السيدة الكريمة نسمة .
الأخ العزيز طنطاوي .
لن يكون هناك مشكلة نهائيا لو تركت المشكلة برمتها للطب كي يقرر لنا ما هو المفيد وما هو الضار ، و أن نقبل بالنتائج دون مماحكة طفولية ، فالعادات الصحية تنتمي إلى نسق وظيفي بعينه ليس هو النسق الديني ، و أن يقحم الدين في ممارسات صحية يبدوا لي نوعا من الكوميديا السوداء ، تلك هي القضية في جوهرها ، مثل الصديق طنطاوي قرأت ومنذ سنوات طويلة كتابات ترفض عادة ختان الذكور و هي ليست مؤامرة ضد المسلمين لأنها كانت موجهة لليهود أساسا ، و لكن ذلك لا يجعلني أرفض تلقائيا أي رأي علمي مضاد مثل ما ذكرته السيدة نسمة ، فقط أتمنى أن تكون مصادرها محايدة فالصحف العربية إنتقائية تماما .
نحن نعرف الآن كيف ظهرت عادة الختان و كيف انتقلت من حضارة لأخرى لأسباب خرافية بحتة تنتمي للعقل البدائي و ليس للعقل العلمي الذي هو أساس حضارتنا المعاصرة ، لا يعقل أن يكرس إنسان عاقل متحضر نفسه و جهده للدفاع عن هذا النوع من الممارسات الضارة و البدائية لأنه يعتقد أن الخرافة و التخلف هو دين ، هذا يدعوني للعجب الحقيقي ، رغم أني أعرف أن هناك ثقافات عديدة تتحاور باستخدام نفس اللغة العربية و أنه لا شيء يجمعها عدا تلك اللغة ، و لكني أفترض أن الإنسانية و بحدها الأدني غادرت تلك المحطة منذ فترة .. لنقل 300 سنة .

الاخ العزيز بو عائشة .
حماسك للإسلام شيء مؤثر و جميل ولا يفوقه سوى عباراتك المهذبة التي تنتمي لأفضل تقاليد الحوار ،ولو لم نستفد من هذا الشريط و غيره سوى شيوع هذا النوع من الحوار الراقي لكان في ذلك فوق الكفاية .
ربما ستعجب أني أتفق معك باستثناء القليل ، أنت تقر معي إذا أن الإسلام ليس كلا واحدا و أن هناك الكثير من أحكامه زمنية ( تاريخية ) انقضت بانقضاء أسبابها ( علتها ) مثل العبودية و هذا ما نريده واضحا في عقول الجميع مسلمين و غيرهم ، إذا قبلنا أن نتخلص من ممارسة وردت فيها نصوص قرآنية لأن الزمن تجاوزها ، فلم نعارض التخلص من عادة ضارة لم يرد فيها نص بل و هناك فقهاء يؤكدون أنها ليست من الدين في شيء .
كما تفضلت فالموالي لم يكنوا كلهم عبيدا فهناك الكثير من موالي الحلف و غيرهم ، لو عدنا ( لفضائل )العبودية الإسلامية التي ذكرتها ، دعني أسألك سؤالا صريحا من منا يقبل ان يصبح عبدا لأحد و أن تكون أمه أو إبنته أمة بلا كرامة ؟.
للجميع خالص مودتي