{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قاتــل عــلي
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #3
قاتــل عــلي
(3)


استلقى بجانبها ، وهو يمرر يده حول شفتيها. نظرت إليه فقالت:
-ألا تكتفي مني ؟
أقبل عليها ، وضمها إليه وهو يقول:
-لو لم تكن لي جنّة غيرك ، لما أردت سواها .
وأخذا يتسامران ، سألته فيما سألته:
-كيف قتلتم عثمان ؟
-إن قريشا بعد أن مات رسول الله ، ألزمتنا بأمير منها دون مشورة منّا ، فما كان من جدي وقومه إلا أن أطاعوا شرط ألا يدفعوا له ما كانوا يوأدونه لرسول الله . فما كان من أبي بكر إلا أن أعلنها حربا ، واعتبر جدي وقومي كفارا أحلاء الدم والمال . فهجمت علينا جيوش المضرية فهزمونا وسبوا نساءنا . وكان والدي امرءا فارسا ، فتوجه للجهاد ككل قبائل نجد واليمانية. وكانوا هم خيرة فرسان القادسية ، فقهرنا كسرى والفرس فلم تقم لهم قائمة بعد ضربات سيوفنا.

ولما أردنا أن نغنم مما أفاء الله علينا من الأرض المفتوحة ، أبى عمر إلا أن تكون لبيت المال ! فلما حاججناه بأن الرسول قد قسّم خيبر على جيش المسلمين، أبى إلا المضي برأيه. ثم إنه قد قسم العطاء على الناس ، فجعل حظ السابقين الأولين أكثر من غيرهم ، أوَ كان ذنبنا أن الله جعل الرسول منهم؟ ولكنها حيَل قريش للاستئثار بالأمر .. فها هو ذا عبد الرحمن بن عوف يموت عن أرتال من الذهب .. والواحد منّا في الثغور لا يأمن على نفسه ان يرى غده!

فقضى عمر، وجاء من هو شر منه، عثمان الذي أحرق كتاب الله وأجبر الناس على قراءته بلسان قريش. وسلط بني أمية على رقابنا حتى أن سعيد بن العاص يسمي الأراضي التي فتحناها بسيوفنا : بساتين قريش !

فما كان منّا إلا أن تراسلنا وهببنا نحو المدينة يوم الحجّ وأخذناها قسرا وطلبنا من عثمان أن يقوّم ما اعوج من أمره، فأبى إلا أن يضطرنا لقتله .. فقتلناه !
هنا قامت قطام، وأخرجت سيفا، ثم قالت :
-اشتريته بألف ، وسممته بألف أربعين يوما . أقتل به عدوّ الله ! فها أنت ذا قد قضيت حاجتك مني ، فاقضِ لي حاجتي !
هنا أذّن الفجر ، فقام عبد الرحمن إلى الجامع.

أقيمت الصلاة ، فأم عليّا الناس وقرأ " إن فرعون قد علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعهلم الوارثين ...." .

لما سلّم عليّ، وانفض الناس لأعمالهم ، قام ابن ملجم من مكانه وتوجّه إلى عليّ .. كان يحس بمزيج من الرهبة والقرف كلما اقترب. ما إن وقف بين يديه ، رفع علي رأسه إليه ... وجلس قبالته وقال له :
-هل لي بسؤال أي أمير المؤمنين ؟
- تكلّم ...
-لو كنت من "الذين استضعفوا في الأرض" ورأيت فرعونا كالذي بيني وبينك، أفلا تعالجه بضربة فتريح منه الناس ؟
-بلى وأيم الله !
هنا قام بن ملجم عنه وهو يبتسم وعاد إلى بيته .

في اليوم التالي ، تمنطق بالسيف الذي أعدته قطام التي خرجت عليه بعصابة من حرير فتعصّب بها وقبلته ودعت له. وفي الليل كمن لعليّ في الطريق الذي يأتي منه إلى الجامع عادةً ... وبدأ مسلسل الانتظار. هذه اللحظات الصعبة جدا ، التي لا سيّد فيها إلا الخوف : يملئ كل شيء حوله؛ لحظاتٌ تتضخم فيها الأذن فتسمع كل شيء، فتصبح دبيب النملة الصغيرة كزأير السباع، وأزيز الرياح ... كالرياح العاتية. بدأ ابن ملجم يذهل عن لحظته، ويغرق في لحظاته القديمة .. في سنوات الصبى ، في المعارك ، في الدماء ... يفكّر في كل شيء والوقت وكأنه جامد لا يتحرك.

أخيرا ، سمع صوت عليّ يأتي من بعيد قائلا : " الصلاة .. الصلاة" ، فتوثب واستعدّ ... ما إن اقترب عليّ حتى خرج من مكمنه صائحا : " الحكم لله يا علي ، ليس لك" فعالجه بضربة على حدّ رأسه ، في ذات الموضع الذي ضُرب فيه جده. سقط عليّا مغشي عليه ، وابن ملجم أمامه ذاهل تماما ... تيبسّت أقدامه عن الحراك . لحظات صغيرة ، حتى انقض عليه الجند وأوثقوه وحملو عليّا إلى بيته.

طلب عليّ إدخاله، فأدخلوه موثقا. ما إن رأى عليّا معصوب الرأس حتى انشرحت أساريره. قال له عليّ:
-أي عدوّ الله ، ألم أحسن لك !
-أما أنا فعدوّك أنت ، وأما الإحسان فمن الله !
-والذي نفسي بيده لن تنجو من فعلتك !
-والذي نفسك بيده ، إني اشتريت السيف بألف وسممته أربعين يوما .. وإني لضربتك به ضربة لو كانت بأهل بلد لما نجى منهم أحد !
-كأني بي أراك في جهنّم !
-كلٌ لاحق بأبيه. مات أبي مجاهدا في سبيل الله ، ومات أبوك على دين آباءه ... وكذا أنا وأنت
-اغرب عنيّ
-"قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " ....
فكانت هذه آخر كلمة سمعها عليّ منه ...



انتهت
07-09-2007, 02:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قاتــل عــلي - بواسطة العاقل - 07-09-2007, 02:24 PM,
قاتــل عــلي - بواسطة العاقل - 07-09-2007, 02:27 PM,
قاتــل عــلي - بواسطة العاقل - 07-09-2007, 02:31 PM
قاتــل عــلي - بواسطة السيّاب - 07-09-2007, 10:45 PM,
قاتــل عــلي - بواسطة السيّاب - 07-09-2007, 10:48 PM,
قاتــل عــلي - بواسطة طيف - 07-10-2007, 01:31 AM,
قاتــل عــلي - بواسطة السيّاب - 07-10-2007, 04:29 AM,
قاتــل عــلي - بواسطة العاقل - 07-10-2007, 07:57 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS