Arrayالمسيحيه تحارب وبشده من كل جهه غير مسيحيه وانا لست ضد هذا الكلام ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل نجحت تلك الجهات في تحطيم المسيحيه والسير على فناءها ؟؟!!!

نحن مربط الفرس عزيزي[/quote]

أخي العزيز:

مع احترامي لرأيك، لا أحد يحارب المسيحية. القول بأن المسيحية تحارب يشبه قول بعض الإخوة المسلمين إن الإسلام تتم محاربته ويريدون القضاء على الإسلام وأشباه هذا القول المريض. الدين قد يتعرض للنقد وهذا شيء صحي. الدين لابد أن يتعرض للنقد وإلا عفن وصار كبركة ماء راكدة. إلى الآن في الكنيسة القبطية يتم منع المرأة الحائض من تناول القربان المقدس والناس لا تريد أن تنقد لأن النقد يجعلها تشعر أنها تنتهك حرمة الحرمات أجمعين. هناك رهبة من النقد وأراها رهبة بغيضة. هناك طبعا فرق بين النقد والتجريح، كما تعلم. عندما ينقد المسلم المسيحية فهذا شيء جميل ومن حقه. هذا حقه أن ينقد. هذا يعني أنه على أولي الأمر في المسيحية تدبر الأمر والخروج بردود مقنعة لا محاولات واهية يظنون بها أنهم قد ردوا. لولا قام شاب هنا بالكلام عن حادثة موسى وقتله لكل هذه النفوس لظللت أقرأ سفر الخروج بشكل تعبدي دون أن ألتفت للأمر ولكن الآن أيقنت وبفضل هذا الشاب المسلم الغيور أن موسى أخذته الغيرة مثله مثل محمد وسفكا ما شاءا من الدماء. النقد يساعدنا ويفتح عيوننا.

تسألني: هل نجحت هذه القوى المهاجمة في تحطيم المسيحية؟

والسؤال غير صحيح يا أخي العزيز. لا أحد يقدر أن يحطم هذا الدين أو ذاك لأن الناس تتعاطى مع الدين إجمالاً بشكل انتمائي وليس عقلاني بالضرورة. أنا مثلا عندي مليون سؤال وسؤال لله وأحيانا أسخط على هذا الأمر أو ذاك في مسألة العيوب الخلقية ومع ذلك لم أتخلى عن إيماني بالله ولكني أحب أن أسمع أدعية وصلوات ومناجات لله من فم هذا المسلم المتصوف وهذا المسيحي الناسك وهذا الهندوسي مثل طاغور وهلم جراً. لم تنجح كل هذه "الهجمات" في إلغاء الإيمان من قلبي مثلا. ولكن تبقى هناك أسئلة عالقة وستظل عالقة إلى أن نفارق هذه الأرض. الدين إذن أمر لا يمكن تحطيمه لأنه لصيق بهويتنا ( بضم الهاء ) ومحله الوجدان. بل بالعكس، الهجوم يزيدنا تمسكاً بما نحن عليه حتى لو كنا على خطأ فالعناد يركب رأسنا في محاولة منا للاستماتة في الدفاع. وهذه غلطة من يقومون بالتجريح عموماً أنهم يضيعون علينا فرصة لرؤية ما يريدون لنا أن نراه في هدوء وتدبر. تحياتي لك.(f)