الزميل طيف
تحياتي وشكرا جزيلا على الوردة
أعتب عليك كثيرا لنقلك عن موقع فيصل نور، فالوقائع التاريخية عن ايران لا تؤخذ عن مواقع أقل ما يقال عنها انها غير محايدة.
وبالنسبة للعداء العربي الفارسي أعتقد انه نتيجة مواقف عنصرية متبادلة، فالعرب يوصمون الفرس بالعلوج والفرس يوصمون العرب بالجلافة، والأسباب تاريخية بالتأكيد منها ما يتعلق بالحروب الطاحنة التي دارت بينهم وآخرها الحرب العراقية الإيرانية، ومنها ما يعود الى الخلاف المذهبي، والذي ينسحب للأسف على الشيعة العرب الذين إذا لم يكرهوا ايران فانهم لا يحبونها.
صحيح ان ايران فرضت بالسيف المذهب الشيعي على الايرانيين، لكنها لم تكن تختلف بذلك عن السنة في فرض مذهبهم، فالبانيا على سبيل المثال كانت دولة مسيحية مئة في المئة وعندما طرد العثمانيون منها كان هناك 70 في المئة من سكانها مسلمون، والأمر يصدق على البوسنة والهرسك وكوسوفو، عدا دولنا العربية والاسلامية التي أسلمت كلها وتسننت بالسيف عدا أندونيسيا التي دخلها الاسلام متأخرا وعن طريق تجار يمنيين في الغالب نقلوا اليها مذاهبهم من سنة وزيدية واثناعشرية.
ولو عدنا للبديهات سنكتشف اننا لم نختر ديننا ومذهبنا وانما ورثناه من الآباء بعد أن فرض على الأجداد، ولكن الناس في كل مكان ألفوا أن يدافعوا عن ارثهم الديني مهما كان بما في ذلك عبدة البقر، ولنا في غاندي العظيم مثلا واضحا فهو على عبقريته السياسية لم يتخل عن عبادته الموروثة، وبالتالي فانني أرى من العبث الدفاع عن موروث أو تسفيهه، وإذا أراد أحدهم الدفاع عن طائفته فعيه أن يتفهم الآخرين ممن هم على خلاف معه فلهم الدافع نفسه، لكننا للأسف نتشنج كثيرا ونتعسف تجاه الآخر المخالف، لذلك غرق الجميع في مستنقع الطائفية.
وحتى لا أطيل، ألخص رأيي بالقول ان الأنظمة لا تستحق الدفاع فهي زائلة بينما تبقى الشعوب، وبالتالي فانني أنظر الى الشعب الايراني مثله مثل الشعب التركي مثله مثل الشعب الصيني مثله مثل الشعب الكوري مثله مثل الشعب الأمريكي، ولن أجرده من انسانيته وأصمه بأوصاف مطلقة لمجرد خلافي مع حكامه أو مع دينه ومذهبه الذي فرض عيه مثلما فرض على غيره من أبناء الشعوب الأخرى. حتى المسيحية التي يقترن التسامح باسمها انتشرت بالسيف وفرضت فرضا حين تبنى حكام روما المسيحية.

تحياتي مرة ثانية