العزيز "ثم ماذا"؛

لا أؤمن ولا أذكر أني آمنت يوماً بشيء خارق للطبيعة، لا السحر ولا غيره. وأعتقد أن لكل شيء تفسير علمي. المرة الوحيدة التي أحسست فيها بإيمان خارجي كان عند وفاة والدتي ولكنه مفهوم بسبب الهشاشة النفسية التي يكون عليها الإنسان في أمور جلل، ولكنها تبخرت سريعاً عندما استعدت قواي النفسية.
غالباً ما يكون لدينا أو لدى الإنسان حساسية تسمح له بالقبول بشيء خارق عن الطبيعة، رغبة باستسلام للتفاسير السهلة الطيعة عندما يكون في حالة انعدام توازن وحزن شديد.
كما أننا لو دققنا بكل قصة يتدخل بها (كما يزعمون) عوامل غير طبيعية أو خارقة للطبيعة نجد في التفاصيل ما قد يفسرها أو يفسر الاستسلام لها، مثلما يحدث حينما لا ندقق بمن يقومون بعمل سحري مع ورق اللعب (الشدة، الكوتشينة) أو أي نوع من أنواع السحر الأخرى، ببالي موضوع بل مواضيع في هذا النادي عن أعمال سحر تبين أنها خدع بهلوانية وحسب.
في قصتك هذه أيضاً، ربما حصلت الساحرة تلك (إذا جاز التعبير) على معلومات عن الشخص المسؤول عنه، أو أحست أن السؤال كمن يسأل عمن هو ميؤوس منه.
والإنسان يتذكر عادة الأمور التي تفاجئه بينما ينسى الأمور الفاشلة. ولو حسبناها بلغة الإحصاء سيكون من الطبيعي أن "تزبط" أحياناً مع "ساحر" أو "منجم".
أما العراف الذي حدثك، فمن يعمل عرافاً يكون عادة لديه حساسية قوية وقادر على التقاط إشارات حول شخصية من هو أمامه، والتشكيك والتشكك يظهر بنظرات الإنسان، ما قاله لك الإنسان هي كلمات عامة يمكن لأي شخص أن يقوله لك لمجرد خبرته بالناس وبشخصياتهم.
ولقد قالها الإسلام وصدق بهذا بذكاء : "كذب المنجمون ولو صدقوا".

كما أود أخيراً الترحيب بالزميل سهيل، وأتفق مع كل ما جاء بمداخلاته الثرية السابقة.

محبتي
طارق
(f)