{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وصف مصر
يجعله عامر غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,372
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
وصف مصر
وصف مصر

قد قمت حامداً لله شاكراً فاين القلم والدواة حتى اصف هذه المدينة السعيدة الجديرة بالمدح من كل من رآها . لانها بلد الخير ومعدن الفضل والكرم. اهلها ذو لطف وادب واحسان الى الغريب . وفي كلامهم من الرقة ما يغني الحزين عن التطريب . اذا حيوك فقد احيوك . وان سلموا عليك فقد سلموك . وان زاروك زادوك شوقاً الى رؤيتهم . وان زرتهم فصحوا لك صدورهم فضلاً عن مجالسهم .
اما علماؤها فان مدحهم قد انتشر في الافاق . وفات فخر من سواهم وفاق . بهم من لين الجانب ورقة الطبع وخفض الجناح وبشاشة الوجه ما لا يمكن المبالغة في اطرائه .
ولكل نوع من الناس عندهم اكرام يليق به سواء كان من النصارى او غيرهم . وربما خاطبوهم بقولهم ياسيدي ولا يستنكفون من زيارتهم ومخالطتهم ومعاشرتهم خلافاً لعادة المسلمين في الديار الشامية. وبذلك لهم الفضل على غيرهم .
وكأن هذه المزية وهي حسن الخلق ورقة الطبع امر مركوز في جميع اهل مصر.
فان لعامتهم ايضاً مخالقة ومجاملة . وكلهم فصيح اللهجة بين الكلام سريع الجواب. حلو المفاكهة والمطارحة .
واكثرهم يميل الى هذا النوع الذي يسمونه الانقاط . وكأنه المجازرة وهي مفاكهة تشبه السباب وهو اشبه بالاحاجي. فان من لم يكن قد تدرب فيه لا يمكنه ان يفهم منه شيئاً وان يكن شاعراً .
وكلهم يحبون السماع واللهو ، وغنائهم اشجى ما يكون.
فلا يمكن لمن الفه ان يطرب بغيره. وكذلك آلاتهم فانها تكاد تنطق عن العازف بها . واعظمها عندهم هو العود وقل اعتناؤهم بالناي . ولهم في ضرب العود طرق وفنون تكاد تكون من المغيبات . غير اني أذم من غنائهم شيئاً واحداً. وهو تكرير لفظة واحدة من بيت او موال مراراً متعددة حتى يفقد السامع لذة معنى الكلام . ولكن اكثر ما يكون ذلك من المتطفلين على الفن . وبعكس ذلك طريقة اهل تونس فان غناءهم اشبه بالترتيل وهم يزعمون انها كانت طريقة العرب في الاندلس.

ومما ينبغي ان يذكر هنا ان النصـــــــــــــــارى المولودين في بلاد الاسلام الناهجين منهج المسلمين في العادات والاخلاق هم ابداً دونهم في الفصاحة والادب والجمال والكياسة والظرافة والنظافة الا انهم انشط منهم على السفر والتجارة والصنائع واكثر اقداماً وجلداً على تعاطي الاعمال الشاقة. وذلك ان المسلمين اهل قناعة وزهد وفي النصارى شره عظيم الى اتخاذ الديار الرحيبة وقنية الخيل النجيبة والجواهر النفيسة . والمتاع الفاخر لا حد لها. فاذا دخلت دار نصراني من المتولين بمصر رايت عنده عدة خوادم وخادمين ونحو عشرين قصبة للتبغ من اغلى ما يكون . وقدر نصفها من الاراكيل الثمينة . وثلاث غرفات مفروشات باحسن ما يكون من القماش . وآنية فضة للطعام والشراب واسرة عالية وطيئة وثياباً فاخرة وغير ذلك . ومع هذا فلا تجد عنده كتـــــــــــــاباً ولو ان مشترياً شاء ان يشتري شيئاً من تاجر مسلم لوجد سعره ارخص من بضاعة النصراني بربع الثمن ولكن وجود هذه الشراهة انما هو في الغالب عند النصارى الغرباء . فاما القبط فانهم اشبه بالمسلمين . وقل من تعاطى المتجر منهم .

اما دولـــــــــــــــــة مصـــــر اذ ذاك فانها كانت في الذروة العليا من الابهة والعز والفخر والكرم والمجد . فكــــــــــان للمتسمين بخدمتها مرتب عظيم من المال والكسي والشحن مما لم يعهد في دولة غيرها وكان واليها يولي المراتب العلية وسمات الشرف السنية لكل من المسلمين والنصارى ما عدا اليهود خلافاً لدولة تونس فان شرفها عم الجميع : ومع عظم ما كان يكسبه التجار واصحاب الحرف وما يناله اهل الوظائف من الرزق العميم فكانت الاسعار بمصر رخيصة جداً فلهذا كنت ترى الناس قصريهم وعميهم مقبلين على الشغل واللهو معاً. فالبساتين غاصة باهل الخلاعة والقصوف ومحال القهوة مجمع للاحباب . والاعراس مسموع فيها الغناء والات الطرب من كل طرف. والرجال يخطرون بالحز والديباج . والنساء ينوؤن بما عليهن من الحلي . والخيل والبغال والحمير مسرجة ومكسوة بالحرير المزركش .



ومن خصائص مصر ايضاً ان البغاث بها يستنسر والذباب يستقصر ، والناقة تستبعر ، والجحش يستمهر ، والهر يستنمر ، بشرط ان تكون هذه الحيوانات مجلوبة اليها من بلاد بعيدة.

ومن ذلك ان كثيراً من اهلها يرون ان كثرة الافكار في الراس يكثر عنها الهموم والاكدار اوبالعكس . وان العقل الطويل يتناول البعيد من الامور . كما ان الرجل الطويل يتناول البعيد من الثمر وغيره . وان تلك الكثرة سبب في الاقلال. وهذا الطول موجب لقصر الاجال . وارادوا على ذلك براهين سديدة قالوا ان العقل في الرأس كالنور في الفتيلة . فما دام النور موقداً فلابد وان تنفذ الفتيلة ولا يمكن ابقاؤها الا باطفاء النور. او كالماء في الوادي. فاذا دام الماء جارياً فلابد وان ينضب او ينصب في البحر . او كالفلوس في الكيس . فما دام المفلس أي صاحب الفلوس يمد يده الى كيسه وينفق منه فني ما عنده . الا ان تربط يدهُ عن الكيس او يربط الكيس عن يده. وكالتيس النازي. فانه اذا دام نزوه نزفت مادة حياته فهلك فلابد من نجفه . فمن ثم اصطلحوا على طريقة لتوقيف جريان العقل في ميدان الدماغ حيناً من الاحيان ليتوفر لهم في غيره . وذلك بشرب شيء من الحــــشيـــــــــــش او بمضغة او بالنظر اليه او بذكر اسمه . فحين يتعاطونه تغيب عنهم الهموم ويحضر السرور . وتولي الاحزان . ويرقص المكان . فمن يرهم على هذه الحالة ود لو يُكتب في زمرتهم ويدخل في دائرتهم وان يكن قاضي القضاة. ومن ذلك ان طرقها لا تزال غاصة بالابل المحملة فينبغي للسائر فيها اذا رآها مقبلة ان يخلي لها الطريق . او فلا يامن ان يفقد احدى عينيه .

عن [الساق على الساق في ما هو الفارياق ].
07-15-2007, 01:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وصف مصر - بواسطة يجعله عامر - 07-15-2007, 01:16 PM
وصف مصر - بواسطة يجعله عامر - 07-15-2007, 01:24 PM,
وصف مصر - بواسطة discovery2 - 07-15-2007, 06:36 PM,
وصف مصر - بواسطة إبراهيم - 07-15-2007, 08:04 PM,
وصف مصر - بواسطة يجعله عامر - 07-16-2007, 02:18 AM,
وصف مصر - بواسطة إبراهيم - 07-16-2007, 03:09 AM,
وصف مصر - بواسطة يجعله عامر - 07-16-2007, 03:41 AM,
وصف مصر - بواسطة إبراهيم - 07-16-2007, 08:27 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS