طهران خائفة.. عليها أن تخاف أكثر

طهران حانقة للغاية من جولة رايس - غيتس في الشرق الأوسط. إنها ترى فيها كل الشرور الممكنة: من نشر الخوف إلى توسيع نطاق سباق التسَلح في المنطقة، وهي على حق.

فرايس خلال إعلانها عن صفقات الأسلحة مع دول الخليج (20 مليار دولار) ومصر (13 ملياراً) و”إسرائيل” (30 ملياراً)، أي ما مجموعه 63 مليار دولار، كانت حريصة على التشديد بأن كل هذه الأسلحة المتطورة هدفها الاول إيران.

قالت رايس:”لا ريب أن إيران تشكل الخطر الاستراتيجي الاكبر على الولايات المتحدة وعلى الشرق الأوسط الذي نود ان نرى”. هذا في حين كان مسؤولون أمريكيون آخرون يقولون إن أسلحة ال63 مليار دولار “ستكون سداً أمام طموحات إيران للسيطرة على المنطقة”.

ثم سبب آخر للحنق: قرار الرئيس بوش بإيفاد وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين معاً إلى المنطقة. الأولى(رايس) بهدف إحكام الطوق الدبلوماسي حول رقبة طهران، عبر تعزيز جبهة “المعتدلين” ضدها، وعبر عقد مؤتمر السلام الدولي في الشرق الأوسط الشهر المقبل، والثاني (غيتس) لاستكمال الطوق العسكري حولها، من أفغانستان والعراق إلى سواحل الخليج ومياهه.

ثم أيضاً سبب ثالث لا يقل خطورة: جولة رايس - غيتس التي قرعت أجراس الخطر في كل انحاء الوطن الإيراني، تترافق مع هجوم شامل تشنه الولايات المتحدة بالمدفعية المالية الثقيلة على القلعة الإيرانية لدك أسوارها الاقتصادية.

فقد حققت الولايات المتحدة قبل يومين انتصاراً جديداً في جهودها لحمل المؤسسات المالية العالمية على قطع صلاتها بإيران، حين أقنعت المصرف الألماني العملاق “دويتش بنك” بوقف معاملاته معها. وينضم هذا المصرف بذلك إلى 50 مؤسسة مالية عالمية كبرى بدأت تستجيب للضغوط الأمريكية الهادفة إلى تجويع الدولة الإيرانية مالياً.

ويعتقد خبراء اقتصاديون أن الحصار المالي غير الرسمي، الذي تطبقه الولايات المتحدة على إيران، قد يكون أخطر من العقوبات الاقتصادية العلنية التي تتم عبر الأمم المتحدة، والتي ينتظر أن تدخل مرحلة نوعية تصعيدية جديدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو حصارسيجعل المصارف الإيرانية الكبرى مثل “صادرات” و”سيباه” و”ملي” وصولاً في النهاية إلى البنك المركزي الإيراني “ماركازي” تحت رحمة وزارة المالية الامريكية.

طهران، إذاً، على حق حين تشعر بالحنق. لا بل اكثر: هي على حق أيضاً إذا ما أصيبت بمرض الارتياب والشكوك (البارانويا) وهي ترى الولايات المتحدة “تتآمر” عليها في كل مكان دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً ومالياً بهدف طرحها أرضا.

لكن، لو مارست طهران التحليل العقلاني البارد لتوصلت إلى نتائج مغايرة، نتائج أكثر إيجابية وأقل خطورة. لماذا؟

لأن كوندوليزا رايس، ومعها روبرت غيتس، ومعهما وزارة المالية الامريكية، من أنصار الضغط السلمي على إيران ومن خصوم الحل العسكري معها. إنهم يريدون محاصرة إيران بهدف إجبارها على الحضور إلى طاولة المفاوضات وهي أكثر استعداداً للحلول الوسط حول العراق ولبنان وفلسطين والمسألة النووية.

وبهذا المعنى، رايس وغيتس يشكلان أقل الشرور وليس أكثرها بالنسبة لإيران. فوراءهما يقف ديك تشيني، وفريقه بفارغ الصبر بانتظار أن يعلن وزيرا الخارجية والدفاع فشل ضغوطهما السلمية، كي يفتحا أبواب جهنم العسكرية على إيران. الخطط الحربية جاهزة منذ فترة غير قصيرة، وهي لا علاقة لها البتة بصفقات الأسلحة الأخيرة التي أعلنتها رايس مع دول المنطقة. ففي النهاية، نصف الجيوش والأساطيل الأمريكية باتت موجودة في منطقتي الخليج والشرق الاوسط، وهي لا تحتاج إلى مثل هذه الأسلحة التي تخرج أساساً من ترسانة الاحتياطي العسكري الأمريكي.
سعد محيو / الخليج الاماراتية

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	اختطاف المؤتمر القومي العربي من اعضاءه الشرفاء.. وتسخيره للتستر على جرائم حكام طهران	زحل بن شمسين	0	591	06-21-2013, 06:39 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	سوريا تعيش أكثر أيامها خطورة...بقلم سامي كليب	فارس اللواء	0	799	02-03-2012, 02:57 PM آخر رد: فارس اللواء
	مجرد رأي لا أكثر	بلاجذور	9	2,059	06-18-2011, 03:42 PM آخر رد: زيني عبّاس
	انه ليس دين فحسب ،، بل أكثر من ذلك	عقلينوس !	3	1,244	11-25-2010, 10:49 AM آخر رد: AmandaFi
	ماهي الحدود والضوابط التي تسير عليها ايها اللاديني	طالب الحق المبين	12	3,212	10-28-2010, 06:21 AM آخر رد: حســــين