مشاريع السيد السيستاني في ايران / قراءة في ما كتبه السيد نبيل الموسوي وآخرون



كتابات - أنيس محسن



السيد السيستاني هو المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم، بمعنى انه المرجع الذي يمتلك أكبر قاعدة من المقلدين الشيعة. وهو بذلك ليس مرجع الشيعة العراقيين فحسب وانما هو مرجع الشيعة في العراق .
ايران بلد مهم، وهو البلد الشيعي الوحيد في هذه المعمورة، وفيه حوزة قم العلمية التي تعتبر الحوزة الأهم في العالم الشيعي، بعدما تعرضت له حوزة النجف من اضطهاد وتهميش كبيرين. القاعدة الشعبية في ايران ترجع بالتقليد بنسبة كبيرة لسماحة السيد السيستاني، ولا أبالغ ان قلت إن اكثر من 50% من الشيعة هناك يقلدون سماحة السيد . خلال فترة 13 سنة أي منذ وفاة السيد الخوئي ولحد الآن تصدى مكتب السيد السيستاني في قم لإقامة مشاريع دينية وثقافية واجتماعية ، خصوصاً بعد ان وجد متبرعون ايرانيون لها.وهذا النشاط لا يقتصر على إيران، فهناك نشاط في كثير من بلدان العالم [size=5].

في العراق : كان هناك نظام حكم شمولي صارم، لم يكن يسمح بأي نشاط مماثل. لذلك أفتى سماحة السيد بأنه يجوز لمقلديه من العراقيين اعطاء حقوقهم الشرعية للمستحقين مباشرة ومن دون الرجوع اليه، وهذه الفتوى سارية منذ تصديه للعمل المرجعي بعد وفاة الخوئي ولحد الآن ، فسماحته لا يستلم أية مبالغ من الميسورين العراقيين وانما يبلغهم بأن يوزعوها على الفقراء .[size=6]
أما حديث البعض عن بناء المشاريع في ايران من أموال العراقيين، فهو كلام مغرض وغير منطقي ولا اساس له من الصحة .

بقي هناك تساؤل منطقي، وهو : لماذا لا تقام مشاريع مماثلة في العراق الآن ؟

والجواب _ حسب مصادر مقربة من مكتب السيد السيستاني _ : إن النية موجودة بالفعل للبدء بهكذا مشاريع، بل هناك مشاريع قيد الدرس، والبعض بُدئ بتنفيذه خصوصاً في ما يتعلق بتطوير حوزة النجف العلمية لتستعيد دورها الريادي في العالم الاسلامي، لكن العائق الوحيد هو عدم الاستقرار الأمني لأن الاضطرابات تعم كافة انحاء العراق. وقد شاهدنا إن اشكالاً بسيطاً حصل في النجف خلال العام الماضي ادى الى هجوم مجاميع على مؤسسات خيرية وثقافية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وكسرت محتوياتها ونهبت .

كما ان ثمة مشاكل قانونية لأن العراق لحد الآن لم يقونن عمل الجمعيات الخيرية التي تحتاج الى قوانين خاصة تنظم عملها تحت سقف الدستور . لأن القانون وحده يمكن أن يحفظ هذه المؤسسات وديمومتها .الموجود في بلدان أخرى هو نتيجة سنوات من عمل مؤسسات المجتمع المدني التي عملت بموازاة جهود الدولة وتحت رعايتها ودعمها. وهذا ما افتقده العراق طيلة سنوات مديدة . لذلك الحاجة ماسة الى بعض الوقت حتى يبنى أي عمل خيري على أساس متين .
وعلى كل حال ، فإن مكتب السيد السيستاني في النجف يعتمد آلية الوكلاء المنتشرين في كل محافظات العراق لتقديم المساعدات الاجتماعية للناس. كما ان اعداداً كبيرة من العراقيين يذهبون الى قم للاستفادة من المؤسسات الاجتماعية التابعة للمكتب . واعتقد ان في السنوات القليلة القادمة سنشهد نشوء مراكز اجتماعية خيرية في العراق مدعومة او تابعة لمكتب سماحة السيد السيستاني لأن هذه المسألة تحتاج الى وقت طبيعي .

اما مسألة ما يتعرض له بعض الزائرين لمكتب السيد السيستاني خصوصاً أصحاب الشهادات. فهو اشكال في محله، والحقيقة ان المصادر المقربة من المكتب تؤكد انها تبذل جهداً كبيراً في سبيل تأمين أجواء رصينة في الاستقبال، ولكن هذا الموضوع فيه بعض المشاكل . منها المخاطر الأمنية التي تستهدف سماحة السيد، والتي تستدعي اجراءات من نوع خاص . فمن جهة لا يمكن ان يمتنع سماحة السيد عن لقاء الناس، ومن جهة فإن هذه المخاطر جدية وحقيقية. وقد تقع بعض الاحراجات خصوصاً للقادمين كزائرين عاديين، بمعنى تتخذ بحقهم الاجراءات العادية الضرورية، وهذا خلاف رغبة سماحة السيد .لذا يستحسن من هؤلاء أن يأخذوا موعداً مسبقاً عبر أصدقاء، أو عبر وكيل سماحة السيد في المنطقة القادم منها الشخص . أو أية آلية أخرى يراها الشخص مناسبة . وفي كل الأحوال هذا اشكال حقيقي اتمنى على مكتب السيد السيستاني في النجف معالجته بالمقدار المعقول والممكن .

وفي هذا الاطار يؤكد المقربون ان سماحة السيد السيستاني لديه رغبة شخصية وخاصة باحترام أهل العلم من حملة الشهادات الاكاديمية ، فهو يأنس بهم وبمجالستهم ويميزهم بعناية خاصة .

http://www.kitabat.com/i22600.htm

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار