السلام عليكم

يتهيا لي انك تجاهلت امر تاريخي جدا ومهم وهي بكل المقاييس مفارقة تفسر الكثير من السلوك للدول الغربية في عصرنا , فلو اخذنا بصحة ما قلت عن علاقة التنوير بالعلمانية ( وهذا تاريخيا صحيح ) الا انك تجاهلت ظهور العلمانية مع بداية توسع القارة الوروبية الى خارجها , لذلك الا اتجدها مفارقة عجيبة ارتباط المشروع التنويري بالكولونيالية ومن ثم العلمانية ؟ .

كما ان تعاملك مع التجربة العربية العلمانية فيها الكثير مما يجانب الحقيقة , مثلا , رمي قاسم الامين والرصافي بصفة الالحاد , وهنا تقع في الكثير مما يقع فيه منتقدي العلمانية , اي ربط العلمانية بالالحاد , وهما امران مختلفان ولهما في هذا الاختلاف التبرير الكثير , جميع كتب قاسم أمين وابرزها " تحرير المرأة " مليئه بالايات والاحاديث والرجل كان على اهمية افكاره عن المرأة في اللحظة التاريخية المصرية , الا انه بقي جدا محافظ ولهذا استغرب نعته بالليبرالي . وكذلك الامر بالرصافي الذي كان يرتبط سياسيا بالاحزاب العراقية المحافظة , وكونه كتب كتاب بعنوان " الشخصية المحمدية " لا يعني بالضرورة انه علماني الحادي , في الصاق صفة الالحاد بالعلمانية اقصاء هائل لمجموعة من الناس تكون دينية واسلامية ولكنها ترى نفسها علمانية , لانها لا تجمع الشأن الديني الخاص في الشأن المجتمعي العام .

وكذلك الامر بالنسبة للجواهري وحتى ميشيل عفلق ( المسيحي ) الجميع يعرف انه كانت لدى الجواهري نزعة دينية شيعية حسينية شديدة ولا يحتاج الامر الا لنبش بسيط ببعض اشعاره , وميشيل عفلق احد اباء القومية العربية دائما ما يتهم بانه جمع بين الاثنين في خطابه القومي ( الاثنية - الاسلام ) وهي خطيئة القومية العربية من ناحيتهم , الخطاب القومي العربي مليء بالارث الاسلامي شأنه في ذلك شأن النموذج الذي اعتمد عليه في تطوير الخطاب القومي العربي , واقصد هنا القومية الالمانية .