أنا ساعتها كنت في سنة تانية كلية وقد تكون أخذت عني إنطباع خاطئ إني كان لي أي نشاط سياسي ـ إلا إذا كنت تعتبر التهرب من دفع حساب المشاريب علي القهوة نشاط سياسي ـ فأنا متابع ومتفرج جيد لكن مشاركة فعلية معطلكش ولم أنتمي ولم أشعر برغبة ملحة داخلي للإنتماء لأي شئ لأنه في الواقع لم يكن هناك أي شئ يستحق الإنتماء له ـ إسم نيوترال ده مجاش من فراغ ـ لكن عندي فكرة لابأس بها عن تجمعات اليساريين ومقر حزب التجمع بميدان طلعت حرب وإجتماع الأربعاء بقاعة جمال عبد الناصر وشعرت ببعض التعاطف لفترة ناحية حزب الوفد لكن بسبب تكرار الهجوم علي عبد الناصر بشكل روتيني وإعتبار كراهية عبد الناصر أهم مبدأ من مبادئ الحزب قرفت منهم وشعرت إنهم ناس عايشة في الماضي بقيادة فؤاد باشا الذي كان يعتبر إله بالنسبة لهم وتقدر تقول إني كنت منتمي لتنظيم سري يتكون مني وإثنين من زملائي يشاركوني الفرجة وبرغم عدم المشاركة أو بسببها الله أعلم فقد أتيحت لي الفرصة للتعرف عن قرب علي كافة القوي والفعاليات السياسية من ضمنها أشد التنظيمات الإسلامية تطرفا كالجهاد ـ صدق أو لاتصدق أن عضو بتنظيم الجهاد عزمني عنده في البيت أكثر من مرة وأطلعني علي مكتبته برغم تلقي إنتقادات حادة من زملائه المتطرفين بسبب ذلك وإني رحت معاه الجامع للإستماع لدرس للشيخ محمد عبد المقصود وكنت أنا الوحيد بالجامع الذي لايرتدي فستان أبيض ولكن بنطلون جينز وتي شيرت لاكوست خولاتي وكنت خايف يكتشفوا أمري ويفتكوا بي أو وجود التمساح علي التي شيرت يسبب حرب طاحنة بينهم بسبب إختلاف العلماء في حكم التصوير ولكن ربك ستر ـ هذا بالإضافة للعالم السفلي للقاهرةأما بخصوص أبو الغيط فدي منتجع سياحي علي طريق القناطر تعتبر مركز تجمع للمثقفين والمفكرين من أمثالي