مرحبا بكم اصدقائي وصديقاتي من جديد .. (f)

وحشتوني بعد غياب طويل عن المنتدى ..

كنت قررت أن أترك الكتابة في المنتدى نهائيا بعد أن انشغلت بالسفر والعمل وغير ذلك من الاشياء ...

ولكني قررت العوده بسبب حدث مفاجيء حدث في حياتي قلبها ظهرا لبطن !

لقد حدثت في حياتي ( طفرة ) ونقلة نوعية فعلا .. هي أشبه بانقلاب ...انقلاب جذري .. لم أكن أتوقعه ..

هل هذا الانقلاب كلن للأحسن أم للأسوأ ؟

الحمد لله رب العالمين أنه كان للأحسن .. وأي أحسن ...

أنا أشبّه هذا الانقلاب وهذا التغير الذي حدث في حياتي كأنني كنت عبارة عن طير معلق من رجله في غصن شجرة وهو يرفرف ويرفرف لكي يفلت منها ولكن لايستطيع ... ولكن في النهاية .. أفلت ! واستطاع الطيران والتحليق عاليا .. عاليا جدا ..

أنا كنت أقرأ النصوص من الكتاب والسنة التي تفيد أن الانسان المؤمن لايشعر بأي ضيق وكنت أشعر به أحيانا بشكل يضايقني ...وأنا انسان حساس جدا بطبعي أشعر بالفروق التي تحدث بداخلي بسرعة ...

كنت أقول يارب .. ازاي ده ... أنا مؤمن بك ولكني أشعر أحيانا بالضيق !

يستحيل أن يكون كلامك غلط ! وانا متأكد انك موجود .. ومتأكد ان محمد صلى الله عليه وسلم هو نبيك الذي بعثته لنا .. وهو جاءنا بهذا القرآن الذي قال ( فمن اتبع هداي فلايضل ولا يشقى . ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى . قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ؟ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى ) ( أواخر سورة طه ) ..

طبعا الضيق الذي كنت أشعر به أحيانا لم يكن ضيق خانق كالذي يؤدي للانتحار وهذه الاشياء .. ولكنه في النهاية ( عدم راحة ) يجب أن تكون للمؤمن ..

كنت باقول .. طيب هل أنا أعرضت عن ذكر الله ؟ إزاي ..............

الموضوع ده كان شاغلني كتير ..

كنت دايما باقول إن الموضوع فيه ( سر ) ...............................

لازم يكون فيه ( سر ) .... ايه هو السر ؟ معرفش ...

بس انا لازم ألح على ربنا وأتذلل ليه ... وفعلا ...

كنت باسجد ..

وأطيل ..

وأقول له : أنت ربي ماليس غيرك .. لكن عبادك غيري كتير .. أنت خلقتني وأنت تتولى أمري ... يارب ..قل لي أنا مقصر في ايه .. دلني أعمل ايه .. يا أرحم الراحمين .....

وكان المدخل الصح هو :عبارة : ( قل لي أنا مقصر في ايه ) دي ..

لأن انا طول حياتي وانا باقول : هات !

كنت باقول له : أنا عايز كذا , نفسي في كذا .. هات لي كذا ..اعطيني كذا ..وكان بيعطيني !

لكن عمري ماقلت له : أنا باحبك .. قل لي بقى أنا أقدم لك ايه .. انت بتحب ايه !

وفعلا ربنا استجاب لي دعائي في سجودي وطول تضرعي ...وهداني لما لم أكن أتوقع .........

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هداني لمصاحبة ( الســـــــــــــــــادة الصــــــــــــــــــوفية ) ..

القمم الإيمانية , والجبال الرواسي ..

هكذا أشبههم ..

ومفيش ياسيدي الا بضع ثوان من مجرد لقائي بواحد من علمائهم الكبار عندنا في الاسكندرية : إلا وشعرت عندما نظرت في وجهه واحتضنته : إلا وكأن ماكان بصدري عبارة عن وسخ وانغسل .. هم وانزاح ..

كأنما نشطت من عقال كما يقال .. وعرفت ساعتها يعني ايه نشط من عقال ... فجأة كده طرت فوق السحاب من الانفساح والانشراح في صدري والسرور في قلبي والراحة التي تسري في كل أوصال جسدي , والتي لم تفاؤقني حتى الان ... لأنني قررت ألا أترك هؤلاء العمالقة ..

الناس دي شغلها كله على الروح ..

وانت في الحقيقة عبارة عن روح ... بدليل انك لما بتموت بيفضل جسدك هامد بلا حراك مش بتختفي على السرير ! لكن عيالك يكلموك ماتردش عليهم لأنك مشيت وسبتهم خلاص !

المهم ... الناس دي بتعمل ايه ؟ بتربط روحك بأرواح الأولياء والصالحين الكبار الذين قال عنهم القرآن ( لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ) .. هؤلاء الاولياء كثر جدا ... لكن كبراؤهم هم آل البيت النبوي الأطهار الأبرار ..

الصوفية بتربط روحك بيهم ازاي ؟

ازاي دي مش شغلتي ولا شغلتك , لأننا مش حنفهمها , ولأن السؤال ده في حد ذاته كبير أوي أوي عليّ وعليك ..

كل اللي عليك تعمله انك تحافظ على الوقود اللي يساعد روحك على الاتصال بأرواح الأولياء ... هذا الوقود هو ( الذكر ) ..

ولو ترجع تاني فوق وتقرأ الاية بتاعة سورة ( طه ) حتلاقيها بتخلي معيار السعادة والشقاء في هذه الحياة متوقفة على ( الذكر ) ..ذكر من ؟ ذكر اللي خلقك ..

إذا كان غذاء البدن هو الطعام والشراب :

فده غذاء الروح ... ذكر ربنا .. آه ..

.
.

انت عارف اللي كان في جرة وطلع لبرّه ..

حقيقي : مع اني مسلم وموحد بالله .. إلا إني كنت مقصر جدا في ذكر ربنا كنت باطلب منه زي ماقلت بس !

لكن ماكنتش عايش ( الحب ) !

أصل الذكر ده عبارة عن حب !

هو انت حتدمن ذكر حد مابتحبوش ؟ أكيد حتفتكر اللي بتحبه ..

والحب هو روح الحياة ومعدنها الأصيل !

انت بتشعر بالسعادة على قد مابتحب !

لكن حب شيء عن شيء يفرق ... ومقدار ماتجنيه من سعادة من حب فتاة مثلا يختلف عما يفيض عليك من سعادة من حبك لله ... أنا عارف ان كتير حيستغرب هذا الكلام جدا ... لكن من ذاق عرف ..

و :

لايعرف الوجد إلا من يكابده ***** ولا الصبابة إلا من يعانيها

طيب كل ده كان فين عني وانا عمال أكتب عن التصوف وسعيد النورسي وابويزيد البسطامي وغيرهم !

ليه ماعرفتش الطريق ده من زمان ؟

الإجابة : مش بمزاجي ولا مزاجك ..

الأمر ده بيد ربنا وحده .. ثم بإرادة أرواح آل البيت .. فإن كنت وكانت روحك أهلا لمصاحبتهم : أذنوا لك بذلك وإلا فلا ..

أنا حسيت إني اتولدت من جديد فعلا كما قال سيدي المسيح عليه السلام ..

ولذة دخول عالم الروح لذة مابعدها لذة ..

دخول أو اقتحام أي سر من أسرار هذه الحياة الغنية الموّارة شديدة الزخم هو في حد ذاته لذة !

فاكر زمان لما كنا في ابتدائي واعدادي لما كنا نسأل أصدقائنا المقربين عن ( الجنس ) كتطلع عن هذا السر من أسرار الحياة ؟

كان الواحد منا يكلم واحد من أصدقاؤه المقربين :

- اسمع ياواد يابلية ..ايه سبب الريبة اللي بنحس بيها بالليل من ابوك وامك ؟

- مش عارف يااهبل ؟

- لا مش عارف ياروح امك ... منكم نستفيد ياعلامة الزمان ..

و يقوم قايل له على السر الكبير ... وياخد الصدمة وبالشفا ..

فاكر احساسك بعد ماعرفت ؟

على فكرة انت لو مش فاكر الحاجات دي تبقى مابتحبش نفسك ! كل انسان منا لازم يكون فاكر أجمل لحظات النشوة والسعادة في حياته .. وهذه السعادة في رأيي هي اكتشاف ( الحقيقة ) .. الحقيقة زي ماخلقها ربنا ..

انك لازم تتزوج عشان تخلف وتنجب : دي حقيقة !

كمان انت عشان ترتاح لازم تنام : دي حقيقة !

وعشان تستمر في الحياة : لازم تاكل وتشرب : دي حقيقة ..

أيضا : عشان تشعر بالسعادة وتنجو من التعاسة : لازم تعطي روحك حقها من ربها الذي هو مصدر النور والسعادة ..

الحياة دي غنية بالأسرار ياجماعة !

وحظ كل واحد مننا من السعادة متوقف على الوصول لأسرار هذه الحياة ومفاتيحها ..

(f)(f)