Array
العدالة التي لحقت بصدام تذكرني بشخص سكب عليه جاز واشعل فيه الجاز ورغم ذلك نراه يتشكي من ضيق حذائه.
عدالة سفيهة وثمنها غال جدا لدرجة انه يغير الموازين فظلم صدام هو عدل تماما بعد ان رأينا المليون قتيل والخمسة ملايين لاجئ عراقي بعد اجتياح الاحرار الشجعان للعراق.
يارجل العراقيون لجئوا حتي الي ..مصر !! 100 الف لاجئ عراقي الان في المدن الكبري المصرية.. يعني مثال لك لكي تفهم فداحة الثمن الذي دفعه العراقيون مقابل رقبة صدام حسين.. فهل هذه هي العدالة ياحسام راغب؟
طنطاوي..
[/quote]
الأخ طنطاوي ،لندع قصية صدام و رغد جانبا . فليسوا انبياء و ستلد النساء افضل منهم لبناء العراق . و لندع المشاعر الطائفية بعيدة عنا ، و لندع الايديولوجيا القومجية التي تربينا عليها لاجيال بعيدا ن كي لا تعبث بنا . و لنتحدث بعقلية حيادية ، حرة ، و عقلانية .

ألم يسبق لك ان شاهدت شخصا ،يأتي بمن يهدم بيته القديم ، ليبني بيتا حديثا ؟
لماذا يهدم بيته لو لم يجد بان ذلك العمل هو افضل الممكن ، بدلا من الترقيع و التلزيق و التنفيس و الدهن ، و كل ما لم يعد مفيدا في بيت هرهر و بدا السوس ينخر اركانه ،حتى يكاد يتداعى على أصحابه . ناهيك عن انه لم يعد يلبي الحاجات الضرورية ب ان خرب كل ما فيه ، و أصبحت صيانته اشد كلفة من هدمه و بناءه من جديد .

هذا ما حدث في العراق . فالعراق اكبر من بيت و اكبر من مدينة . و النظام الفاسد الذي فيه ما عاد ينفع فيه علاجا لا بالقرءان ولا بالترقيع القومي ولا بالتصليحات المراسيمية التي أدت الى مذابح جماعية و عقوبات دولية و كره شعبي و حقد جماعي ، و ثارات اكثر من أن تعد او تحصى .

ان تغيير و اصلاح وطن استلمته طغمة فاسدة ، مستقوية بالحديد و النار و تعذيب الاحرار ، لا يمكن اصلاحه ، الا بمعجزة اسطورية او بثورة مدعومة من الخارج . فالمعجزة راحت أيامها ، فالله لا يحب الطغاة ، والثورة بدا انها حلم كالخرافة ، يصعب تحقيقه ، بسبب جبروت ذلك النظام الدموي ، . و هكذا كان الدعم الخارجي هو الحل . و سقط النظام . و سقط الجمل بما حمل .

و بما تغيير بيت واحد يكلف الكثير من الخسائر في البداية ، و تحدث صدف و يموت بعض العمال او البناء نفسه . فكيف بوطن كبير كالعراق . فمن يريد بناءا عراق جديد لا بد ان يتحمل الخسائر . و التحجج بان هناك موت و هناك قتل و هناك ضحايا أبرياء و هناك هجرة و هناك رحيل . كل ذلك هو جزء من الخسارة التي يجب ان تكون متوقعة .و ليست حجة على ان ما حدث هو عمل خاطىء .

العراق الجديد لم يات بعد . فبناء بيت يلزمه زمن بالشهور ، فكيف ببناء وطن . اذ يلزمه سنين . و قريبا ، نامل ذلك ، ستتحقق مصالحة ، يتم فيها ، و نتيجة لها ، التوازن داخل المجتمع العراقي و تتقاسم القوى العراقية السلطة ، و يعم الوئام ، و تنسى الناس أحقادها ، تماما كما حدث في كل الدول التي عانت من حرب اهلية . و يقضى على الفساد الى درجة مقبولة .
و يكون لنا عراقا ن ديموقراطيا ، ذي حكم برلماني ن لا حكم مخابرات ولا امتيازات بالقصور لفلان او العقارات لعلتان ، او ..أو ... الخ . تفائل يا اخي ، ولا تظن ان الحياة توقفت بموت طاغية او سقوط نظام حكم لثلاثين سنة و لم يحقق للعراقيين شيئا يفتخرون به .

تحياتي .:Asmurf: