أخي الطيب "التلميذ المتعلم":

أشكرك على ردك على مشاركتي وكلماتك الرقيقة. في الحقيقة، بهرني بحثك المتواصل عن الكتاب وعندما أجد شخص يسعى في أثر المعرفة يزداد تقديري له وأسعى من جانبي لبذل ما في طاقتي مادام قد قام هو ببذل مافي طاقته. وقلبي معك في ما يحدث في بغداد ونحن نثق أن الأعمار بيد الله "وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وهو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون". المهم هو الصبر ورباطة الجأش وتلك القوة في باطننا التي تدفعنا للانتصار على معوقات الحياة الخارجية. أعدك أن أواصل من جانبي البحث عن الكتاب وأبحث عن أي خيط ليدلني عليه. ويسعدني أن أتعرف على قراءاتك وعلى رأسها نهج البلاغة وهو في ذاكرتي الآن لأني قرأت في جريدة النهار اللبنانية إعلان عن طبعة جديدة له. موضوع أن الإنسان ليس عقلاً يصلون له يوماً تلو يوم وهذا ما نراه بأم أعيننا ولكن لا داعي أن يدفعنا هذا مثلا إلى التقليل من قيمة العلم والطب فالبحث يجب أن يستمر ويجب دعمه. ذهبت مثلا إلى طبيب الأمراض البولية وقام بفحص البروستاتا لدي وأعطاني مضادات حيوية. تعجبت من بدائية الفحص وتعجبت أن العلاج لا يزال في مراحله الأولية ولا توجد طريقة مضمونة لعلاج البروستاتا سوى المضادات الحيوية والتي لا تضمن علاج قاطع ولكن قد تعود المشكلة فيما بعد ومع المضادات الحيوية يضعف غشاء المعدة وتبدأ سلسلة من مشاكل صحية أخرى. نعم، الإنسان سيظل عاجز دوماً ويظل الكون بأسره ولا مجال لنا باستقصاءه كاملاً كما يفيد موضوع كتاب أحمد حسين حسب ما فهمت تقريباً. لو أن هناك كتاب ما في موضوع آخر تبحث عنه وله مادة شائقة وتحب أن تقرأه أخبرني وربما نجحت ووجدته هذه المرة. مؤخراً عملت مسح ضوئي لكتاب للدكتور محمد كامل حسين عن الطائفة الإسماعيلية وتم رفعه على سيرفر النادي هنا. قريباً أعمل كتاب لـ الهراوي بشرح العفيف التلمساني وهو كتاب منازل السائرين وأعجبني جداً أسلوبه ومادته. أعمل بعض الكتب الأخرى للأصدقاء ولا أذيع خبرها لئلا أتعرض لسوء الفهم وخاصة أن هذا سبق أن حدث لي واتهمني صديق مقرب بالطائفية وطعن في نواياي ولذلك قررت أن أبذل قصارى الجهد أن لا أعلن سوى عن الكتب التي قد تروق لعوام الناس قدر الإمكان رغم إيماني الشخصي أنه لا محرم في المعرفة ولا مقدس سوى الإنسان بذاته.

تحياتي لك أخي العزيز وسعيد أن نكسبك صديق هنا.

(f)