الزملاء الأفاضل (f)

بالرغم من أنه يبدو و بوضوح أن تصوير هذا الفيديو المقزز لا علاقة له بأسلمة الفتاه و لا يحزنون بل هو ببساطة قيام فرد منحرف بإستدراج فتاه ثم تصويرها وسط أصدقاؤه كنوع من البلطجة الذكورية و المنتشرة بكثافة في صعيد مصر. و يعلم كل من له علاقة بصعيد مصر أنه من المستحيل أن يتزوجها هذا المنحرف لا بعد إسلامها و لا قبله بل و مستحيل أن تتزوج أصلا هذا إن كانت مازالت على قيد الحياة إلى الآن و هذا مالا أتوقعه نهائيا بعد إنتشار هذا الفيديو.أما عن القصة المنسوجة و الثلاثون ألف جنيه و الأسلمة فهي محض هراء واضح. يمكنك أن تقتل في الصعيد بأقل من ألف جنيه.

بالرغم من هذا كله و من العرض المسف لموقع الأقباط الأحرار و الإخراج الهابط الذي لا يخدم أية قضية - كعادة أي تلفيق - إلا أنه لا يمكن نفي تعرض الأقباط في معظم صعيد مصر لإضطهاد بشع.

فارق ضخم بين ما يتعرض له أقباط المدن مثل القاهرة و غيرها من إضطهاد - و يفضل البعض إطلاق لفظ تمييز - و بين ما يتم تعريض أقباط الصعيد له من إضطهاد قد شاهدته و بصفة شخصية.

ما شاهدته في بعض أجزاء صعيد مصر من إضطهاد مذل للأقباط و لأصحاب البشرة السوداء لم أكن أبدا لأصدق أنه يحدث في القرن العشرين. فالمجتمع هناك قبلي شديد التعصب أصلا. قائم على قيم أقل ما يقال عنها بشع من العنف و التعصب و التفاخر و الجهل. و يكفي أن نرى الأقباط و هم يطلق عليهم خدام و ذوي البشرة السوداء عبيد للعائلات و القبلية المسلمة هناك و يعاملون من هذا المنطلق.

و كما أن الحل ليس أبدا في تلفيق القصص و إخراج الأفلام الهابطة - فهو لن يكون أيضا في إنكار الواقع. فصعيد مصر قنبلة موقوتة من العنف و الضغط و الجهل و التعصب و الأمراض النفسية قبل العضوية. و نحن نحتاج لوضع تلك المنطقة المأساه تحت الضوء و بتركيز و جدية.

و بالرغم من كل هذا فنحن لا نرى عنه في دعاياتنا عن أنفسنا سوى صفات الشهامة و الرجولة و ... إلخ. و هذا بإستثناء بعض الأضواء الجادة القليلة في نقده فعلا. مثل أفلام الطوق و الإسورة و قفص الحريم و دمتم.

إذا كانت الرجولة و الشهامة المقصود بهما قتل النساء و إباحة الدماء تحت أي مبرر و إضطهاد الأقباط وإستعباد الملونين و العيش تحت ضغط تقاليد مهترئة - فتبا لتلك الرجولة و تلك الشهامة و هذه القيم الأخلاقية.

للجميع تقديري ,,,