أولا ، تاتي فكرة " الشيعة " من اللغة العربية . و في اللغة العربية يقال شاع الخبر . أي عم و انتشر . و تشيع الناس ،اي أصبحوا شيعة ، أي أصبحوا كتلة تحمل صفة تميزها و هي صفة شائعة . و العبارة تشيع الناس لعلي ، تعني أن هناك كتلة من الناس شاع ذكرها بانها تنادي بما ينادي به علي . و " الشيعة " مصطلح عربي كما راينا ، قد اشتق من شاع . و نتيجة لظرف سياسي ، هو خلاف علي و معاوية بشأن السلطة على المسلمين ، و تشيع بعض الناس لعلي ، ظهر هذا المصطلح .

مع مرور الزمن ، و مع تزايد نفوذ الامويين ، و مع ازدياد ظلمهم للناس و خاصة لآل بيت علي ( قد يحتج البعض على هذا المصطلح ، لكنه حقيقي و يختلف عن المصطلح التاريخي الايديولوجي الذي استخدمه الشيعة عبر التاريخ ، وما زالوا ) ، و مع تحول الشيعة الى نوع من المعارضة السياسية و التي بدورها اكتسبت أبعادا دينية ، أي طائفية . انضمت شعوب أخرى لهذه المعارضة كي تستفيد منها في خلافها من السلطة الاموية . وكان الفرس الجدد ، في ايران هم الذين دخلوا الاسلام من باب علي ، أي من وجهة نظر الاسلام الشيعي . و لهذا تحول العراقيون و الفرس و كثير من شعوب البلدان العربية الى الدين الشيعي ( قد يحتج البعض قائلا ، الشيعة ، ليسوا دين . و أقول ، بلا ، الشيعة دين ، و الاسماعيلية دين ، و الدروز دين ، و العلوية دين ، و الجعفرية الاثناعشرية دين ...الخ . و ذاك الكلام التسووي بين الطوائف و الاديان ، همه التعايش ، و انا لست ضد التعايش ، فانا علماني و أؤيد التعايش ، لكن تغطية الحقيقة شيء و التعايش شيء آخر . اما من ناحية التفسير الديني ، فالطوائف ، عندما تختلف بالتفاصيل الى درجة ان تشمل الاختلافات نسبة تزيد عن 50 % عن الدين الاصلي ، فهي تصبح اديان مستقلة ، بكل معنى الكلمة )

لهذا فان التحدث عن اتباع الايرانيين للاسلام ، أكان على طريقة علي ، أم ، على طريقة معاوية ( وهي السائدة في كافة أرجاء الوطن العربي ، منذ سيطرة معاوية على آل بيت علي و شيعيتهم ) لا يعني بان هناك مكيدة او مؤآمرة ايرانية . فلكل انسان دين ، و كذلك للايراني دين ، وهو حر في اختياره . و بهذا فانا اخالف الراحل معروف الرصافي في طرحه . الا اذا كان زميلنا ، عرفــان هو الذي تلاعب بالعنوان ووضعه بنفسه ، عندما سماه " المكيدة " !

تحياتي .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني