عيال الله
أفكار جديدة في علاقة المسلم بنفسه وبالآخرين .
يتضمن هذا الكتاب حوارا مطولا أجراه الدكتور شكري مبخوت وآخرون مع الدكتور محمد الطالبي
والطالبي جامعي ومؤرخ ومفكر تونسي.
والمرجعية التي يستند اليها الدكتور محمد الطالبي في بيان علاقة المسلم بالآخر هي مرجعية قرآنية, وهو يتشبث بالقرآن في كل مايستنبطه من مفهومات, غير انه يقدم تأويلا جديدا للنص, يواكب العصر, ولايتغافل الميراث الاسلامي الواسع, الذي ينتقي منه ماينسجم مع آرائه.
فمثلا يشدد الاستاذ محمد الطالبي على ان قاعدة الانطلاق هي :
قبول الغير كما يريد ان يكون. والقاعدة في ذلك هي ان لا يكون الحوار مفاوضات، نقوم فيها بتنازلات متوازية، كي نصل إلى قاعدة مشتركة. لا! أنا أرفض ان يكون الحوار مفاوضة. لأنه يستحيل على أي إنسان ان يتفاوض على حساب ما يعتقده حقاً. يستحيل علي ان أقوم بتنازلات في ما أعتقد انه حق في صلب اعتقاداتي الدينية. وهذا يصح كذلك بالنسبة إلى المسيحي وحتى بالنسبة لغير المعتقدين، الغاية من وراء الحوار هي ان يشمل في يوم من الأيام كامل الأديان، وان يعم أيضاً غير المعتقدين، كل ذلك على مراحل، في نطاق تلك النظرة إلى الإنسان كفرد من عائلة كبرى هي: ((عائلة الله)). ويجب ان يعم في هذه العائلة الحوار والتآخي على قاعدة قبول التعددية وقبول الاختلاف.
ذلك هو مقصد الحوار.
ان نجد سبيلاً في نطاق الاحترام المتبادل إلى قبول الغير كما هو وكما يريد ان يكون، وان نجد، في نفس الوقت سبيلاً للتبادل، ولاكتشاف الفروق التي لا جدال فيها، ويستحيل علينا التغلب عليها. وعلينا ألا ننسى انه يمكن أيضاً ان نكتشف القيم المشتركة، وهي عديدة وأساسية، تلتقي حولها وفيها كامل الأديان على صعيد واحد: محبة الله ورفض العنف، محبة العدل ورفض الظلم، الاعتقاد بأن الإنسان لا تقتصر حياته على الأرض، بل هو في الأرض ومن الأرض، وفي نفس الوقت يتجاوز الأرض، لأن لـه مصيراً آخر يجعل حياته تمتد إلى ما وراء الحياة الأرضية...
ويسعى الطالبي لاستقراء نصوص الأديان والتنقيب فيها لاكتشاف القاعدة الذهبية التي تضبط التعامل بين الناس والتي هي:ـــ
((هذا مجمل الواجبات: لا تعامل الغير بما إذا عوملت به آلمك)) (البراهمانية، مهبهراتا، 5: 1517).
ــ ((لا تؤذ الغير بسلوك تجده أنت بنفسك مؤذياً لو سلك معك)). (البوذية، أوداناــ فارقا، 5: 18).
ــ ((هذا حقاً مثل المحبة اللطيفة: لا تعامل الغير بما لا تريد ان يعاملوك به)). (الكونفوشيوسية، ديوان، 15: 23).
ــ ((الشيء الذي تبغضه، لا تعامل به صحبك، هذا مجمل الناموس، وكل ما تبقى شروح)) (اليهودية، التلمود، شباط: 31أ).
ــ ((فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا انتم أيضاً بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء)) (المسيحية، إنجيل متى، 7: 12).
ــ ((لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). (الإسلام، حديث نبوي شهير متواتر).
ويستنتج الدكتور محمد الطالبي ان
كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الأديان هكذا تتفق على حب الخير للغير كما يحبه المرء لنفسه، هذا ما أرسل الله به رسله إلى الناس كافة، في كل القارات وكل الأزمان، بل الإسلام يوصي، والمسيحية أيضاً، برد السيئة بالحسنة: ] وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [ (فصلت:34 ـــ 35).
ويضيف الطالبي: لم يدفع المسلمون دائماً السيئة بالحسنة، وغفلوا عن ان رسالة الإسلام هي محبة الله ومحبة الخلق. وقد ورد في حديث قدسي حكاية عن الله: ((وجبت محبتي للمتحابين في)). وقد أوصى النبي، في خطبة من أولى خطبه بالمدينة، وهو يضع أسس الأمة: ((أحبوا ما أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكم... وتحابوا بروح الله بينكم)) (ابن هشام، السيرة، ج2ص348). هذه رسالة الإسلام، ((وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)).
جعلنا الله أمة وسطاً كي نبلغها ونشهد عليها، ] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا [ (البقرة: من الآية143). فهل من إعجاز القرآن ان تحتل هذه الآية المحددة لمهمة أمة الوسط، وسط سورة البقرة المكونة من 286آية: وكيف لا ننقل هنا ما ورد في تفسير ابن كثير معلقاً على آخر الآية المذكورة: ] وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ [ (البقرة: من الآية143).
((وفي الصحيح ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى امرأة من السبي قد فرق بينها وبين ولدها، فجعلت كلما وجدت صبياً من السبي أخذته فألصقته بصدرها، وهي تدور على ولدها. فلما وجدته ضمته إليها وألقمته ثديها. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أترون هذه طارحة ولدها في النار، وهي قادرة على ان لا تطرحه؟ ـــ قالوا: لا! يا رسول الله. ـــ قال: فوالله الله أرحم بعباده من هذه بولدها)) (ابن كثير، التفسير، ط. دار المعرفة، بيروت 1408/1988، ج1ص198).
وكيف لا يكون إله أرحم بخلقه من الأم بولدها. والخلق، كما ورد في الحديث، كلهم عيال الله: ((الناس كلهم عيال الله، وأقربكم إلى الله أنفعكم لعياله)).
ويؤكد الدكتور الطالبي
ان رسالة الإسلام هي الارتقاء إلى الفضيلة، وسلوك العقبة: ] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [ (البلد:12 ـــ 17). وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((الله، أحيني مع المساكين، وامتني مع المساكين، وابعثني في زمرة المساكين))، ومن حديثه: ((ما بات مسلماً من بات شبعان وجاره جائع))، والجار هو كل جار بقطع النظر عن العقيدة. الإسلام جهاد النفس الأمارة بالسوء ـــ وهو الجهاد الأكبر ـــ وإجلاء لروح الله في عباده. لقد نفخ الله في الإنسان من روحه (الحجر، 15: 29ــ السجدة، 32: و:ص، 38: 72)، وروح الله لا تنطفئ، ولا تترك الظلمات، مهما اشتدت، تميت قلب الإنسان تماماً، وتتلف ضميره كلياً. فعيال الله كلهم مدعوون لمأدبة الله، والقرآن، كما ورد في الحديث، ((مأدبة الله))، وكل حر في ان يلبي الدعوة أو يرفضها. لكن الدعوة تبقى قائمة ومفتوحة، وكلام الله الماثل دائماً بيننا دعوة متواصلة إلى كافة عياله ليقبلوا على مأدبته، دعوة محبة ورحمة، أرسل بها رسول الرحمة: ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [ (الأنبياء:107)، فليس الإسلام فلسفة تمر. ولا مذهبية حربوية التلون، انما هو جلوس لمائدة الله. فهو تجربة وجودية شاملة تغذي الروح والجسد، يشترك فيها القلب واللسان والجوارح.
وينتهي الطالبي قائلا: هكذا فهمت رسالة الإسلام، ولا أفرض فهمي على أحد.
انتهى ، عن [
http://www.cultureiraq.org/release.htm].
ان شاء الرحمن اكتب عرض مفصل للكتاب واهم النقاط التي اشتمل عليها
له راي في ايات سورة النساء ومعاملة المرأة في الاسلام يعتبر المعتمد الرئيسي للحركات التونسيه الحديثه وخاصة النسويه منهم
( كل الاحترام من جهتي لكل نسوان تونس والمغرب .. يجعله عامر)
وموضوع الاحترام هو الواجب تسامح مين يتسامح مع مين يعني مثلا احنا المسلمين في مصر اذا دخلوا الكفار الاجانب الامريكان احنا هنتسامح معاهم عشان يؤدوا مشاعر وطقوس دينهم ونسمحلهم انهم يعملوها زي موضوع الجزيه عندنا يقولك ع المسحيين بس بهزار يعني
المفروض ولاد ..... يدفعوا الجزيه .... وطبعا الهزار ده نابع من معتقد داخلي وكلام مغلوط .... المهم نترك الكلام الان حتى اقوم بتطوير المقال وعرض مفصل للكتاب خاصة وان محمد الطالبي يستحق من العرب اللي بيفهموا جامد زي حالاتنا!!! انهم
يعرفوا بيه
ورابط الكتاب فيه مشكله ان شاء ربنا نحلها مع ابونا ابراهيم السلام والنعمه والبركه ع الجميع