Array
في البداية لك كل التحية والتقدير (f)

أود أن أوضح لك ياسيدي الفاضل نقطة هامة للغاية وهي كل المراد من طرح سؤال (( هل تشعر حقا بإنك إنسان؟؟ وهل أنت سعيدا لكونك هذا الإنسان؟؟)) وتلك النقطة هي : إنني لم أقصد هنا الإنسان المفرد بزاويته الخاصة للحياة ومشاعره وانفعالاته وشكوكه وهواجسه الخاصة بل كل ما قصدته الإنسان العام...... الإنسان كجنس....... الإنسان الذي يشترك فيه جميع من ينتمون لتلك الكلمة ....... فكل ما أبحث عنه هو الملامح الجوهرية التي يمتلكها هذا الإنسان وتميزه عن غيره من سائر الأجناس............
لقد تفضلتم بذكر التالي
فإذا كانت مقومات الإنسانية_كماتفضلت وذكرت_هي قدرة الإنسان على الإنتاج والتحلي بالإيجابية فلماذا هو الوحيد الذي يمتلك تلك المقومات دون غيره من سائر الأجناس ؟؟؟؟
ولكم جزيل الشكر والتحية (f)
[/quote]
أهلا بك يا عزيزي

لماذا الإنسان من دون الكائنات؟

أنا عن نفسي كمؤمن بالإله أقول لأن الله حباه بنعمة العقل ... والواقع أيضا يقول ذلك، فالإنسان كمخلوق يمتاز عن باقي الحيوانات بوجود "العقل" الذي هو القدرة على منطقة الأمور. بعكس الحيوانات التي تعتمد في معظم حياتها على الغريزة، أليس كذلك؟

بالتالي، الإنسان مميز بهذه القدرة. لكن لماذا؟ لا ندري!!

من وجهة نظر دينية، الله اصطفاه على كافة الكائنات التي أوجدها ... بعيدا عن الدين؟ لا أدري!!! لعلّ هناك ظروفا معينة أدت إلى تطوّر الإنسان إلى هذا الشكل المعقد من الحياة، بعد أن كان كائنا وحيد الخلية في يوم ما!!!

لكن الاستمتاع بالحياة لا دخل لهُ بماهيّة الإنسان، فالإنسان ليس سعيدا فقط لكونه إنسانا ... كثيرا ما أسمع أناسا من حولي يتمنون أمنيات غريبة، كأن يتحول الواحد فيهم إلى فراشة أو كائن آخر لاعتقاده بأن الفراشة لا هموم لها على سبيل المثال. أو كما تتجلّى خيالات المبدعين في مجال السينما حين الحديث مثلا عن كائنات أخرى أكثر سُموّا منا تعيش في مستوى آخر غير المستوى الفيزيائي، وتُصوّرُ حياتها على أنها الحياة المثلى مثلا.

الاستمتاع (في رأيي الخاص طبعا) يأتي من أساس نفسي بحت، يعتمد على نظرة الإنسان إلى نفسه، واقعه، وبيئته المحيطة. وهذه النظرة يتم التحكّم فيها بالعقل الذي يُميّزُنا عن سائر الحيوانات "غير العاقلة"، والإنسان قادر على التحكّم بتلك النظرة تبعا للخيارات المطروحة حياتيا أو نفسيا. كما أنني أؤمن بوجود ما يُسمّى "العقل الباطن" أو ممكن أن أطلق عليه اسم "الحاسة السادسة" والتي لا أعتبرها مُجرد "حاسة" كاللمس أو التذوّق، وإنما نمط تفكير مُتقدّم تجري احداثه عميقا داخلنا إلى درجة لا نستطيعُ الإحساس بها، لكنّنا "نُعاني" أو "نتنعّمُ" بنتائج هذه العملية، ونُؤثرُ عليها بالسماح لمعلومات مُعينة بالوصول إليها عبر العقل الظاهر.

(f)