Array
للأمانة كانت فترة حرجة بالفعل في حياتي والحمد لله إني خرجت منها بأقل قدر ممكن من الخسائر لكن بإعادة الشريط مرة أخري لم يكن هناك أي بديل حقيقي للحياة البوهيمية التي عشتها والبدائل المتاحةكانت إما الجامع أو الكنيسة أو تنضم لأحمد الصباحي في حزب الأمة:lol2: وأعتقد إن أحد أسباب نجاتي من الهاوية إنه في التنظيم السري المنضم إليه إتخذنا قرار بالإجماع في أحد الجمعيات العمومية:lol: بأن لايتجاوز الأمر حدود الحشيش والبانجو والمشروبات الكحولية وعدم التورط في أي شئ أكثر من هذا وكان هذا القرار مهم جدا في فترة كانت تعج بالمخدرات بكافة أشكالها بدءا من التوسيفان والماكس وأبو صليبة والفراولة والباركينول وإنتهاءا بالبودرة
[/quote]
بالنسبالي فعلا - كل ما أفكر في الفترة دي و الحوادث المروعة اللي عدت على خير أستغرب إني طلعت منها. أقل حاجة كانت ممكن تغير حياة الواحد.
و طبعا على مدار الفترة دي كتير من الخلق اللي أعرفهم راحو مثواهم الأخير و جزء تاني ضاع مستقبله. و الباقي اللي فلت معرفشي ليه مبقاش يطيق وش بعض - يمكن عشان ميفكروش بعض بالأيام السوده بعد ما بقوا محترمين.
أنا برضه الأمور متطورتش معايا لأصناف خطيرة و إن كنت جربت حاجات منها لكن مش أكتر من مرة للصنف. و لحسن الحظ معجبنيش.
و إكتفينا أنا و بعض العقلاء اللي نجوا برضه - بالأعشاب الطبيعية مع بعض فواتح الشهية زي منتجات شركة الكروم المصرية و أهمها 84 و معظم بواكير إنتاج شركة زوتوس و أحبها لقلبي VO و VSOP (الأربع حروف) و بعض المنتجات التانية منحطة المستوى زي الأوزو بريحته و غباوته. مع أني متأكد إن الشركتين دول معندهمش غير ثلاث منتجات في ثلاث براميل و هم ابراندي و الكونياك و خلافه في برميل - النبيت في برميل ثم منتجات الفنيك زي الأوزو اللي بتبيض مع الميه في برميل و كان الله بالسر عليم.
ما علينا ..
كان أهم مصادر المادة المخدرة الأول في منطقة بولاق أبو العلا خلف مبنى التليفزيون خبط لزق و كان الزحمة على الدولاب ده (الدولاب هو طاقم عمل السيد تاجر الصنف) بالطابور. و أحيانا لإحتياطات الأمن يتم تسليم النقودبعدين تروح لآخر الشارح وواحد تاني يسلمك البضاعة - أو تعد على قهوة قذرة هناك و تلاقي سبت نازلك بالبضاعة.
بعد ما إنضرب الوكر ده - بدلنا على ميت عقبة - و كان فيه واحد تاجر مهيب فعلا إسمه العربي شخصية - و هو كان مشهور و ليه حكايات كتير لدرجة إن إسمه جه في فيلم - العربي فعلا كان شخصية وقورة و مخيفة لكنه كان بيشجع النشء الصغير و قله رحيم جدا عليهم. و كالعادة الداخلية فجأه قلبت عليه و صمموا يمسكوه و هو راسه و ألف سيف إنه مسنود و محدش يقدر يقرب له. لدرجة إنه ضرب نار على كمين الشرطة في كوبري ستة أكتوبر. بعدها الداخلية عملتله كماين في كل حته لحد ما لقوه ماشي لوحده في شارع الإسراء في المهندسين - و كانوا إتنين ضباط مباحث - راكبين عربية بيجو خضرا ميتاليك - فرحوا قوي و كبسوا عليه بالعربية - و هو راح فاتح الجاكيت الجلد اللي كان لابسه و مطلع رشاش عوزي و خلى العربية مصفى - و أنا بنفسي عاينت العربية :teeth_smile: لأنها كانت تحت بيت واحد صاحبي. طبعا بعد الحركة دي الداخلية نوت على موته و حاصرت بيته في ميت عقبة و بعد معركة شهيرة بالرصاص و أنابيب البوتاجاز - مات فيها عسكري غلبان - أصيب العربي في رجله و قبضوا عليه :( و سابوه لحد ما الجرح إتلوث و مات.

بعد موت العربي - رحة الله عليه - تهنا مابين التجار معدومي الضمير و كنا بدأنا نيأس لحد ما عرفنا أبو الغيط. و ده بعد حادث مروع خلانا نبعد عن ميت عقبة نهائيا.

أول مرة دخلنا أبو الغيط بالليل كنت هاموت من الرعب - شوارع ضيقة متعديش غير عربية واحدة و كلها دوارانات و حواري سد - لو إتقتل فيها جيش محدش يحس بيه. و ناضورجية و بياعين يوقفوك اللي يسأل و اللي عايزك تشتري - المهم بعدها تطلع على مكان واسع على البحر (ترعة يعني) و تلاقي قهوة كبيرة و زحمة و كلها نشاط و اللي طمن الواحد إن كان فيها ضباط و رتب قاعدين باللبس الميري- بس أهم حاجة فيها السرعة - تشتري الأول زي مانتى عايز - و بعدين يجيبولك ورقة أو اتنين حسب الكمية اللي إشترتها (الورقة خشبة مخرمة فيها عشرين حجر معسل لو شربت نفس حتى سادة يقطع قفصك الصدري من الكحة) و يجيلك عيل من 8 - 12 سنة - يمكن قاصدين يشغلوا عيال صغيرة علشان لو إتمسكوا مياخدوش أحكام معرفش إيه الحكمة - أو يمكن بيقلدوا نظام الولدان المخلدون اللي بيخدموا على المؤمنين اللي زينا في الجنة :P
المهم السرعة هي أساس نظام العمل - الواد من دول معندوش أي شفقة - يغمس الحجر و يحطه على الجوزة اللي البوصة بتاعتها حوالي متر و نصف علشان يقدر يتحكم في القعدة و هو مكانه و تلاقيه دفس البوصة في بق الزبون حتى لو كان بيحتضر. و الغريبة إنه بعد كل لفة ياخد له حجر و لازم الفحم يولع نار عشان يثبت إنه أجدع من الأفندية اللي قاعدين.
غالبا كانت معظم القعدات تنتهي بواحد من الأفندية المستجدين و هو لا بيتكلم و لا قادر يقوم و عينيه شاخصة على المجهول. طبعا من الضغط النفسي بواسطة العيل اللئيم اللي بيعرف بالفطرة إنه مستجد و إن الناس دي جايباه تبهدله.

مرحلة أبو الغيط في حياتي إنتهت بحادثة مروعة زي ما إنتهت مرحلة ميت عقبة بحادثة مروعة و إبتدى عصر جديد هبقى أوثقوا مرة تانية.