عزيزي القرامطي:

الدين والتدين بوجه عام مسألة معقدة وليس لنا أن نتسرع فيها في الحكم على دوافع الناس. العامل السيكولوجي، من ملاحظتي، هو العامل الأقوى في التدين. مجرد الجلوس في مقعد ما من المقاعد والنظر للناس والقول إن فلان هذا اعتنق الدين لسبب تجاري هو فيه ظلم فلربما هناك جملة من الأسباب والتعقيدات والتي ليست بهذه السهولة. يشاع في المجتمع القبطي مثلا بمصر أن الفتاة لا تعتنق الإسلام إلا لأجل شاب ويتم ربط الأمر بالجنس هكذا. لنفرض أن هذه الفتاة تعيش في مجتمع غير مسلم وتعرفت بشاب ما من جملة الشباب والدين ليس وارد هنا، أنستكثر عليها حقها في تكوين علاقة عاطفية لمجرد أن تحولها من المسيحية إلى الإسلام يهين كبريائنا العقائدي؟

من حقك أن تتضايق من المبدأ ككل وأتعاطف معك في شعورك؛ ولكني أؤكد لك أن الدين مسألة معقدة جداً ونظرتي له تغيرت بتغير مراحل العمر.. مثلا عندما أنظر لتصرفاتي التي حصلت منذ عشر سنوات والسبب كان فيها الدين يزداد سخطي على نفسي وأشعر أن الدين كثيراً ما يستخدمه الإنسان لتكبيل نفسه. كم تمنيت لو نشأت ببيئة بسيطة لا تتحدث عن الدين أو الله ونفعل كل شيء بفطرية وبدون تحزب ديني.... ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن.