عبيده وإماؤه
ما هو عدد العبيد عند النبي محمد وهل كان لديه إماءاً ومن هنّ وما هو عددهن , هنا نذكر لكم جميع العبيد الذين كان يملكهم وكذلك عدد الإماء , والأعمال التي كانت مكلفة للجميع
وكان له عبيد وإماء , فكان من عبيده : زيد بن حارثة وهبته له خديجة قبل النبوة فأعتقه , وتبناه فكان له ابن محمد , فلما نزل : ( ادعوهم لآبائهم ) (4) ونزل : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) (5) قيل له : زيد بن حارثة , وكان حب رسول الله ومنهم أبو رافع , وكان قبطياً وكان للعباس فوهبه للنبي , ومنهم ثوبان وأبو كبشة وشقران , واسمه صالح , وهذا هو الذي ورثه من أبيه , لم يرثه بل اشتراه من عبد الرحمن بن عوف ومنهم رباح , وهو نوبي , ويسار نوبي أيضاً , وهو الذي قتله العرنيون و ومنهم كركرة و وهو نوبي أيضاً , وكان على ثقله , وكان يمسك راحلته عند القتال يوم خيبر ومنهم مدعم ومنهم أنجشة اشتراه منصرفة من الحديبية وأعتقه , وكان حسن الصوت يحدو له الإبل إذا سافر, وكان أسود ومنهم سفينة وكان لأم سلمة زوج النبي فأعتقه واشترطت عليه أن يخدم رسول الله ما عاش , وكان اسمه بهران وقيل رومان وقيل غير ذلك , وإنما سماه رسول الله سفينة لأنه حمل مرة أمتعة للصحابة ثقلت عليهم , فقال له رسول الله : احمل فإنما أنت سفينة ومنهم : أنيسة ويكنى أبو مشروح , ومنهم : أفلح وعبيدة وطهمان وذكوان , ومنهم : حنين وسندر وفضالة يماني وأبو واقد وقسام وأبو عسيب وأبو مويهية ومابور خصي (1) ومابور هذا قبطي أهداه إليه المقوقس مع مارية القبطية وأختها سيرين وله قصة مع مارية ) ذكرها أصحاب السير , وهي أنه كان يأوي إلى مارية ويأتي إليها بالماء والحطب , فتهمت به , وقال المنافقون علج على علجة , فبلغ ذلك النبي , فبعث علياً ليقتله , فقال له علي : يا رسول الله , أأقتله أو أرى فيه رأيي ؟ فقال : بل ترى رأيك فيه فذهب إليه فإذا هو في ركي يتبرد , فقال له علي اخرج فناوله يده فأخرجه , فإذا هو مجبوب , فكف ّ عنه ورجع إلى النبي فأخبره , فقال : أصبت إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وفي رواية أخرى أن النبي دخل على مارية وهي حامل بولده إبراهيم , فوجد عندها مابوراً فوقع في نفسه شيء , فخرج وهو متغير اللون , فلقيه عمر فعرف الغيظ في وجه رسول الله فسأله فأخبره , فأخذ عمر السيف ثم دخل على مارية وهو عندها فأهوى إليه بالسيف , فلمّا رأى ذلك كشف عن نفسه فإذا هو مجبوب فلما رآه عمر رجع إلى رسول الله فأخبره , فقال ألا أخبرك يا عمر أن جبريل أتاني فأخبرني أن الله برأها ونزهها ممّا وقع في نفسي , وبشرني أن في بطنها غلاماً مني , وأنه أشبه الخلق بي , وأمرني أن أسميه إبراهيم (2)
ويظهر أن الرواية الثانية ملفقة , وأن الأولى أقرب إلى المعقول , إذ ليس من المعقول أن يكشف مابور عن نفسه عند رؤيته السيف بيد عمر لأنه لا يدري لماذا جاء عمر شاهراً السيف حتى يكشف له فيريه أنه مجبوب بخلاف الرواية الأولى فإن علياً لمّا جاءه رآه متجرداً من ثيابه يتبرد في الركية , أي في البئر , فناوله يده وأخرجه فرآه مجبوباً , وأيضاً أن النبي كان يعلم أن مابوراً يدخل على مارية ويخدمها ويأتي إليها بالماء والحطب ولا يرتاب منه , فكيف ارتاب منه لما رآه عند مارية 0 فالصحيح أن النبي إنما ارتاب لقول المنافقين واتهامهم إياه بها ولذا أرسل علياً لقتله
وأما إماؤه فمنهم سلمى أم رافع وهي زوجة أبي رافع مولى النبي , وميمونة بنت سعد , وخضيرة ورضوى وديشحة وأم ضمير وميمونة بنت أبي عسيب وريحانة , وأم أيمن وهي التي ورثها من أبيه وأميمة وسيرين التي أهديت له مع مارية وهي أختها , وذكر بعضهم أن سيرين هذه وهبها رسول الله لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن (3)
يتبع
(4) سورة الأحزاب , الآية : 5 0
(5) سورة الأحزاب , الآية: 40 0
(1) السيرة الحلبية , 3/ 336 0
(2) السيرة الحلبية , 3/ 250 0
(3) السيرة الحلبية , 3/ 326 0
* من كتاب " الشخصية المحمدية " للكاتب – معروف الرصافي -
|