:h:

الرسالة(149):
---------

* أهلاً بك في حزنها ولا تسألها عنه !
دعه سؤالاً مراً يكبر في حلقها ، فلم تعد تعي إلاّ الإجابات الكبيرة ، وكلها تنسل في جرعات الألم وجعاً تلو الوجع .
دعها تسألك هي : لماذا لم تحبها أقل ؟!
أقل !!
أقل ، يعني : حزنها و جرحها و ألمها و يأسها و شوقها و تعبها و قلقها و عذابها و عشقها
و إخلاصها و التزامها و انتظارها و صبرها ونحيبها و جنونها و ثورتها : أقل !
دعها تسألك هي : لماذا تحبها أكثر ؟!
أكثر !!
أكثر، يعني : حزنك و جرحك و ألمك و يأسك و شوقك و تعبك و قلقك و عذابك و عشقك
و إخلاصك و التزامك و انتظارك و صبرك و نحيبك وجنونك وثورتك : أكثر !
أهلاً بك في حزنها ولا تسألها عنه !
صارت الطفلة التي كانت تحصي النجوم .. إمرأة تساجد السماء تتعبد قمر فلسطين في التاسعة . وصارت فيما صارت : شعلة قلب الثائر .
و.. هي ذي أولوياته كأقانيم ثلاثة : زوجة يتلوها الوطن وتليه ، وقبلهما : روحه.
ليس أنانياً من ينشد سلامة روحه ليرصفها تحت أقدام الوطن ، وحلمه .. يعتلي أكتاف رفاقه علم وطن ينشد الحرية ، والحرية نشيده .
هوذا .. ولم تكن تعرفه عشق الثائر !
تعلمت المرأة الطفلة في غيابه الحضور ، دروساً صعبة :
تلتزم الصمت حين يتدفقها الكلام .
تلتزم الصبر حين يؤرقها القلق .
تلتزم الهدوء حين يعنّيها الشوق .
و .. تلتزم الحياة حين يداهمها الإحتضار .
فهل ستتعلم أن تحبها أقل ؟! أيها الثائر في وطن تفتديه شهيداً ، وتفتديك هي شهيدة يا : أنتَ ، وطنها .
لا .. لاتفعل ! فثمة فرح في كل اشتعالات العذاب المتخم بضباب القادم .. ثمة فرح في هذا العشق ، هو كل الأمل أننا سنلتقي ، على وطن .

* ذاك كان الموجز..أما التفاصيل : أحبك .



11/11/2002
:h: