(f)(f)
تحيتي للجميع

أشكركم لهذا الحوار الرائع بكل أطيافه:)

وأريد أن أسجل نقطة أجدها مهمة
وهي أن التطور والتقدم العلمي ينتج من تضافر عدة عناصر :

أولها التربية المنزلية التي تؤسس للفكر النقدي والتحليلي وهذا يفترض وجود وعي بالسبل الجديرة بخلق تفكير سليم .

وثانيهما النظام التعليمي فهو من يوطد محاكاة المنطق في فهمنا لكل الأمور، ونلاحظ أن غالبية المناهج المدرسية والجامعية في بلداننا تعلم النقل والإعتماد عليه ولا تحرض البتة على لذة الإكتشاف والإضافة، التعليم لدينا لم يخرج عن فلسفة مدرسة الكتاب حيث المطلوب هو الحفظ ولا شيء سواه ، ولا يهم الفهم وتعرفون الباقي ..

وأضيف .. لقد حاولت المدارس الفقهية التي اعتمدت الفلسفة والعلم، كإخوان الصفا والمعتزلة والطائفة الإسماعيلية التي ساق إليها الصديق ابراهيم،أن تضيف لما هو سائد وسبحت بعكس التيار إلا أنها ضمرت إزاء حصار أقامته المدرسة الفقهية التقليدية، هؤلاء الفقهاء يستميتون لأجل التدخل السافر في تشكيل المناهج التدريسية، حتى في حصولهم على كرسي وزارة التربية والتعليم العالي، وهم يحققون نجاح إثر آخر :( .

إن التفكير العلمي هو وحده من يؤمن جو البحث، مشكلة الإسلام هو غوصه في التفاصيل والفرعيات وغرقه في وحولها .

لطالما رددت عبارة قديمة أن المسلمين لا يمكن لهم أن يساهموا إيجابياً في صنع الحضارة طالما بقيوا أسيري فقهائهم، وهذا العصر هو زمن الفقهاء بامتياز، إذ يخوضون معركة وجود أو فناء، وأجد ذلك في المسيحية أيضاً بدليل كثرة الأقنية الفضائية المخصصة والتي تستحوذ على جمهور عريض لدى كل من الجمهورين .



إن المشكلة في انعدام التطور والتقدم والردة إلى الوراء تتأتى من الفكر الجامدالذي لا يحرض على البحث والتقصي .

المسيحية كمؤسسة مرت بعصور جامدة، لكنها تحجمت ولم يعد لها بعد قسري، لذلك تحرر الأوربيون،

اليابان لا علاقة لها بالمسيحية أو بأي دين سماوي ممن نتغنى به، لكن البحث العلمي ورغبتها في الخروج من حصار الجغرافيا والتراث هو ما جعلها تتبوأ مركزاً متقدما، والصين اليوم تسلك الطريق ذاته، وهناك دول كثير تسعى لأن يكون لها مركزاً جيداً في خريطة التطور .

أخلص أن الشعوب تتطور عندما تكف عن النظر إلى الوراء وتنحت لها طريقاً لتتقدم مهما كانت الصعوبات جمة .

أما إجابة عن السؤال هل المسيحية هي الدافع للتطور والإسلام إلى التخلف .
بعيداً عن التسميات ...
عندما يحرض أي فكر إلى البحث مهما كانت تسميته وباعثه فنكون قد سلكنا الطريق الصحيح في البناء والتقدم .

ومتى تأطر هذا الفكر في ثوابت فنكون قد غصنا في غياهب الظلام، وأصابنا العمى فلا نقوى على تلمس الطريق الصحيح .


أتمنى أن أكون قد ساهمت أيجابياً بالحوار !!

وممتن للجميع لأفكارهم القيمة وهذا الجو الراقي من التواصل :thumbup:

ودمتم
الليبرالي
(f)(f)