رأيت خبرا على التلفاز ذات يوم يقول ان عدد السود في الجيش الاميركي انخفض من حوالي الربع الى 15%. و كان من المعروف في السابق ان السود من اكثر المتحمسين للالتحاق بالجيش بسبب الفوائد الاقتصادية و التعليمية الجمة التي يقدمها مجانا، و لكن قال الخبير انه في السنوات الاخيرة انخفض عدد الملتحقين بالجيش بين السود بسبب عدم شعبية و عدم دعم السود الاميركيين للحرب على العراق، خصوصا في ضوء انتقاد رؤوس الكنائس في خطاباتهم للرئيس بوش و التصدي اللاذع له من قِبل شخصيات سوداء مثل آل شاربتون و جيسي جاكسون.

من ناحية أخرى، فقد انخفضت ثقة السود ببوش بعد اعصار كاترينا الذي دمّر مدينة نيواورلينز بالكامل، و آنذاك قام الكثير من الناشطين السياسيين و الممثلين و المغنين السود بالقول علنا بأن بوش لم يهتم بانقاذ المدينة لأنها مدينة يقطنها السود بكثرة، و لو كانت مدينة بيضاء لكانت عمليات الانقاذ و الاغاثة أكبر مما حصل بكثير. و اشتهر رئيس بلدية المدينة الأسود بعد ان قال في احدى خطاباته المتلفزة بأن بوش لم يكترث بالمدينة "الشوكولاتة" ملمحا طبعا لحقيقة ان اكثرية سكان المدينة هم من السود.

هناك أيضا بعض الامور الاخرى مثل استقالة كولين باول، السياسي الاسود البارز في إدارة بوش بعد ان اعترف بأنه تمت خديعته من قِبل بوش و ادارته بعد ان كذبوا عليه و أقنعوه بأن العراق لديهم اسلحة دمار شامل و اقنعوه بأن يلقي خطابه الشهير في الامم المتحدة محاولا اقناع العالم بأن صدام يمتلك الاسلحة، و قد وصف باول هذا الامر بأنه أكبر غلطة في حياته.

يعني باختصار امور كثيرة أدت الى انخفاض شعبية بوش بين السود بشكل ليس له مثيل.