{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عودة (المقدس) .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #10
عودة (المقدس) .
( سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير ، نهر الفرات ) . سفر التكوين الإصحاح 15- الآية 18 .

الخطاب الديني في السياسة الدولية .

من أهم مظاهر عودة المقدس هو تنامي الخطاب الديني في السياسة الدولية ، فيتم الإستعاضة عن الحديث العقلاني حول التعايش السلمي و المصلحة القومية بخطاب أخلاقي ،و هكذا ينتقل بالخطاب الدولي من الواقعية العملية إلى فوضى المطلق .هذا الخطاب الديني هو شمولي بطبيعته يحتكر الحقيقة و بالتالي سيكون غير مساوم نافيا كلية لآلية التفاوض و الحلول الوسط المميزة للعلاقات الدولية المثمرة ، و يمكننا أن نلاحظ بسهولة إندماج القاموس السياسي و الديني بشكل متزايد ، فأصبح من الشائع إعطاء مضامينا سياسية لتعبيرات دينية.
معظم الأدبيات الغربية يعتبر الخطاب الإيراني حول الشيطان الأكبر و أخيه الأصغر هو علامة فارقة في إقحام الخطاب القداسي في العلاقات الدولية ، و تغفل بشكل لا يخلو من تعمد حقيقة أن الحركة الصهيونية هي أول الحركات السياسية الكبرى التي أعادت توظيف الخطاب الديني في الدعوة لأهدافه سياسية ، فحديث الخميني عن الشياطين بدأ ترويجه كنص سياسي منذ عام 1979 بينما لا تكف الحركة الصهيونية عن ترديد خطاب أكثر أصولية وعنصرية قبل خطاب الخميني بما يزيد عن 100 عام ، هناك الكثير مما يلوكه اليهود عن جبل صهيون و الخروج من بابل و ظهور المسيح ، من أوضح نماذج ممارسات الخطاب اليهودي القداسي المتعصب هو قول موشيه ديان ( الملحد ): " إذا كنا نملك التوراة ، و نعتبر أنفسنا شعب التوارة ، فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأرض المنصوص عليها في التوراة " ، تشارك الأصوليات المسيحية اليهودية الأصولية خطابها الديني ، إن النبوءات التوراتية و أفكارا مثل نهاية العالم و هر مجيدون ، لم تعد قاصرة على بعض المتهوسين هنا و هناك بل تتردد على ألسنة مسؤولين أمريكيين ، بما في ذلك الرئيس الأمريكي بوش الذي ينتمي لطائفة دينية متزمتة ، مما خلق تخوفا دائما من أصوليته و الشك في سلامة حكمه على الأمور ، من ذلك أحاديثه عن الرؤى الإلهية التي لا تتوقف و التي تبشره بالعصر الذهبي القادم ، ذلك العصر الذي تحول لكابوس حقيقي ، فيقول بوش في خطبة له أن " وراء كل حدث هناك إرادة إلهية ،وهي تقول الآن أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تفشل " ! .
إن أنشطة الأصوليات البروتستانتية المتعاطة مع الصهيونية واضحة و تمارس بلا أدنى وازع أخلاقي ،و لكنها أيضا تنقد بقوة من الليبراليين ، فتقول تيموثي ب- ديبر- عميد نورث بايسيت أستاذ اللاهوت و مؤلفة ( العيش في ظل العودة الثانية) : (منذ مناحيم بيجين لم يقم أي رئيس وزراء إسرائيلي بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية من دون أن يتصل بقيادات اليمين المسيحي الجديد و يعقد معهم لقاءات مفتوحة و مغلقة ، و تنظم ( مؤسسة التجديد ) في أطلنطا المؤتمرات و تدعو إلى ترويج الدعوة للاشتراك فيها حتى يدرك كل المؤمنين أن لهم حقا في ميراث يهودية القرن الأول للكنيسة .. وفي حب إسرائيل و شعبها . في عام 1995 نظم تيد بيكيت من كولورادو – سبرنج ( الأصدقاء المسيحيين للجماعات الإسرائيلية ) لتوفير المساعدات للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة و غزة ، وفي عام 1998 أصبح هناك 35 محفلا معنيا ، يتوقع معظمها الاهتمام بإسرائيل في مجتمعاتهم ، في محاولة لقراءة محايدة حول قانون الكونجرس الأمريكي الخاص بنقل السفارة للقدس تمشيا مع إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل نكتشف وجود تيار قوي يتبنى أفكارا توراتية منغلقة ، و يساعد هذا التيار السياسة الإسرائيلية و الليكود خاصة في أهدافهما داخل أمريكا ، و للمزيد هناك عشرات الكتب منها كتابين للكاتبة الأمريكية ( جريس هالسل ) الأول السياسة و النبوءة و الثاني يد الله ،و كتاب كيمبرلي بلاكر ( أصول التطرف .. اليمين المسيحي في أمريكا ) .
نجح بوش بعدوانيته الصليبية في شحن المسلمين ليس ضد الصليبين الجدد فقط بل ضد كل المسيحيين وحتى المثقفين العلمانيين ، وهم في مجموعهم أفضل عناصر هذه الأمة و أنقاها وطنية و أقدرها على قيادة المجتمع للحداثة ، و لكن الخطاب الأكثر خطورة هو الفتاوى السياسية لشيوخ الوهابية و القيادات السنية الجهادية الذي يروج للإرهاب بشكل مرضي سافر و يعادي البشرية وكل انجازاتها كصحيح الدين ، و لا يمكننا أن نتعامى أيضا عن خطاب الشيعة الأصوليين حول االشيطان الأكبر و المستضعفين و الغيبة الصغرى و الكبرى و الإساقاطات المدمرة لذلك كله على المناخ السياسي المحلي و العالمي .
إن طغيان الخطاب الديني له تأثيرات مدمرة على الحياة العامة فهو :
1- ينحي الولاء الوطني إلى الظل و يعطي الأفضلية للتكافلات الدينية عبر القومية ، و أوضح مثال لذلك هو الصهيونية التي تجعل القومية دينية المحتوى غير مرتبطة بالأرض ، فاليهودي الفرنسي ينتمي لشعب آخر مركزه في فلسطين و لا تمثل فرنسا له سوى مجرد مكان جغرافي لا يحمل لها مشاعر الإنتماء ، مع شيوع هذا الخطاب فالشيعي اللبناني لن يكون لبنانيا بل سيكون فقط شيعيا ينتمي لفضاء لا يحده سوى التجمعات الشيعية حول العالم ،و هكذا .. و هكذا .
2- تحويل نظام الإتفاق الحر بين المجتمعات إلى نظام سيادة مبدأ المقدس ،و بدلا عن محاولة ارتياد أفاق مشتركة جديدة بين الفرقاء سيحاول كل أن يخضع الآخر لمقدسه الخاص و المختلف بالتأكيد عن مقدسات من يتم إخضاعه ،وهذا يعني سيادة مبدأ القوة و الإرغام في العلاقات الدولية .
3- تحويل النسق البشري المرن إلى نسق ميتافيزيقي مصمت ، مما ينهي أي إمكانية لحوار حقيقي بل الشعوب و الثقافات .
4- ديمومة النزاعات الدولية و تفاقمها و استبعاد التفاوض كأداة لحلها ،وهذا ما يحدث بالفعل في القضية الفلسطينية نتيجة شرعية حماس كممثل للشعب الفلسطيني خلال صناديق الإنتخاب .
5- اللاتسيس أي خروج الأفراد طوعيا من الفضاء السياسي كما يفعل الصوفيون ،وهو ما حدث لأقباط مصر نتيجة شيوع الخطاب الديني الإحيائي في الكنيسة الأرثوذكسية ،وهذا ما يحدث أيضا لماروني لبنان .
6- إعادة تشكيل النظام الدولي على أسس من الفوضى الشاملة ، تعرقل بل تمنع وضع هياكل تمثيلية قابلة للتعايش ، فالمنطق الدولي يقوم على عدد محدود من الممثلين الشرعيين يمكنهم الوصول إلى نتائج عملية بينما يتسع المنطق الديني إلى عدد لا نهائي من من اللاعبين الدوليين الذين لا يخضع أي منهم سوى لمنطقه الداخلي بدون أي مرجعية عقلانية مشتركة .
7- تحويل كلي لمفهوم الدولة من النموذج القومي المتماسك إلى كيان هلامي متعدد الثقافات و المرجعيات ، وهذا يحدث بالفعل في دول مثل العراق و لبنان و السودان و بشكل أقل حده في باقي الدول العربية .
8- الإنفجارات الإجتماعية نتيجة تعدد و تناقض الإنتماءات و ثأرها التاريخي .
07-20-2007, 01:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-13-2007, 02:53 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة Waleed - 07-14-2007, 04:50 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-14-2007, 05:54 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-16-2007, 12:23 AM,
عودة (المقدس) . - بواسطة Awarfie - 07-16-2007, 05:18 AM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-16-2007, 05:49 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة Waleed - 07-16-2007, 06:17 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-17-2007, 05:50 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-18-2007, 07:56 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-20-2007, 01:53 PM
عودة (المقدس) . - بواسطة AhmedTarek - 07-21-2007, 04:11 PM,
عودة (المقدس) . - بواسطة بهجت - 07-23-2007, 12:29 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عودة مصر للمسيح قطقط 4 2,594 01-14-2011, 03:00 AM
آخر رد: قطقط
  عودة إلى أشباح ماركس: فلتتجوّل في العالم كله تروتسكي 3 1,269 12-08-2008, 04:10 PM
آخر رد: caveman
  عودة الإقطاع قطقط 1 684 12-27-2007, 12:59 AM
آخر رد: قطقط
  عودة إلى النظام البائد في الأرياف المصرية ابن سوريا 8 2,356 12-17-2007, 06:18 PM
آخر رد: ابن سوريا
  قناة الجزيرة ، عودة لا بد منها ! Awarfie 5 1,744 05-07-2007, 01:08 AM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS