لا أستطيع فهم تقطع الاتصال بيننا في حواري مع المحترمين الدكتور رائق وشهاب!
أتمنى أن يكون لهذا التشويش أسبابه الموضوعية، وحينها فلن أعدم وسيلة للتواصل مهما كانت الأفكار!
وأخشى أن الزميلين يتعمدان تشويه بعض الأفكار وآمل أن يكون هذا من الظن الآثم، غفر الله لي ولهم...

بداية دعنا دكتور رائق أصحح لك فكرة أرجو ألا تغيب عنك:
لست من رواد مدارس حوار الأديان والمناظرة والتقريب، فأنا احترم خصوصيات الآخرين، وأعتقد أن المدخل الأوسع للأديان هو المدخل الأخلاقي العاطفي، لذا كانت بواكير دعوة المصطفى أخلاقية خالصة، وفي هذا كانت يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)...

حين أرفض الحوار في هذه الحيثية الإيمانية، إنما أوفر جهدا رأيت –بالاستقراء- أنه مبدد للأوقات، وأحمد الله أنني لم أقتحم ساحته إلا في محاولتين يتيمتين في هذا النادي، مرة لدراسة عقائد الدروز، والأخرى لدراسة الفرقة النصيرية (العلوية) وتبين لي أن إثم الخوض في هذه العقائد أكبر من نفعه، وأن طرح المواضيع الإيمانية بهذه الصراحة يؤزم جسور التواصل، لا بل يقطعها، ويلغي كل فرص التقارب الإنساني، ويشعل الحوارات بلهيب الجدل والسفسطة والشخصنة، مع ضياع النتيجة...

لا أذكر أنني خضت غير هذين المشاركتين طوال السنوات السبع من تجربتي بعالم النت..
وطرحت مبكرا –ربما من العام الثاني للتجربة- رغبتي الملحة بإيقاف هذه (المجادلات العبثية) حول عقائد الناس!

هذا لا يعني أنني بصدد إيقاف التواصل والحوار والكتابة، حتى تسألني: (اذا لماذا تكتب وتحاور؟)!!
حواري يكون في دائرة الاجتهاد البشري، وهو قاسم إنساني عريض يمكن أن نجد لأنفسنا مساحات من الحوار والتواصل والعلاقات المتبادلة والتقويم المشترك والنقد والرفض ووو
لذا ستجد أن كل حواراتي انصبت نحو هذا الاتجاه، في الشأن السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي والأدبي والبيئي والمعرفي ووو
بدائية: (يا طخو يا اكسر مخو) لست من روادها...:21:

يعني إما أن نفتح الحوار حول ما يجوز الحوار به وما لا يجوز، أو نوصده مرة واحدة وياصفية غطيني ما فيش فايدة!!:Asmurf:

ما علي إن آمن الدكتور رائق بعقيدة ملاليه بأن الإمام علي هو الله أو أنه يسكن في القمر، أو كان حرا من هذه المفاهيم علماني الوجهة؟

يهمني في حواري مع الدكتور رائق نظرتنا المشتركة حول الواقع السوري سياسة واقتصادا ومجتمعا وفنون وثقافة...

أما عقيدتي وعقيدته، وعقيدة من سوانا، إنما أنت مذكر (لا مجادل ولا مناظر) لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر...

دعوا الحوارات الدينية في دوائر التفكر الذاتي أو الضيق لأنه أدعى للموضوعية والشفافية والإخلاص {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا}سبأ46

وتعالوا لنتناقش في همنا الإنساني المشترك، مثل حواراتنا المطولة في دفاعاتكم عن النظام بطرق التفافية تستحون من الإفصاح عنها، بل ربما ارتأيتم أنكم أكثرمعارضة من سواكم برغم كل الزحفطات التي تروجون لها!

هذا ما كنا نتحاور به معكم، وهذا ما سنحاوركم به إن أردتم الوصال، اما سوى ذلك فليس لدينا أوقات نضيعها في (العك اللي ما لوش لازمة)!:9:


موضوع دفاعي عن بوش –كما تزعم- هو واحد من سوء الفهم الذي أرجو ألا يكون متعمدا...

فشهاب في مداخلته التي كنت أعقب عليها، يلومنا أننا لا نقيم وزنا لمشاكل طوائف أخرى غير مسلمة هنا وهناك، فقلت له بأن لدينا ما يكفينا من مشاكل، أطت نفوسنا من ضغطها، ولم يشاركنا في حملها غيرنا للأسف، بل ربما برروا لمجرميها، وأننا لن نلوم أمريكا إن تعاملت ببرود مع قضية تشغلنا ولا تشغلها كآلاف القضايا العربية والإسلامية والمحلية الخاصة، بينما نجد أن قضايا أخرى كقضية المحكمة الدولية وأسلحة الدمار العراقية المزعومة والمفاعل النووي الإيراني ودارفور تحرق أعصاب أمريكا وتثير غضبها، وتوقد لجلها جحيم تورا بورا والفلوجة وأبو غريب وغوانتنامو!

هل كان هذا دفاعا عن بوش كما تزعم؟!!

وهل يعبر الدفاع عن بوش عن ذلك التفكير النقدي العالي في نظرك؟ إذا فيم تلوم الغادري وسواه ما دمتم تنظرون بهذه المثالية للتواصل مع الأمريكي؟!

كلي عجب والله عن تقويمك لمداخلاتي فيما خلا موضوعات البعث والإخوان و(سوريا!!)، بأنها ما دامت تدافع عن بوش فهي تعبر عن فكر نقدي عالي!! أرجوك أعد قراءة ما كتبت، أخشى أن قلمك خانك بالتعبير وأرجو ذلك..

ورجائي هذا غير مبني على مقدمات موضوعية غير عاطفة ساذجة تحسن الظن بك، وإلا فأنت ترى أن تصرف نظامك (الأسدي) الذي تدافع عنه معذور في أمركته المستترة، بل هو معذور بهذه العلاقات لأنه مزود بالسلطة والمال والسلاح، وبالتالي فما تسرب إليك من (طينتي) التي (تدافع عن بوش) بحسب فهمك لكلامي، وهو (الفكر النقدي العالي الذي أجيده في موضوعات غير البعث والإخوان وسوريا! هو حقي!! وهو مفهوم لديك!! مع أنني شخصيا لم أفهمه!
كيف أفهم أن وصال الغادري مع إسرائيل وأمريكا محرم، ووصال بشار غير ذاك، لأنه مزود بالسلطة والمال والسلاح! من جهتي أراهما مجرمين دخلا في مناقصة حقيرة على الوطن، وكل يقول لعمه السامي: 0جربونا) بينما الدكتور رائق يسوق لهما ويقوم تصرفهما بأنه (حقهما) و (مفهوم) ولكنه بحق بشار أحق لأنه يملك السلطة والمال والسلاح!!

نعيما أخي رائق على الصبغة، داري حالك منيح، وعقبال بدلة اسنان خزف أصلية مرصعة بالذهب...:Asmurf:

أما المحترم شهاب فهو لم يستغرب مني، ولم استغرب منه، فقد عرفني وعرفته، ويكاد كل منا يتصور رد صاحبه من قبل أن يكتبه، ومع هذا فواجب الزميل محفوظ، ولذا فسأتعاطى مع زحلقاته على بعض الكلم، وتحريفه عن بعض مواضعه بتعقيب موجز يصحح ما يمكن أن يلتبس على قارئ رده الكريم...

أنا لم أبارك حق مصادرة أحد، ولكنني أبارك بالفعل أن يكون المجتمع لا السلطات ولا الأفراد والجماعات، مصدر السلطات، بما فيها سلطة الرقابة على مقوماته الأساسية التي تراضى عليها وتوافق...

أن يساوي الزميل بين منع فيلم بورنو أو رواية إباحية، أو اتهامات فضائحية تطال سمعة وأعراض الناس بأشخاصهم المحترمة اجتماعيا، ويجعلها سواء بسواء مع منع كتب فكري أو ثقافي وقفت في وجهه مؤسسة مشبوهة، فذاك غاية التدليس وخلط عباس بدحلان!
أما أنني أخون من ينتقد خطاب الأحزاب افسلامية فذلك تزوير آخر لكلامي ربما يحتاج إيضاحه أن أذكر بسياق ما كان الحوار حوله، حيث استدعى الزميل شهاب هذه العبارة (أبواق مأجورة، ومؤسسات مشبوهة، وأموال مغسولة، ورعاية خارجية، وصناعة أمنية) من حوار آخر لا صلة له بهذا الحوار هذا كنت أناقش فيها طرح فرج فودة وكيف أن السلطات الأمنية بمصر كانت تغرر بفودة ليهيج بعض المتطرفين بسخيف دعاواه، والتي أودت في نهايتها بحياته ثمنا لحمقاته الشخصية، واستخدام الأمن له، وإسقاط المتطرفين في وحل التصفية الجسدية ليؤلبوا على أنفسهم الشارع المصري الذي يرفض ولا يزال يرفض أسلوب التصفيات الجسدية!
نظرية لا أجبر الآخرين على التسليم بها، ولكن الأيام ستثبت صواب نظريتي من بطلانه...
الزميل شهاب استدعى ذلك الحوار لينزله على سلمان رشدي، وهو بهذا يساوي بين سلمان رشدي وفرج فودة، وياله من اتهام لفودة!!

على كل أخبرت الزميل شهاب الذي جعل أن معارضتنا الفكرية لطرح المرتد رشدي، ومعارضتنا الفكرية لممالأة الغرب له، ما هي إلا رأي يقف بإزاء آرائه التي تلوص بمقدساتنا ورموزنا وتستخف بها وتنزل لمستوى السباب المباشر!
لماذا يحق لسلمان أن يقول كل بذاءاته في نظر شهاب، بينما أن نقول عنه بأنه صناعة مخابراتية مشبوهة (كما استنتج شهاب من ربطه بين الموضوعين) حينها فنحن نكمم الأفواه ونريق الدماء ونكبت ونصادر وووو

يعني والله شيئ مضحك، ومن السخافة ما يضحك الثكلى!

واسلموا لود واحترام:wr: