من زار غزة والضفة الغربية وبالذات بعد رجوع ما بقي من رجال السلطة الوطنية الفلسطينية
بعد غياب طويل
وربما هناك كثير منهم لم يولد ولم يتربى في هذه المنطقة بالذات
يجب الاعتراف أن تباين صارخ بين الثقافتين
ممن كان بها ولم يبرحها أبدا وبين من أتى من ثقافة مغايرة
كنت أتوقع بتوجس شديد أن هناك شيء ما يغلي وسيفور
وسيصب حممه على الجميع ...
بدءا على من قدموا من أراض الشتات
ثم ستتوسع على من يخالف فكر وثقافة من بقي في مكانه بسجن كبير
ما يحصل فيما بقي من أراض فلسطينية
هو النموذج الذي ( مع بالغ الحزن والأسى ) سيستشري بالمنطقة برمتها
الهوة الكبيرة التي تتوسع بشكل مضطرد
بين الثقافة والتعليم ومناهجها والحالة الاقتصادية
لابد الا أن يحصل تصادم ,,, بين الجهات المغايرة
هناك من سيقول أن أمريكا الدولة العملاقة بالثراء بها فروق اجتماعية صارخة
نعم .... وحدث هذا جليا بعد حدوث أول نقطة لهذا التفاوت في كاليفورنيا وهي الولاية الأكثر ثراء
بعد أن قامت بما يشبه بانتفاضة ( حرامية ) وهجوم كل المهمشون على رموز هذه الفروقات

لهذا قامت أمريكا بعدها بتخليق غزوات وأعداء خارج قارتها لتوحيد كل فئات شعبها تحت راية ( الدفاع عن أمن أمريكا )
لأن طبيعة المجتمع الأمريكي الفسيفسائي لابد أن تعمل على الحروب الأهلية
وهذا أيضا ينطبق على اسرائيل ,,,أجد أنها في حالة السلام مع جيرانها ستخنق من تباين ثقافات سكانها
القادمون من بقاع الأرض ,,, لهذا من مصلحة اسرائيل ألا يتم سلام دائم تام مع الجيران ,,,

اذا كان هناك غبن على فئة أو شريحة من المجتمع ....
ولن يحل هذا الاشكال الا ايجاد عدو خارجي حتى لو كان وهمي لكي يقوم بتوحيد وهمي لهذا الفسيفسائي ...
للأسف
في الأراضي الفلسطينية هناك من كان ينظر الى القادمين من السلطة ليسوا من أبنائهم
فهم لا يمثلون توجهاتهم ولا ثقافتهم لأنهم يريدون صورة منهم كما نشأوا وتربوا ألا تكون مغايرا عنهم
هذا مع عدم الاغفال بمعاناتهم الشديدة من قبل المحتل بفترة ما قبل عودة السلطة
وكيف أن بعض رموز السلطة تجاوز كل الحدود ومشاعر الآخر في علاقات صارخة وواضحة للجميع مع عدو شرس
وهذا ما عمق الشعور أن الفجوة كبيرة جدا ويصعب ردمها
وقامت تلك المجموعة الأخرى بأن تبحث لها عن معين وسرعان ما وجدت من يتلقفها لاعتبارات سياسية بحتة
من أنظمة عربية أو اقليمية
وهكذا زادت هذه الهوة ,,,,,,
وكانت نتيجته هو هذا التصادم الدموي بين أصحاب قضية واحدة
الى كل يعمل بعيدا عن هذه القضية وبطريقة مغايرة تماما