وأنا أرى مثل رأي الزميل شيشكلي، فالوضع في سورية قد يكون أخطر، وبوادر هذا نتبينها في عوام الشعب حين يتنفسون بعض الحرية في الخارج!!

لا أقول هذا لأن سورية الدولة الحديثة عاشت في عهد ما بعد الدولة الحديثة حالة تقسيم طائفي بحيث غدت جمهوريتنا الصغيرة أربع دويلات منفصلة، دولة للدروز وأخرى للعلويين وثالثة للشوام وأخرى للحلبيين!!

وهذا شيئ لم يحصل للعراق حتى اليوم، ولا حصل لدولة عربية أخرى..

ولكن لأن النظام وعبر تسلطه والتمييز الطائفي الذي تعامل به مع الجيش والوظائف والبعثات والتنمية والنفوذ، غذى حقدا لا يزال كامنا لكنه لن يرحم حين ينفلت من عقاله لا سمح الله...

معادلة صعبة تنتظرها سورية فيما لو انفلت العقال وفقدت السيطرة!

العلويون مسلحون بترسانة ضخمة ولكنهم أقلية...

وعموم الشعب الناقم الذي لا يستطيع أن يستوعب استغلال النظام واستخدامه للطائفة إلا بأنه تواطؤ من الطائفة معه، مع أن الحقيقة تقول بأن أبناء الطائفة نالهم مما نال هذا الشعب المضهد جميعا...

إذا نحن أمام بركان لا يزال كامنا ولكنه سيكون مدمرا لو تفجر لا سمح الله

مسلحون سرعان ما يتحولون إلى حرب عصابات لا تجعل لنظام من بعد أن يستقر فيما لو كان التغيير سريعا بالطريقة العراقية -لا سمح الله-

وشعب لا يقل سخطا عن الشعب العراقي ضد طاغيته، ولكنه ينافق حين لا يملك حيلة للتغيير، أوليس شعبنا هو من أبدع شعار: (الذراع اللي ما بتحسن تلويها، بوسها وادعي عليها بالكسر!)

والله قابلت أعدادا من السوريين في الداخل في أكثر من مكان بالخارج، فما وجدت إلا الأحقاد الطائفية الكامنة والمخيفة تجاه العلويين تحديدا، وربما تتمدد نتيجة حساسية الناس من تهميش الأغلبية !!

نحن الإخوان ربما نكون الأقرب لجسر الهوة ونزع فتيل القنبلة التي تتهدد مجتمعنا لا سمح الله!

والله أنا على ثقة من ذلك من خلال متابعتي الشخصية للغالبية في صفوف الجماعة مقارنة بالآخرين...

من لم يصدق فليتذكر تصريحات البعثيين أمين الحافظ وأحمد أبوصالح وليقارنها بمواقفنا..

بل ليتذكر تصريحات الغادري السخيفة التي أعطت العلويين فرصة أشهر لمغادرة أماكنهم وإلآ...:)

والله لقد جاءني كثيرون ممن شوه لهم النظام مواقفنا، وضللهم، فكان أن وفدوا إلينا لندعمهم في مظلومياتهم وأحقادهم الطائفية ضد العلويين عموما، ثم لما نشرح لهم موقفنا من خلال مشروعنا السياسي ومواثيقنا ومعاهداتنا ورؤيتنا الوطنية، نرى الإحباط في وجوههم، ونرى كيف أنهم يستخسرون تضييع وقتهم الثمين في مواصلة الحديث معنا، بل قال بعضهم لي: السلفية أكثر تمسكا منكم وأفهم لحقيقة الدين! وهو يقصد بالطبع السلفية الجهادية التي تتبنى العنف في التغيير الداخلي! وهذا يفسر انتشار هذا الفكر المتطرف في سورية مؤخرا

الخلاصة الواقع السوري مهدد بالفتنة الطائفية حتى ولو كان للعرب السنة نسبة كبيرة في المجتمع

وممارسة النظام الطائفية هي من غذى هذا الشعور وأحياه من موات..

وهذا لا يعني أن الشعب السوري غير متعايش مع الطوائف التي ساكنته لأكثر من اثني عشرة قرن..

غير أن الفتنة الطائفية كما ظهرت في المرة الأولى بواسطة محرك خارجي هو فرنسا

وظهرت في العراق مؤخرا بمحرك خارجي هو أمريكا

هي كذلك قابلة للتفجر مجددا في سورية وبعنفوان أكبر، ومحركات أقل تحريضا من الخارج

وهنا:

هل النظام جزء من الحل؟

بيقين لا، بل هو المشكلة كلها

ولكن الحل أيضا يجب أن يكون سلميا متدرجا حتى لا نفقد سورية الكيان والمجتمع، أما النظام فليذهب غير مأسوف عليه

واسلموا لود واحترام(f)