تعرف العالم على سلمان رشدي وقوة اسلوبه وتميزه في روايته(أبناء منتصف الليل) ووقائعها التي تدور حول اجواء الماساة الانسانية حين تم شق الهند الى دولتين ونقل ملايين البشر بالاقتلاع كي تنسق الخطوط السياسية مع مواقع التجمعات البشرية تماما كما جرى بين تركيا واليونان ولكن الفاجعة الهندية الباكستانية كانت اكبر جراحة انسانية عرفها التاريخ المعاصر.

لكن في روايته التالية (آيات شيطانية) كانت تدور حول واقعة معروفة في الرويات الاسلامية واتمنى ان ياتي مسلم الى هنا ويكذب تلك الواقعة المعروفة باسم (الغرانيق) فهي واقعة مشهودة في كتب التراث العربية وفي القران ذاته اعتراف صريح بذلك على ان (ست - شطئ- شيطان) تكلم على لسان محمد ((وما ارسلنا قبلك من نبي الا وتمنى فالقى الشيطان في امنيته ثم يحكم الله اياته))

إلى جانب فكرة الخلط في التوراة بين ملاك الرب والإله الرب فوفع التباس شديد لكن علماء الدين اليهودي حتى يخرجوا من ورطتهم قالوا ان الذي صارع يعقوب بالخيمة هو ملاك الرب وليس الاله ثم اضاف العلماء (بعضهم) ان ملاك الرب هذا يدخل في مصطلح الجن او الشيطان!

وخاصة ان إله التوراة صدرت عنه اعمالا لا تصدر الا عن شيطانا وليس إله كما جاء بسفر حزقيال(( واعطيتهم ايضا فرائض غير صالحة وفروضا تؤدى الى الهلاك 20-25)) فالاله هنا يضلل الناس!! وتكرر ذلك كثير في اسفار التوراة ((فقال الرب من يغوى اخاب ...فقال اخرج واكون روح كذبا في جميع افواه جميع انبيائه ملوك اول واخبار ثان إلخ...

نتيجة هذا الاختلاط وعدم تحديد هوية هذا الاله فالاله اليهودي هو اله لقبيلة بعينها وكذلك الاله الاسلامي هو اله للعرب دون غيرهم اي رب قبلي لا غير حاد المزاج عنيف التصرفات

صدرت رواية ايات شيطانية لتوضح هذا الاختلاط لا غير بالرغم ان الرواية تحدثت باسهاب بفصل كامل تحت باب (عائشة) عن زوجات محمد مؤسس الاسلام وعما كانوا يفعلونه بزوجهم وهي حقائق لا يستطيع المسلمين(السنة) تكذيبها ومن كذبها فهو كافر مارق ناكر للسنة !!

اذا اين الخلل في الرواية ؟ لا يوجد خلل بل هو عالم خيالي وابداعي لا اكثر لم يعرف احد الرواية حين افتى الشعوبي الخميني فتوى باهدار دم كاتبها وقد قيل(( على ما اذكر)) انها كانت لابعاد الراي العام في الداخل والخارج عن تتابع قضية ايران كونترا او حول هزيمة ايران سياسيا وعسكريا من قبل بعث صدام ... اي مجرد فرقعة اعلامية لا غير

ومن المفارقات عن قلعة الاسلام السني(الازهر) خرجت بقتوى بتوجية سياسي تعلن انه لا يقبل بهدر دم سلمان رشدي بسبب اراء كتبها

تخبط سلمان رشدي فامام لفيف من علماء لندن المسلمين راح يكرر لهم شهادة لا اله الا الله ومحمد رسوله ، لكنه تراجع امام مؤيديه معلنا انه حين نطق بالشهادة لم يتراجع عما كتبه بل للدفاع عن حياته فهو مرصود بدائر الفتل طوال الوقت..

زوجة سلمان رشدي التي عاشت معه تلك الايام الامريكية "ماريان ويجنز" قالت عن زوجها انه كان سعيد بهذه الضجة والشهرة التي تحققت له وحجم مبيعات كتابه وحساب عوائدها كان شغله الشاغل

لم يغلق سلمان رشدي الباب على نفسه كما يتخيل المسلمين ، بل كان يذهب كل ليلة لـ مفاجأة بعض اصدقائه ويحضر حفلاتهم وسهراتهم وبعد دخوله الباب يخلع ذقنا مستعارا يعلقه حول وجهه ثم يقدم نفسه للجمهور من اصحاب البيت والكل يرحب به مصفقا وهو يقول للجميع ها انذا حي بينكم على الرغم من انف المسلمين..

النتيجة ان المسلمين فضحوا انفسهم كالعادة ولم يتحلوا بروح البحث العلمي ولم يقرا احد منهم الكتاب او حتى اي كتاب اخر غير كتب النتف الاصفر التي تملئ بيوتهم كالعناكب من لاهور حتى فاس والغريب ان قبل ظهور القصة باشهر كان فيلم (الغوايات الاخيرة للمسيح) يلقى رواجا حين صور الفيلم يسوع وهو على الصليب تخطر على خياله احلام شديدة الانسانية مشبعة باطياف الجنس وحين سئل مؤلف الفيلم "نيكولاس كازانتزاكس" عن سبب قصته قال : كنت احب ان اقول ان يسوع إنسان وهذا ما حاوله سلمان مع محمد

لكن بقى يسوع فتى وردي يتلون بلون كل قبيلة في العالم لمحبته وتحمله للاهانات دون ان يصرخ او يقتل احد وبقى محمد وسيبقى الى امد طويل (ربما) شبح مسفك للدماء اليس قادم من بلاد العرب!