مشكلة اليهود مع الاسلام واضحة و لا تحاتج للوقوف عندها .فاليهود مشكلتهم ليست مع الاسلام وحده بل مع كل العالم. و اول اعدائهم هم المسيسحيون. وقد جاء انتقامهم من المسيحية سريعا جدا . اضهاد المسيح عليه السلام و الوشي به لدى السلطات الرومانية لاعتقاله و صلبه.
المؤامرة على المسيح من قبل رجال الدين اليهود هي افراغ رسالته من محتواها بتحويلها الى مجرد دعوة هرطوقية. و تصويره بانه مجدف , لمجرد بضع جمل لا تحمل اي هرطقة اذا تم تحليلها و التدقيق فيها.
دور المسيح في تحرير الشعب من الطاغوت تم التعتيم عليه تماما. فلا تجد له اي ذكر. رغم شهادة متى بهذا الدور السياسي تحقيقا لنبوءة العهد القديم:

مت 2:6 وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل

رغم ذلك فان البشير دون بحث الحاكم الروماني عن الاطفال المواليد و امره بقتلهم.

ان هذه الحادثة تحمل دلالة كبيرة هي ان المسيح كان متوقعا له دور سياسي مثلما له دور اصلاحي ديني . مثله مثل كل الرسل الذين يرسلهم الله تعالى.

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {النحل/36}

و لقد اشار القران الكريم الى تمرد اليهود على الله و عبادتهم للطاغوت:

قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ {المائدة/60}

و اخفاء دور المسيح كمحرر للشعب من عبادة الطاغوت الروماني يشابه موقف بني اسرائيل من حركة نبي الله موسى لتحريرهم من عبادة طاغوت الفرعون , حيث قالوا لموسى عليه السلام:

خر 14:11 وقالوا لموسى هل لانه ليست قبور في مصر اخذتنا لنموت في البرية.ماذا صنعت بنا حتى اخرجتنا من مصر.

موقف المسيحية العدائي من الاسلام لا مبرر له فالاسلام يقرر بان اقرب الناس مودة للمسلمين هم الذين اتبعوا المسيح و نصروه لهذا سماهم ( نصارى). و يقرر بان المسيح عليه السلام نبي مرسل و انه كلمة الله القاها الى مريم و روح منه.
رغم ذلك فان الواضح بان المسيحيين - اليوم - هم اكثر الناس عداوة للمسلمين , فكيف ذلك؟ ما هو السبب ؟
يتبع..