بصفتي لاقومي و لاديني، و لاعتقادي أن القومية و الدين هما سبب تفرقة و كراهية و تعالي بين البشر، فأنا طبعا أختلف مع هذا الكلام.

بالنسبة لي متزوج من امريكية و زوجتي تحب سماع نانسي عجرم :D

و بما أن القومية و الدين لا يساوون عندي قشرة بصلة، سأربي إبني تربية لاقومية و لادينية. سبب رأيي هذا هو أنني أمقت الالتزام بالموروثات الفكرية او الثقافية.

قال يعني اذا انا مولود في قبيلة افريقية، فيعني لزوم الوفاء لقوميتي ان اعيش بقية حياتي مرتديا تنورة من قش و أرقص مزغردا حول خشب يحترق. و بما أنني شخصيا مولود في الديانة الكاثوليكية و القومية العربية، فيجب عليّ يعني ان ألتزم بالكاثوليكية و الثقافة العربية. طيب ماذا يفعل المرء اذا درس الموضوع و وجد ان ديانته وهم و ثقافته تعارض مبادئه؟

يعني هل أكون عبدا لموروثاتي الفكرية و الحضارية؟

برأيي فإن الانسان تطور الى مرحلة جديدة الان اختصرت فيها وسائل النقل و الاتصال كل المسافات، و بات الاختلاط في الافكار و الاجناس يؤدي الى انتهاء الانعزالية و انصهار الجماعات. نحن نعيش في عصر جديد يمكن فيه لأي انسان ان يعتنق اي دين و يتبع ان تقاليد او خليط منها و يقتبس من الحضارات ما يشاء، و هويتنا هي الانسانية قبل اي شيء اخر على كل حال.

لحسن الحظ فزوجتي تشاركني الرأي و زواجنا ميّة ميّة. :9:

بالمناسبة، لا وجود للأصالة القومية برأيي. القوميات كلها تقتبس عن بعضها البعض و تسرق من بعضها البعض، و كلٌ ينسب ما يشاء لنفسه.

يذكرني هذا الكلام باحدى الصلوات التي كانوا يلقنونني اياها في الكنيسة عندما كنت طفلا، و كانت تحوي عبارة، "أشكر اللـه الذي خلقني مسيحيا.":lol: قال يعني لو خلقني هندوسيا او مسلما اكون مش ولابد. و برأيي القوميين يفكرون بنفس الطريقة البسيطة: اشكر اللـه الذي خلقني عربيا (او كرديا او فارسيا او تركيا، الخ).

ذاك كلام ساذج اكل الدهر عليه و شرب.