النقض المُحْكَم المُبْرَم، لخرافة تنصُّر المُعِزّ وطيران المقطَّم
لقد حفظ لنا المؤرخون الوسائل التى كان يلجأ إليها المصريون للتهكم بالفاطميين والتشنيع على أى عمل يرون فيه خروجا لا على الإسلام، بل على ما هو أقل من هذا بمراحل كما هو الحال حين استعمل الحاكم، فى أيام رضاه عن أهل الكتاب، بعض اليهود والنصارى فأساؤوا السيرة فى الرعية المسلمة الذين أوصلوا له على الفور رقاعا يسخرون فيها منه ومما صنع ويشنعون عليه. ومن ذلك ما نقرؤه فى النص التالى عند أبى منصور الثعالبى فى "يتيمة الدهر"، إذ قال: "سمعت الشيخ أبا الطيب يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار هذا يعني العزيز صاحب مضر كتابا يسبه فيه ويهجوه، فكتب إليه الأموي: أما بعد، قد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك. والسلام. قال: فاشتد ذلك على نزار المذكور وأفحمه عن الجواب. يعني أنه غير شريف وأنه لا يعرف له قبيلة حتى كان يهجوه". وسواء كانت هذه القصة صحيحة أو لا لقد كان الأولى أن يكون الجواب متضمنا على الأقل إشارة إلى واقعة تنصر المعز فتكون القاضية! كذلك فإن للقصة التالية، سواء كانت صحيحة أو كاذبة أيضا، مغزاها هنا، وهو أنه لو كان تنصُّر المعز حقيقيا لأشارت بطلتها صاحبة الشكوى إلى ذلك. قال ابن تغرى بردى: "وقال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي: كان العزيز قد ولى عيسى بن نسطورس النصراني ومنشا اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشا، والنصارى بابن نسطورس، وأذل المسلمين بك، إلا نظرت في أمري. فقبض العزيز على اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار". وبالمثل نقول عن مغزى الحكاية التالية، وهى مأخوذة من ابن تغرى بردى أيضا: "وقال ابن خلكان: وأكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله والد خلفاء مصر، حتى إن العزيز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها:
إنا سمعنا نسبا منكرا يتلى على المنبر في الجامعِ
إن كنت فيما تدَّعي صادقا فاذكر أبًا بعد الأب الرابعِ
وإن ترد تحقيق ما قلته فانسب لنا نفسك كالطائعِ
أو فَدَعِ الأنساب مستورة وادخل بنا في النسب الواسعِ
فإن أنساب بني هاشم يقصِّر عنها طمع الطامعِ
فقرأها العزيز ولم يتكلم. ثم صعد العزيز المنبر يوما آخر فرأى ورقة فيها مكتوب:
بالظلم والجور قد رَضِينا وليس بالكفر والحماقه
إن كنت أُعْطِيتَ علم غيب فقل لنا كاتبَ البطاقه
قال: وذلك لأنهم ادعوا علم المغيبات والنجوم. وأخبارهم في ذلك مشهورة".
وقال ابن الصابىء: "كان الحاكم يواصل الركوب ليلاً ونهارا، ويتصدى له الناس على طبقاتهم، فيقف عليهم ويسمع منهم، فمن أراد قضاء حاجته قضاها في وقته، ومن منعه سقطت المراجعة في أمره. وكان المصريون موتورين منه، فكانوا يدسون إليه الرقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه، والوقوع فيه وفي حرمه، حتى انتهى فعلهم إلى أن عملوا تمثال امرأة من قراطيس بخف وإزار، ونصبوها في بعض الطرق وتركوا في يدها رقعة كأنها ظُلاَمة، فتقدم الحاكم وأخذها من يدها. فلما فتحها رأى في أولها ما استعظمه، فقال: انظروا هذه المرأة، من هي؟ فقيل له: إنها معمولة من قراطيس. فعلم أنهم قد سخروا منه، وكان في الرقعة كل قبيح. فعاد من وقته إلى القاهرة، ونزل في قصره واستدعى القواد والعرفاء، وأمرهم بالمسير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل من ظفروا به من أهلها. فتوجه إليها العبيد والروم والمغاربة وجميع العساكر". فكيف يمكن أن نتصور سكوتهم على هذه المصيبة الثقيلة التى لو كانت حدثت فعلا لكان لها وقع الصاعقة على الشعب وعلى الدولة على السواء؟
وفى كتب المسلمين فى كل العصور أخبار عن تنصر هذا الشخص أو ذاك، مما يدل على أن الأمر فى مسألة تنصُّر المعز لم يكن ليشكل لديهم أية حساسية فى الكتابة عنه لو كان قد وقع، فكيف يتصور أن يخرس الكتاب جميعا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وميولهم عن هذا الحدث، ومنهم اليهود والزنادقة والملاحدة وأهل السنة والمعتزلة والشيعة والفلاسفة والصوفية والإباضية والإسماعيلية والشعوبية؟ وكله كوم، وقول المعز: "محمد ما فيش" وحدها كوم! ترى أكان المعز خواجة لا يحسن العربية فبدلا من أن يقول: "الآن تبين كذب محمد" مثلا لا يجد إلا "محمد ما فيش" هذه؟ إن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يفضح كل مفتر كذاب! والحق أنه لو كان المعز قد تنصر فعلا، بغض النظر عن أنه قد مات قبل التاريخ الذى يزعمون أنه تنصر فيه، لكان أبناؤه وكبار رجال الدولة قد قتلوه وتخلصوا منه ومن وصمات العار وصنوف القلاقل التى سوف يجلبها عليهم. ولا ينبغى أن نتجاهل يعقوب بن كلس الذى تقول الروايات النصرانية عنه إنه كان لا يزال فى أعماقه يهوديا لم يخالط الإسلام قلبه، وتُصَوِّره خبيث النفس حقودا يكره النصرانية والنصارى. فبناء على تلك الروايات لا يمكن أن نتصور سكوت ذلك الرجل عن تدبير مؤامرة لمصلحة أهل البيت الحاكم فى مصر تكفل لهم الخلاص من ذلك الشنار الذى من شأنه أن يضع مصير الدولة ورجالها فى مواجهة خطرٍ مُبِير!
ولكى يكون لدى القارئ فكرة عن تربص أعداء الفاطميين بهم أسوق له هذه الكلمات التى تركها لنا المقريزى فى "اتعاظ الحنفا" فى وصف موقف المؤرخين الشوام والعراقيين من الخلفاء الفاطميين حتى يعرف مغزى عدم كتابتهم أية كلمة عن تنصر المعز المزعوم الذى لا يمكن أن يخطر إلا فى است مجرم لئيم لا يعرف معنى الطهارة: لا طهارة الذمة، ولا طهارة الاست على السواء: "وغير خافٍ على من تبحر في علم الأخبار كثرة تحاملهم (أى تحامل مؤرخى الشام والعراق) على الخلفاء الفاطميين وشنيع قولهم فيهم. ومع ذلك فمعرفتهم بأحوال مصر قاصرة عن الرتبة العلية، فكثيرا ما رأيتهم يحكون في تواريخهم من أخبار مصر ما لا يرتضيه جهابذة العلماء، ويردّه الحذاق العالمون بأخبار مصر. وأهل كل قُطْرٍ أعرف بأخباره، ومؤرخو مصر أدرى بماجرياته، وفوق كل ذى علم عليم". ثم أكان صلاح الدين يترك هذه السانحة فلا يتخذها للتشنيع على الفاطميين وتسهيل محو آثارهم ومذهبهم فى مصر؟
ليس هذا فحسب، بل عندنا أشعار قيلت فى رثاء المعز حين توفى وتولى ابنه العزيز السلطان بعده، وفيها ثناء على الأب الراحل ومدح لدينه وتقواه، كما هو الحال فى لامية بعد الله بن حسن الجعفرى (وردت هذه القصيدة مثلا فى كتاب ابن تغرى بردى: "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة"، وانظر كذلك كتاب د. حفنى شرف: "تميم بن المعز شاعر الفاطميين"/ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة/ العدد 67/ 15 شوال 1386هــ/ 55- 57). ولا يمكن أن يقدم أى شاعر بالغة ما بلغت حماقته على رثاء المعز لو كان لا يزال حيا، فضلا عن أن يكون قد ترهّب ويمارس رهبانيته فى الدير على بُعْد مئات قليلة من الأمتار من قصر الخلافة ليس إلا، ودعنا من أنه لم يكتف بهذا، بل مدحه بالتقى والدين! ومن هذه الأشعار أيضا ما رثى به تميم بن المعز أباه، وكان قد حرمه من ولاية العهد لا مرة واحدة بل مرتين. فلو كان المعز قد تنصر، أكان تميمٌ الموتور يقدم على رثائه بعد أن جمع عليه ذلك الأب كل هذا الحَشَف وسوء الكِيلَة؟ (انظر الرثاء المذكور فى كتاب د. حفنى شرف: "تميم بن المعز شاعر الفاطميين"/ 165، ود. عارف تامر/ تميم الفاطمى/ 144). أم كان يتمدح بانتسابه إلى هذا الأب الذى حرمه من الملك ثم أعطاه بُمْبَة بعد ذلك وتنصر، فيقول بعد وفاته مثلا:
أنا ابن المعزّ سليل العلا وصِنْو العزيز إمام الهُدَى
سما بى مَعَدٌّ إلى غاية من المجد ما فوقها مُرْتَقَى؟
(د. حفنى شرف/ تميم بن المعز/ 197، ود. عارف تامر/ تميم الفاطمى/ 113). بل كأن هذا الجنى الأزرق كان يرد على المخابيل الذين اتهموا أباه بالتنصر حين قال فى ساقية نصرانية كانت تدور عليهم بالشراب، وفى دَيــْرٍ هو دَيــْر القُصَيْر:
كأنى وقد أضجعتُها وعَلَوْتُها من الشَّكْل رفعٌ تحت ضمّته نَصْبُ
وما فَضّ لامى صادَها بجنايةٍ سوى قولها إن المسيح لها ربُّ
فلما أغاظتنى بإظهار كفرها ذببتُ عن الإسلام إذ أمكن الذَّبُّ
وضرَّجْتُ فخذيها دمًا بمصمّمٍ تُقِرّ له البِيضُ المهنَّدة القُضْبُ
فما برحتْ حتى أنابتْ وأَسْلَمَتْ فهل لىَ فى فتكى بها بعد ذا ذنبُ؟
(د. محمد كامل حسين/ فى أدب مصر الفاطمية/ دار الفكر العربى/ 249).
والمضحك أن تذكر لنا الخرافة السخيفة أن المعز قد شفع كلمته عن الرسول الأعظم بأنْ هدم المسجد الذى كان يواجه كنيسة الأنبا شنودة وأمر ببناء كنيسة أبى سيفين مكانه. وأكثر إضحاكا من هذا أن بتلر يعلق على تلك الحدوتة التى سمعها من راعى الكنيسة قائلا إن أطلال المسجد كانت لا تزال موجودة آنذاك بين الكنيستين. أى أن كنيسة أبى سيفين لم تُبْنَ مكان المسجد المذكور كما تزعم الحدوتة الكذابة! بل لقد ذكر المقريزى فى كتابه عن تاريخ القبط أن هذه الكنيسة إنما أنشئت بعد المعز بأقل قليلا من مائة عام (انظرAlfred J. Butler, The Ancient Coptic Churches of Egypt, Vol. 1, P. 124). ليس ذلك فقط، بل يريد الكذابون المدلسون الخبيثون أن يقنعونا بأن المسلمين قد رأوا مسجدهم يُهْدَم وتُبْنَى مكانه كنيسة للصليب فسكتوا ولم يفتحوا فمهم بكلمة توحد الله، بَلْهَ أن يهيجوا و"يجعلوها دما للرُّكَب" كما يقول التعبير العامى فى مصر! الحق أن من يظن أن مثل هذا السخف يمكن أن يدخل عقل عاقل لهو كائن قد فقد عقله تمام الفقدان دون أمل يُرْتَجَى فى رجوعه! ولا ننس أن حدوتة جبل المقطم تقول إن كنيسة أبى سيفين كانت موجودة قبل ذلك، وكل ما فى الأمر أنها كانت تحتاج للترميم الذى سرعان ما وافق المعز عليه حين التمس منه ابن زرعة ذلك. كما أن هناك حدوتة قبطية ثالثة تضع تاريخ بناء تلك الكنيسة بعد موت المعز بنحو ثلاثين سنة. وهذا يريك مدى التخبط الذى يتخبطه القوم من المس، عافانا الله من كل سوء وحفظ علينا عقولنا سليمة دون تخريف، فإنه وبال، والعياذ بالله! أما بتلر فيقطع بأن الكنيسة قد أنشئت فى عام 927م طبقا لما تقول به الروايات الخاصة بذلك، أى قبل خلافة المعز بل قبل مجىء الفاطميين أنفسهم إلى مصر بزمن طويل (المرجع السابق/ 1/ 127). وعلى أية حال فمن غير المعقول ولا المتصور أن يبتلع المسلمون فى مصر مسألة هدم المسجد وإقامة كنيسة مكانها بهذا التبلد والهوان، ولا أن يسكت سائر المسلمين فى البلاد الأخرى على ذلك التصرف المتهور من المعز فلا يسلقوه بألسنة حداد ويَسِموه بالكفر مدللين بذلك على ما كانوا يتهمون به الفاطميين بأنهم زنادقة يهود!
وفى مواقع "http://www.tourism.egnet.net" و"http://www.kenanah.com" و"http://www.egyptianheritage.gov.eg "، وتحت عنوان "كنيسة القديس مارقريوس أبو سيفين"، نقرأ ما يلى: "تقع الكنيسة بشارع ابى سيفين بمصر القديمة، ويزعم المؤرخون أنها تأسست فى القرن السادس الميلادى وكُرِّسَتْ على اسم القديس مارقريوس المعروف بأبى سيفين. وقد تعرضت هذه الكنيسة للهدم والتخريب فى القرن الثامن الميلادى ولم يبق من عمارتها القديمة سوى كنيسة صغيرة تقع فى الجانب البحرى على اسم القديسين يوحنا المعمدان ويعقوب المقطع، ولم تزل هياكلها تزين عقودها بحشوات خشبية أثرية منقوشة برسوم بارزة دقيقة الصنع عبارة عن أفرع نباتية وطيور وحيوانات وأسماك، وهى (أى الحشوات) ترجع غالبا الى العصر الفاطمى. وتذكر التقاليد أنه قد تم إعادة بناء الكنيسة الكبرى فى سنة 927م، ويذكر أبو صالح الأرمني أن الغوغاء هم الذين أضرموا النار فيها لكى يتمكنوا من نهب ما كان بها من أواني وأمتعة ثمينة. ولم ينج من الحريق إلا كنيسة صغيرة على اسم مارجرجس في أعلى الجناح القبلي (الجنوبى). ومن الآثار الهامة الباقية في تلك الكنيسة مغارة مظلمة يمكن الوصول اليها بسلم صغير يقال أن القديس الأنبا برسوم العريان كان قد اتخذها مكان للعبادة مدة 25 عاما، وهى رطبة نظرا لانخفاضها. وكانت تغمرها المياه أيام فيضان النيل، ولها مذبح قائم من الحجر. وكانت تقام في هيكله خدمة الكنيسة حيث يؤمها المرضى اعتقادا منهم فى الشفاء، خصوصا نظرا لقربها من المذبح الذي يحتمل أنه يضم رفات القديس المذكور أو شيئا من آثاره. وتمتاز هذه الكنيسة عن جميع الكنائس الأخرى بأنها تحتوى على أكبر عدد من الأيقونات القبطية الفريدة التى ترجع أغلبها الى عام 1491، عام الشهداء قبطيا، الموافق 1775ميلاديا، وبعضها أقدم من ذلك. وكان يوجد بها في مقدمة الصحن حاجز خشبي خاص بأماكن جلوس النساء، ثم يليه حاجز آخر خاص بقسم الرجال. وكان يحوط قسم المرتلين ستار خشبي وصفه الدكتور "بتلر" أنه قطعة فريدة الصنع فى نقوش حشواته من الأبنوس وأنه جدير بالإعجاب. وقد أزيلت هذه الحواجز من أماكنها الآن، والبعض انتقل إلى أجزاء أخرى من الكنيسة. وقد تم تجديد هذه الكنيسة بمعرفة لجنة حفظ الآثار وتحت إشرافها وبالاشتراك مع البطريركية، وقد دونت تلك الأعمال والمبانى التى أقيمت. وقد بنيت الكنيسة من أكتاف ضخمة من المبانى لتحمل أسقفها نظرا لزوال ما كان فيها من أعمدة رخامية أو تحللها بسبب الحريق الذى انتابها من الفتن والثورات وما لحق بها من الخراب، كما تم تثبيت القباب التى تعلو الهياكل". و كما يرى القارئ بنفسه ليس فى الكلام على الإطلاق ما يشير إلى أن الكنيسة قد أنشئت فى العصر الفاطمى.
هذا، وكان مرقص سميكة مؤسسُ المتحف القبطى أولَ من أشار إلى هذه الخرافة على النطاق العام، وذلك فى ص 171 من "تقويم الحكومة المصرية لسنة 1931م"، وهو ما يدل على المدى الذى يمكن أن تبلغه جرأة الأقليات فى مصر فى بعض العهود حتى لينشر سميكة هذا الكلام المسىء للمسلمين فى مصر زعيمة العالم الإسلامى، ويفرضه على الأغلبية الساحقة دون حسيب أو رقيب، وفى تقويم حكومى لا فى مطبوعة كنسية مثلا. وقد تصدى له العلماء الأثبات والمؤرخون المحققون ممن لا يعتقدون فى الخرافات التافهات، وسخّفوا منطقه وألجأوه بنصاعة حجتهم وصلابة منطقهم إلى بلع لسانه والتسليم بعدم صحتها والوعد بحذفها من تقويم الحكومة فى الطبعات التالية (انظر مقاله بجريدة "الأهرام" فى الثلاثين من أغسطس لعام 1931م. ويُرْجَع فى ذلك إلى ما ذكره المؤرخ الكبير الأستاذ محمد عبد الله عنان فى كتابه القيم: "مصر الإسلامية"/ 114/ هــ 2. والأستاذ عنان، لمن لا يعرف، هو أحد المؤسسين بعد الحرب العالمية الأولى لأول حزب شيوعى فى مصر، ومن ثم لا يمكن أى متنطع غبى أن يفتح فمه النجس بكلمة تشكيكا فى الرجل، وكذلك إلى كتاب د. حفنى شرف: "تميم بن المعز شاعر الفاطميين"/ 45- 49، الذى ورد فيه أن هناك كتابا جمع ردود العلماء المحترمين على هذا الخَبَث الخبيث).
ولا يقتصر نشر هذا التخلف العقلى فى المواقع النصرانية فى الداخل والخارج، بل يتعدى ذلك إلى إثباته فى بعض دوائر المعارف كما هو الحال عند الكلام عن بطاركة الأقباط فى دائرة المعارف المشباكية: "http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_Coptic_Popes" (تحديدا فى المادة المتعلقة بإبرام بن زرعة، البطرك القبطى على أيام المعز لدين الله)، إذ نقرأ فيها ما يلى:
ABRAHAM THE SYRIAN
Abraham the Syrian was Pope of the Coptic Orthodox Church from 975 to 978. He is revered as a saint by the Copts.
Abraham was Syrian by birth. He was a wealthy merchant who visited Egypt several times, and finally stayed there. He was known for his goodness, devoutness, and love of the poor. After his ordination, he distributed half of his wealth to the needy and used the other half for building churches throughout Egypt.
During the reign of Al-Muizz – who was the first Fatimid ruler of Egypt – the Islamic government was ambivalent in its treatment of the Copts, alternating sympathy and tolerance with atrocity and brutality. At that time, St. Mark's Seat had been vacant for about two years. Finally the bishops and Coptic community leaders assembled in the Church of St. Serguis in order to choose possible candidates. While they were convening, Abraham the Syrian, a man devoted to religion and piety, entered the church and they unanimously decided to elect him. They took him to Alexandria where he was consecrated as the 62nd Patriarch.
As for Al-Muizz, he was known for tolerance and interest in debates on religious matters. He had a Jewish minister called Ibn-Killis who informed him that it was written in "the book of the Nazarenes" (meaning the New Testament) that, "If you have faith as a mustard seed, you will say to the mountain move from here to there, and it will move" (Matt. 17:20 & Mark 11:23). He showed this verse to the Caliph and persuaded him to challenge the Pope to order the Muqattam Mountain, east of Cairo, to move if he had as little faith as the small mustard seed.
The Caliph sent for the Pope and asked him if such a verse really existed. When Pope Abraham affirmed that it was true, Al-Muizz challenged him to prove it or else the Copts would be subjected to the sword. The Pope asked for a three-day respite.
He went directly to St. Mary's Church (Al Mu'allaqah, or "Hanging Church"), sent for bishops and priests and exhorted them to fast and pray for the duration of those three days. Before the dawn of the third day, the Pope, exhausted by grief and the long vigil he had kept, dozed off. The Virgin Mary came to him in his sleep and inquired: "What is with you?" "My lady, you surely know what is happening," he replied. Thereupon, she comforted him and told him that if he went through the iron gate leading to the market, he would meet a one-eyed man carrying a sack of water. This is the man who would move the mountain, she said.
The Pope hurried out in the early morning to do as she said and he met Simon the Tanner. He asked Simon what he was doing at this early hour. To which Simon replied that he was carrying water to the sick and the old who could not fetch water for themselves. He said this was his practice every morning – to carry on his back a sack of water for the needy – before going to work at a hide tannery. When the Pope explained his purpose, Simon was reluctant at first but when he was told of the Pope's vision, he placed himself at his disposal.
The two led a large gathering of the faithful and marched to the Muqattam Mountain. Beside them were the Caliph and his minister who had already incited many people against the Copts. Abraham celebrated mass and the multitude chanted after him kyrie layson (Coptic for "Lord have mercy"), pleading for God's mercy. They knelt down three times as the Pope made the sign of the cross with a sweeping gesture extending from one end of the mountain to the other.
The mountain shook violently as if a strong earthquake had hit the land. Then it began moving upwards. Every time the worshippers rose from their prayers, the mountain lifted itself upwards. When they knelt down, it also came down with a big bang. This happened three times and every time the mountain moved upwards, the rays of the sun, which was behind it, swept through the space separating the earth from the mountain and became clearly visible to the assembled crowd.
At this awesome sight, Al Muizz proclaimed, "God is Great!" Turning to Pope Abraham, he said, "This is enough to prove that your faith is true." Naturally, this miraculous event caused a tumult among the crowd. When order was re-established, Pope Abraham looked for Simon, who had kept himself hidden behind the Pope throughout the prayers, but he was nowhere to be found.
Simon was never seen again and there are two versions of what befell him. According to the tradition that has come down to modern times, he was snatched away by an angelic host so that the Lord could reward him for his humility. Another story claims that Simon, fearing the praise of men, disappeared voluntarily in order to protect himself from falling into the sin of vainglory.
The Caliph, who was still shaking with fear, embraced the Pope warmly and this marked the beginning of a long friendship between the two. The Caliph asked the Pope to name his reward. After some hesitation, the Pope asked for permission to rebuild or renovate some churches, particularly that of St. Mercurius in Babylon in what is now Old Cairo. That church, which was partly destroyed, was being used as a sugar warehouse. The Caliph offered funds from the state treasury for the reconstruction of the church but Abraham turned him down. "He whose Church we are building does not need the money of this world and is capable of helping us until we finish the job," Abraam said.
The Pope also decreed that the three-day grace period which he had requested from the Caliph, and which he and the bishops and priests spent in prayer and fasting, be a regular period of fasting to be observed by all Copts every year. Those three days were added to the forty days of fasting before Christmas. Thus, the Advent fasting became forty-three days starting on November 25.
Shortly after the miracle took place, Al Muizz decided to convert to Christianity. A baptismal font, big enough for the immersion of a grown-up man, was built for him in St. Mercurius Church. This font continues to exist until the present day and is known as "Maamoudiat Al-Sultan" which means the baptistry of the Sultan.
والله إنها لمهزلة! ومرة أخرى منك لله يا كرم!
|