في هدم الايديولوجيا :
ان موضوع " حماس تحرق و ...... و تدمر نصب الجندي المجهول " ل thunder75 . و الذي كان اصعب ما فعلته حماس ، هو انها استهانت بنصب الجندي المجهول ، بدلا من ان تقدره ، و تحترم آلاف الشهداء ، الذين بذلوا حيواتهم في سبيل وطنهم ..الخ الى ما هنالك من الكلام الأيديولوجي ، الذي اعتدنا سماعه حول مفهوم " الشهيد " ، ذكرني بموضوع كتبته منذ فترة ، في احد المنتديات . اليكموه :

الشهيد ،

كلمة ضبابية ، وصولية ، ايديولوجية ، لم تبق فئة دينية ، او سياسية، الا و استثمرتها في الوقت المناسب ، للدفاع عن نفسها ، و عن استمرارية وجودها و دوام مصالحها .
تحدث الصراعات عادة بين الجماعات ، او بين الاحزاب ، او بين الطوائف . و كلما فقد حزب ما مؤيدين له ،جعلهم شهداء . و كل طائفة فقدت مؤيديها ، جعلتهم شهداء . و هكذا نجد ان ذلك المفهوم ، الشهادة ، و الذي هو مفهوم ديني بالاساس ، يتم استخدامه بشكل انتهازي ، من قبل كل جماعة تسعى لهدف ما ، قد يكون ادنى من مجرد الحصول على حفنة من دولارات امريكية او ريالات ايرانية ! حتى الشيوعيون الماديون انفسهم لم يقصروا في استخدام هذا المصطلح الديني أساسا !
عندما سقط الجنود الالمان ، الذين ياتمرون بالحكم النازي ، في الحرب العالمية الثانية ، قتلى ، تحولوا الى شهداء لدى النازية الالمانية . و عندما سقط القتلى المؤتمرين بالفاشية الايطالية ، تحولوا الى شهداء لديها ! و عندما سقط قتلى لدى الاخوان المسلمين في سوريا بعد ان ارتكبوا مجازرهم بحق السوريين ( طبعا السلطة السورية لم تقصر ايضا ، في ارتكاب مجازر ضدهم ) اعتبروا قتلاهم شهداء ، ناهيك عن شهداء السلطة من المخابرات و اللصوص أيضا . و الستالينية الروسية اعتبرت قتلاها شهداء . و قتلى صدام حسين ضد الثورة الايرانية كانوا شهداء . و في الآن نفسه ، كان قتلى ايران في الحرب نفسها شهداء . القتلى الامريكيون في حرب العراق اعتبروا في امريكا شهداء ، و قتلاهم في الفيتنام ، كانوا ايضا شهداء !

محمد القرشي كان يقول عن القتلى الذين يسقطون في المعارك بينه و بين المعارضة القرشية ضد فكره الجديد ، في ذلك العصر ( الاسلام ) : قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار . اذا ما المقياس بين القتلى الكفار و القتلى الشهداء . ما المقياس بين القتلى الثوريين ، و القتلى الرجعيين . هل يجوز ان نعتبر القتلى الكفار ليسوا بشهداء . او هل يجوز ان نعتبر قتلى الشيوعيين ليسوا شهداء ؟ و السؤال نفسه نعيده بشان قتلى منظمات القاعدة او القتلى الامريكيين في العراق .... الخ !
اذا ، الام نصل ؟ هل كل من مات في سبيل مصلحة كل فئة سياسية او دينية ، يجب اعتباره شهيدا ؟ ما هو الشهيد ؟ متى نقدس الشهيد ؟ هل مفهوم الشهيد واحد لدى كل الفئات و الاحزاب و القوى السياسية ؟ هل من الضروري تقديس الشهيد !
ربما ان الاجابة عن هذه الاسئلة توصلنا الى نظرة اكثر موضوعية بشأن ما نسميه الشهيد و كيفية التعامل مع ذلك المصطلح ! اذا ، كيف علينا أن ننظر الى الشهيد؟ من هو الشهيد الحقيقي ؟ هل من ضرورة لكلمة شهيد ؟ ام ان الشهيد ليس الا سلعة كبقية السلع يكتسب قيمته حسب الحاجة اليه فيب سوق السياسة الايديولوجية ؟

هل من آراء ؟

تحياتي .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	فولتير يردّ على ... قداسة البابا	ابن سوريا	9	2,141	10-13-2006, 02:55 AM آخر رد: قطقط
	من "مصريون ضد التمييز الدينى"الى قداسة الحبر الأعظم بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان	بيلوز	2	767	09-19-2006, 06:09 PM آخر رد: ليلين
	موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال	بسام الخوري	17	2,605	04-15-2005, 01:14 AM آخر رد: بسام الخوري
	قداسة البابا لك صلواتنا من ارض فلسطين ارض المسيح	فضل	31	4,519	04-06-2005, 10:14 AM آخر رد: ابن العرب