Arrayالا أنك أغفلت عنصرا هاما في ردك, وهو عامل الاستفزاز واعتبرته منحا سلبيا لروايته. بينما ديكارت و هو من فجر الفلسفة الحديثة التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه من تطور في كافة مناحي الحياة, بدأ مستفزا, فقد فرض الشك على كل ما هو ثابت, وبالشك وصل ومن أتوا بعده من فلاسفة الى هذا الانفجار العلمي المذهل..[/quote]

فولتير خدم شعبه وأخرج "موسوعة". رجل يتسلى وهوايته المفضلة هي تأليف الموسوعات. فولتير قال إنه يؤمن بإله الفلاسفة ويجحد إله الشرائع ولكنه لم يكتب المطوليات لتسفيه إله الشرائع. من يقرأ فولتير يعرف لماذا ننتقل في تفكيرنا ونتجاوز الظلمة. لا أذكر أني قرأت لـ فولتير عمل يتعمد فيه الاستفزاز وإثارة سخط الناس. المفكر يا حسام هو نبي والنبي يدقق النظر مليون مرة لأنه صاحب رسالة وهدفه هو بناء هذا الشعب وتوجيهه لرسالة ترفع من قدره فيصبح بحق "خير أمة". ليس عمل المفكر أو الأديب بالمرة أن يبحث عن طرق يتفنن فيها في إثارة سخط الناس وتجريح مشاعرهم وإلا لكنا رأينا ذلك في فولتير. حتى رينان العظيم عندما أراد أن يخالف رأي الكنيسة في المسيح ويخرج بها لطور آخر لم يخرج على الكنيسة ويقول ما قاله بعض أحبار اليهود عن المسيح "ابن العاهرة" ولكنه يكتب بيوغرافيا خاصة للمسيح سيأقرأها المسيحي وتترك انطباع ليس من السهل اقتلاعه وسيظل كل من قرأها يذكر أن لـ رينان مكان خاص في قلبه. من السهل جداً أن تستفزني ومن الممكن جداً أن تثير أفكاري في الاتجاه الذي تريد بهدوء ودون تجريح. فرض الشك، الذي ذكرت، أستاذ حسام، ليس إلزام بل هو لفت نظر يجذب القاصي والداني حتى إن طه حسين ينجذب إليه دون استفزاز ويطبقه في كتابه "الأدب الجاهلي" وهو يتحدث عن المنحول من الشعر. هناك كتابات لويس شيخو وهناك كتابات هنري لامانس: الأول مساهم في الحركة الأدبية العربية وينقلها للعالمية بدور عظيم، وترك بصمة جميلة، والثاني تعمد السفالة عن قصد، والاثنان من أباء الرهبنة اليسوعية قديما.

تحياتي لك.

(f)