أعتقد أننا بدل أن نشجب و نندد بالدول الغربية، علينا أولا أن نراجع أنفسنا و نعرف الاسباب التي أدت بهم لهذه التصرفات.

يعني الاخوة الزملاء في هذا الشريط يتحدثون عن هذه الاحداث في الغرب و كأنها جاءت من فراغ، و بفعل التعسفية العشوائية، و كأن الغربيين استفاقوا في صباح احد الايام و بدون أي سبب بالمرة قرروا أن يكرهوا العرب.

ما علينا. أنا بصراحة لم أجد أبدا أي مظهر من مظاهر العنصرية ضدي اطلاقا (إلا من باب المزاح)، مع أني طبعا عربي و اسمي عربي واضح لا لبس فيه (و معظم حامليه اصلا من المسلمين).

قرأت قبل مدة عن طفل عربي في احدى المدارس الامريكية، قام زملاؤه في الفصل بضربه و شتمه لأن اسمه "اسامة"، و هو كان اسما مغمورا في اميركا قبل أن يشتهر على يد سيء الذكر اسامة بن لادن، فأصبح الاسم "أسامة" في الغرب موازيا لاسماء مثل "هتلر" و "موسوليني".

و بينما اليهود و الطليان و اليونانيون و غيرهم من الاشخاص ذوي الاسماء الغريبة في اميركا يحملون اسماءهم على صدورهم و يرددونها بفخر و يعلّمون الامريكيين كيف يلفظونها و فلقوا ادمغتنا بمعانيها، نجد أن العربي بات مضطرا احيانا لتغيير اسمه او اختزاله او الاحتفاظ به سرا. أنا أعرف شابا ذكيا و متعلما مولود في اميركا يعمل في شركة راقية بمستوى رفيع و مخطوب لامريكية من عائلة سياسية راقية في العاصمة، قام بتغيير اسمه الاخير بأن أزال كلمة "أبو" منه، و عندما سألته لماذا فعل هذا، قال لي، "لزوم العمل و السمعة." ها قد أصبح عيبا أن يحمل الانسان اسما له رنة عربية واضحة في الغرب.

و قد أخجلتني خطيبتي (و هي امريكية) عندما أعطيتها الخيار أن تحتفظ باسمها عند زواجنا (و الكثير من النساء يفعلن ذلك هذه الايام)، فقالت لي أنها تريد أن تتسمى باسم عائلتي، "و من لم يعجبه الاسم يخبط راسه في الحيط". أنا أتوقع أن تغير رأيها في المستقبل عندما يقوم ارهابي يحمل نفس الاسم بعملية تفجيرية و يشتهر اسمه في الجرائد. تصور مثلا أن يكون اسمك الاخير "بن لادن" و اذهب في رحلة الى اميركا او اوروبا لتر بنفسك النتائج.