لا جمر في عظامنا ولا رماد
لا ثلج لا سواد
لا الكفر كله ولا العبادة
الضعف و الذلة عادة
يا سيدي
علمتنا الحب
فعلمنا تمرد الإرادة .
محمد الفيتوري-معزوفة لدرويش متجول .

لسبب ما في أعماق بعيدة داخل عقلي أتذكر هذه الأبيات كلما تذكرت نوال السعداوي ، تمرد الإرادة هي تلك العبارة التي توجز نوال السعداوي .
أرحب بكل مداخلة و يسعدني أن أقرأها كلمة كلمة حتى تلك التي تقع خارج السياق !، فالإهتمام و الإهمال أيضا عادة .

المحترم نيوترال .:97:
لو تعمقت كتابات نوال السعداوي قليلا ستجد أنها آخر من يتوارى خلف العمائم ، هي تتحدث بجرأة قادتها دائما للقضاء حيث أصبح القضاة حكما في قضايا الفكر و رقباءا على الضمير ، و لكنك عندما تخاطب الجماهير أو حتى النخب لا يمكنك أن تخاطبهم من إطار منعزل ، لابد أن يكون هناك شيئ ما مشتركا بينكم ، حتى لو اختلفت الرؤية لهذا المشترك ، المفكر الغربي ينطلق في خطابه من مسلمات مثل الحرية و الديمقراطية و .. و هكذا و إلا سيكون غير مفهوما من المستهدف بالتأثير ، الأهم ماذا تريد أن تقول وما هي تحيزاتك الفكرية ، إن الإسلام ليس كما واحدا و إن غلبت عليه الآن النموذج الأصولي ،و لكنه كغيره من الأديان الكونية الكبرى مجموعة من التقاليد الثقافية بعضها متناقض ، رؤية نوال السعداوي للإسلام هي رؤية متناهية البساطة فهي تراه كما يقول الفلاح البسيط :" ربنا عرفوه بالعقل " ،و إذا لم يكن بد من الدين فليكن هكذا ، هناك فرق بين المفكر الذي يفكر بين الناس و لصالحهم و مفكر فوق الناس مثل سلمان رشدي الذي يخاطب جمهورا مسيحيا و ليبراليا مختلفا ،أو وفاء سلطان التي لا يعنيها أن تخاطب أحدا طالما تفكر كما تشاء و تقول ما تريد ، أفهم جيدا هذه العقلية لأني أوجد هناك !، كي تقود الناس عليك أن تسبقهم و لكن ليس إلى الحد الذي تختفي عن ناظريهم ، عندما نسقط الناس من اهتمامنا سوف نتحرر و لكنهم لن يتحرروا تلك هي المعادلة .

المتألق البشري :97:
نعم نوال السعداوي مبدعة بمعنى الإرادة الحرة و ذكاء المشاعر .

Awarfie:97:المتألق دائما .

كريم كالعادة .

تابعت مداخلتك في الرد على صديقنا البشري ،و موقفك من نوال السعداوي ،وهنا لي وقفة لأن لي حيالها تجربة مشابهة ، لأن الموضوع متعدد الزوايا دعني أحده في نقاط و استحملني شوية .
1- علينا ألا نجعل الموقف من أمريكا و غزو العراق مقياسا للفكر المتحرر أو حتى الليبرالي ، فكثير من أشهر المفكرين الغربيين و أكثرهم أهمية هم ضد أمريكا و ضد مغامرة العراق ،( جان بودريار مثلا ) ، هناك أيضا من هم مع أمريكا و مشروعها في المنطقة .
2- رغم هذا فلن أنكر أني كثيرا ما أعجب و استسخف هجومها المستمر على أمريكا و رئيسها في قضايا لا صلة لها من عينة حظر كتبها بواسطة الأزهر !، وهذا حدث بالفعل في حوار مع الحرة ( من قريب .. مع عيساوي ) ، عندما انطلقت تنكر وجود اتجاهات متعصبة عنيفة ضدها في مصر و أن المشكلة كلها من صنع ج. بوش ، حتى أني حسبت أنها تسخر في البداية !، و أيضا استهجنت أنها لم تبدي شكرها ولو عرضا للمجتمع الأمريكي الذي استضافها مكرمة و لسنوات كأستاذة زائرة في جامعاتها بينما كانت حياتها معرضة في بلدها بسبب أفكارها .
3- نوال السعداوي ماركسية و أراها أيضا منغلقة تجاه الخيارات الفكرية الأخرى ،و هذا أراه شيئا مقبولا طالما كانت الماركسية هي القوة الدافعة لإتخاذها مواقفا متقدمة من قضية العلمانية و الحريات الدينية و حقوق المرأة وهي القضايا الأهم الآن .
4- خارج مواقفنا السياسية من نظام البعث أرى أن رأي نوال السعداوي صائب في أن هناك انتكاسة في حقوق المرأة في العراق – بعيدا عن ممارسة الديمقراطية – نتيجة سيطرة تحالف الأصوليين الشيعة و السنة على الحكم في العراق ، هذا الأمر مختلف عن حال المرأة الكردية في شمال العراق ، هناك الكثير الذي يمكن أن يقال حول حقوق المرأة في حكم البعث ،و انها كانت متعجلة و أن التقاليد العراقية لم تكن لتسمح بها و..و . و لكن النتيجة واحدة وهي انتكاسة في حقوق المرأة .

skepticالزميلة و المتألقة :97:

مرحبا .

السيدة الفاضلة نسمة عطرة .:97:
دائما مرحب بك في هذا الشريط وكل ما يطرحه بهجت .
أعتز للغاية و أفخر أن نوال السعداوي مصرية ، فهي أفضل ما نرد به على زمن يصر أن يجعل من المصري مرادفا للدرويش الأهطل !، نوال ليست فقط مصرية بل هي إنسانة .. إنسانة شجاعة و حرة ترفض القيود التي تكبل المرأة الشرقية ، و التي تفرضها التقاليد و المعتقدات الدينية ، لقد أصرت نوال أن تكون إنسانة و أن تعيش وجودها الذاتي كما تؤمن و تريد ، لهذا أراها جميلة الجميلات و تجسيدا للشجاعة و لأفضل ما أومن به من قيم .

العزيز و الرائع وضاح الرؤى .:97:
اقتباس يعبر بكثافة موحية عن أسلوب نوال السعداوي .. بسيط مباشر و صادم .
في الحقيقة أرى أن وجود تمثال لنوال السعداوي في مجتمع أصولي سيكون إدانة لها ، إن تكريم نوال السعداوي هو في فكرها و ما تبشر به من قيم إنسانية رفيعة ، لو أرادت نوال السعداوي لصارت صحفية لا معة ورئيس تحرير وزيرة للصحة أو الثقافة ثمم ينساها الجميع بعد ذلك ،و لكن نوال السعداوي اختارت ان تكون مفكرة و مدافعة عن الإنسان ، لذلك هي مرشحة و بقوة للخلود .

الأخ الكريم إبراهيم .:97:
نحن الذين ذهبنا للشعراوي و غيره .ولم يأت إلينا