يا عزيزي طارق حزب الله هو من بدأ الحرب، لا يمكن أن تعتدي على كيان كإسرائيل و تخطف ضابطاً و لا تتوقع ردة فعل عنيفة، نصر الله و حزبه كان يعرف بأن هذا عمل إستفزازي ستنتج عنه أضرار كبيرة للبنان، و لكن لا يبالي فهو ينفذ ما تمليه عليه القيادة الإيرانية فقط، و أنظر إلى نتيجة ما فعله حزب الله مثلاً...

مئات من القتلى، مئات من المنازل التي أنهارت فوق رؤوس أصحابها، مئات الجرحى، الجنوب أصبح "كخرابة" لا تصلح لشيء.

في المقابل ماذا حدث لإسرائيل التي أستفزتها المقاومة؟ لا شيء.

كان من الممكن أن تقوم إسرائيل بمسح الجنوب اللبناني تماماً في ساعات قليلة و أنت و أنا وجميعنا نعرف ذلك، و لكن لأن هدف إسرائيل كان حزب الله فقط و ليس الجنوب ككل فلم يحدث ذلك، طبعاً القوات الصهيونية الحقيرة قامت بمجازر عديدة لا تغتفر و لكن أيضاً يحسب لهم بأنهم لم يقومو بما يقوم به حزب الله و هو إطلاق كاتيوشا و من ثم تصيب أي شيء بما فيهم المسلمين العرب هناك في إسرائيل!، بل و قد ساهم حزب الله في تعديل بعض الأخطاء في الجيش الإسرائيلي لتلافيها لاحقاً، لو نظرت نظرة حيادية للموضوع بعيداً عن العاطفة التي تجذبنا لكل من هو ضد إسرائيل ستجد بأن حزب الله قدّم الجنوب اللبناني على طبق من ذهب لإسرائيل، و قدّم أيضاً خدمة جليلة لهم و هي حرب وهمية مع عدو أقل قوة لكشف عيوب الجيش و تحديث القيادات "وهذا ما حدث فعلاً لاحقاً".

المشروع الإيراني مشروع طائفي لا يمكن أن نثق فيه، ما تفعله إيران في العراق يجعلني أؤمن بأن المشروع الأمريكي أقل شرّاً من المشروع الإيراني، ماذا قدّمت إيران للعرب ؟ لا شيء. في المقابل ماذا قدمت أمريكا للعرب؟ ستجد صفقات أسلحة و معونات و تعهدات بالدفاع عن أراضيها ضد بلد يهدد الخليج العربي و يسميه "الخليج الفارسي" و يريد صناعة قنبلة نووية.

يا عزيزي كلا المشروعين بالمنطقة ليسوا بآدميين و لكن المشروع الأمريكي عاقل و متزن و لن يخلق دماراً بعد ما عاناه بالعراق و أفغانستان، عكس المشروع الإيراني الذي يريد بحاراً من الدماء.... و لك في العراق أسوة حسنة!.