من منظور آخر



... والكتاب يحمل عنوان «The God gene» أو «الجين الإلهي»، وقد أزاح فيه العالم «هامر» الستار عن أن الإيمان بالله والاتجاه إليه في مختلف الديانات والمجتمعات والشعوب، وإختلاف درجة هذا الإيمان من شخص إلى آخر، كل ذلك يعود إلى جينات تسمى «VMATS» موجودة في مقدمة مخ الانسان، هى التي تتفاعل كيميائياً ونووياً لتقود الانسان إلى ربه.
ü الإيمان.. مجرَّد تفاعل كيميائي
ويؤكد الباحث الاميركي في كشفه أن هناك جينات مسؤولة بالفعل عن اهتمام الانسان بالروحانيات وحرصه على علاقته بربه، ويقول هامر إن المشاعر الروحانية التي يشعر بها الإنسان وتدفعه الى التقرّب إلى اللّه ليست سوى مجرَّد اندفاع كيميائي في مقدمة الرأس أو المخ، ينظمها الحامض النووي

واتخذ الباحث الاميركي عدة خطوات لانجاز دراسته بدأها بقياس درجات السمو الذاتي عند كل شخص بين المجموعة
ثم ذهب الرجل بعد ذلك الى البحث في جيناتهم عن الحامض النووي (DNA) المسؤول عن هذا السمو الذاتي

وهذه بالضبط هى الجينات المسؤولة عن إفراز ما تعرف بـ «الامينيات الأحادية»، التي هى العناصر الكيميائية الموجودة بالمخ والمسؤولة عن الحالة المزاجية للإنسان ومنها «السيروتونين» و«الدوبامين».

وقال الرجل ان الجين «VMATS» يتغير من شخص الى آخر. وأن الاشخاص الذين ظهر حامض «الستوسين» في جيناتهم أحرزوا درجات أعلى في استبيان السمو الذاتي وبالتالي كانت نزعتهم الروحية والايمانية أكبر خلال اجاباتهم على الاسئلة. بينما الأشخاص الذين ظهر حامض «الأدينين» في جيناتهم أحرزوا درجات أقل.

ولكن في الوقت ذاته ألمح الباحث الأميركي إلى أن مجرد امتلاك هؤلاء الأشخاص لهذه النزعة الدينية، لا يعني بالضرورة أنهم أكثر إيماناً بالله من الآخرين، بل يعني فقط أنهم الأكثر ميلاً إلى التدين من غير الذين لايمتلكون هذه النزعة.

وتنقلنا المجلة الاميركية ذائعة الصيت، معضدة موضوعها الذي تتناوله، الى البحث الذي قدمه العالم المتخصص في الجهاز العصبي بجامعة بنسلفانيا «أندرو نيو بيروج» حول تأثير المشاعر الروحية على عمل المخ،
واستطاع العالم الاميركي من خلال قياسه لتدفق الدم، استطاع تحديد المنطقة المسؤولة داخل المخ عن المشاعر التي يشعر بها هؤلاء الأشخاص المستخدمون في البحث، اثناء صلاتهم أو تأملاتهم.

فكان أن اكتشف الرجل انه كلما تعمق هؤلاء الأفراد اثناء ادائهم للصلاة أو تأملهم. كلما زاد لديهم نشاط الجزء الأمامي من المخ، اضافة الى زيادة نشاط الجهاز الحركي عندهم.
وأغرب ما في اكتشاف نيوبيرج ملاحظته أنه كلما ازداد نشاط الجزء الأمامي من المخ بشكل كبير، يكاد وقتها الجزء الخلفي من المخ ان يتوقف تماماً، وهذا الجزء الخلفي هو المسؤول عن مساعدة الانسان على التأقلم مع الزمان

من صحيفة الصحافه