتحاوي أصيل ولا يزال يعتز بفتحاويته
بلال الحسن

هذا عدا خالد أبو هلال
عدا فصائل دمشق في أغلبها، وحتى المتوقف منها فهو يدين تصرف الحركتين، حل الحكومة والسيطرة على القطاع معا دون فصل...
هذا عدا عن الرأي العربي العارم الذي نتابعه عبر المنتديات أخص منه رأي الدكتور النديم في منتدى العاصفة


أخرج نفسك أخي أحمد من قمقم الأدلجة السياسية الذي يخفي عليك أن ترى العالم الرحيب من حولك كما هو...

وحينها ستعرف أن العالم أوسع من هؤلاء المتحازبين في هذا النادي، والذين لا يفرقون بين حركة إسلامية وحركة أخرى، ولا بين حركة وطنية وأخرى، ولا بين تيار مستقل وآخر!

حتى أن بعض هؤلاء المتلبرلين كان يقول بالأمس وبدون حياء: يداكم أوكتا وفوكم نفخ، فأنتم من رضي بنتائج الديمقراطية يا فتحاويين!

هذا الشخص ستجده بعد أيام يتبدل موقفه من اليمين لليسار، ومن التلبرل إلى التأسلم والعكس أيضا كلما وجد فيها سانحة لينقض على خصومه الفكريين ولو بالمزاودة وتجارة المبادئ، وستجده هو هو يبكي على الديمقراطية التي يلوم الشعب الفلسطيني أن تراضى عليها وقبل بنتائجها!!!

اخرج من إطار هؤلاء المضللين عزيزي أحمد، وستجد أن إيران والشعب الإيراني في قائمة عشرات الشعوب والنظم المؤيدة لحماس!

وليس سرا أنه حتى مصر التي تتعاطف مع فتح، وجدت في تصرفات حلفائها ما يشين ويضلل الحقائق ويؤزم الساحة، وهذا ما تناقلته الوكالات اليوم من عتاب الوزير عمرو سليمان لسمير المشهراوي ومحمد الدحلان وياسر عبد ربه

العالم كله يتابع اليوم كيف استقرت غزة، وحرزت الممتلكات العامة بعد يوم من الانفلات الأمني الحتمي أثناء المعركة، بينما واقع الضفة على حاله تحريقا وتدميرا واختطافا وعدوانا على الأبرياء والإعلاميين!

ومع ذلك كله فإنني بكل موضوعية وشفافية وبعيدا عن تلبيس طرابيش الفتنة أطالب طرفي النزاع بضبط النفس، والأخذ على يد السفهاء والدهماء من بعض قواعد الحركتين

هناك تصرفات غير مسؤولة يجب أن يكون توقيفها حازما من قبل قيادتي الحركتين...

والخطاب الإعلامي ضروري أن تهدأ وتيرته، فقد جنح بعيدا نحو التعميم والتثوير، واستخدم ذات المفردات في الخطاب مع الصهاينة ليرشق بها الشقيق شقيقه!!

واسلموا لحوار وطني ومستقل:redrose: