الأخت نسمة .
يا سيدتي إن شعوبنا اعتادت أن تعامل نفسها كالأطفال و أنها غير مسؤولة عن شيء ، لولا تفشى الأصولية الدينية بين المصريين لم يكن ممكنا للسادات أن يخلق تيارا أصوليا بهذه القوة خلال سنوات قليلة و عندما حاول ترويض هذا التيار انقلب عليه و التهمه ، إننا نذهب إلى الأفكار التي تلائمنا و الرموز التي تعبر عنا ، كان شعراوي رمزا مصريا هاما يحظى بتقديس المصريين و يسعون إليه من كل حدب وصوب ، و عندما مات كانوا يرونه يسير في الشوارع و يذهب لصلاة الفجر في الحسين !، علينا ألا نلوم سوى أنفسنا نتيجة المصائب التي نجلبها على رؤوسنا نتيجة سوء إختياراتنا . في لقاء مع وزير ثقافة تونسي سابق بالنادي البحري بدبي ، وعندما عرف أني مصري نظر إلى كارها و انهال بالشكوى من المصريين الذين أفسدوا المغرب العربي كله لأنهم أرسلوا الغزالي إلى الجزائر فنشر الأصولية فيها وفي كل المغرب العربي ( لا حظي أن المصريين يرونه وسطيا جميلا زي العسل! ) ، فقلت له و لكنه لم يذهب هناك محتلآ بل بدعوة من وزارة الأوقاف الجزائرية ، و من المفترض أنهم يعرفون ما يفعلون ، ومن يتعاملون معه ،و الغزالي إخواني معروف ، إنه لم يذهب إلى الجزائر هم الذين ذهبوا إليه ، نفس هذه الشكوى يشكوها الأمير نايف من المصريين لأنهم أرسلوا لهم الإخوان فأفسدوا الشباب السعودي و نشروا بينهم الفكر الإرهابي الذي لم يكنوا يعرفونه ، و لكن من استدعى الإخوان و سلمهم التعليم وهو يعرف أفكارهم ، أليس السلطات السعودية ؟ ،يا سيدتي الشعوب ليست أطفالا و لا يجب أن تكون و عليها أن تتحمل مسؤولية خيارتها ، و الشعراوي مسؤولية كل الشعراويين ( التدخين مسؤولية المدخنيين ) !.