{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقارعة أسد دمشق: المعارضة السورية ونظام الأسد
إسماعيل أحمد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,521
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #2
مقارعة أسد دمشق: المعارضة السورية ونظام الأسد
مقدمة:

تبحث هذه الدراسة في المعارضة المحلية لحكومة الجمهورية العربية السورية. ومع أن هذه الورقة تركز على الوضع الحالي للمعارضة فإن معارضة النظام السوري ليست ظاهرة حديثة. لأربعين سنة مضت، واجهت حكومة البعث السورية الخصومة المحلية، ما أنتج سنوات من عدم الاستقرار. فبعد إعلان استقلالها عن فرنسا عام 1946، عانت سوريا من سلسلة من الانقلابات العسكرية والتغيرات في شكل الحكومة من الديمقراطية إلى الديكتاتورية العسكرية. ومع أن حزب البعث العربي الاشتراكي استلم زمام السلطة في عام 1963، شهدت الستينيات خضوع الحزب لانقلابات داخلية وظهور قيادة سيطرت عليها الطائفة العلوية، الأقلية المضطهدة طويلاً، والتي تشكل فقط 10% من سكان سوريا. عندما استلم وزير الدفاع حافظ الأسد السلطة في تشرين الثاني من عام 1970 دخلت سوريا عهداً جديداً من الاستقرار الداخلي نسبياً.

هذا الاستقرار على أية حال كان له ثمن. غضبت مؤسسة التجار العرب المسلمين السنة عندما استلم السلطة في 8 آذار 1963 كادر من ضباط جيش البعث، علماني فقير وتقوده أقلية. إذ هدد انقلاب البعث المصالح السياسية للسنة بالسيطرة على الحكومة والمصالح الاقتصادية بتأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد. علاوة على ذلك فالأسد استلم السلطة في الوقت الذي بدأ فيه الشبان العرب الراديكاليون "جيل عام 1967"- وهم يرون اندحار العالم العربي في حربه مع إسرائيل في 1967- يتحولون إلى الشيوعية والحركات السياسية الأخرى للتعبير عن نقمتهم والاحتجاج على فساد الأنظمة العربية السياسي والاجتماعي والاقتصادي. بهذه الطريقة شكلت التيارات الدينية- التجارية والعلمانيون قاعدة المعارضة في سوريا.

عناصر المعارضة الدينية والعلمانية: إن سيطرة البعث عام 1963 حرضت كلاً من المتدينين والعلمانيين في سوريا. فالتأميم الاقتصادي صدم طبقة التجار السنة وأغاظ رجال الأعمال في المدن الكبرى. العديد من التجار وخاصة في مدينة حماة كانوا مرتبطين بشكل وثيق بالمؤسسة الدينية الإسلامية. والاشتباك الأول بين الأكثرية السنية والحكومة ظهرت كنزاع بين أعضاء جماعة الأخوان المسلمين التي تأسست في أواخر الثلاثينيات وقوات الشرطة. ثار الأخوان المسلمون ضد الحكومة خلال الستينيات ولكن الاستقرار الذي أعلن عنه حافظ الأسد في عام 1970 أدى إلى تأجيل العنف. في السنوات الست الأولى من حكم حافظ الأسد اختبرت سوريا مستويات من الاستقرار والحرية والتوسع الاقتصادي لم تٌشهده منذ الاستقلال. ولكن في عام 1976 بدأ نمو البلد يتباطأ. من 1976 إلى 1982 تكثفت الاشتباكات بين الأخوان المسلمين والحكومة وقادت سوريا إلى الحرب الأهلية. اتخذت الحكومة موقفها النهائي ضد الأخوان المسلمين في حماة عام 1982 بتحطيم ثلث المدينة وقتل ما بين 15 و 25 ألف شخص والقضاء على تأثير الأخوان المسلمين في الحياة اليومية.

كانت أحداث حماة إشارة إلى لحظة محورية في السياسة الداخلية السورية حولت الأسد من زعيم وعد بنمو اقتصادي وبمستقبل أسطع للسوريين إلى دكتاتور متوحش اعتمد أكثر الأساليب وحشية للقضاء على المعارضة الداخلية، ووسمت الإسلاميين كأكبر تهديد للنظام والأمن الداخلي، جاعلة قمع العناصر الإسلامية أولوية عند النظام.

تضمنت السنوات التي أدت إلى أحداث حماة أنواعاً أخرى من القمع الداخلي أيضاً، إذ قوضت الحكومة النقابات المهنية الموجودة قبل ثورة 1963 والتي تمتعت بحكم ذاتي نسبياً لعقود من الزمن. في أواخر السبعينيات دعت نقابة المحامين ونقابة المهندسين إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وفي 1980 دعت الأخيرة إلى حرية التعبير وإنهاء حالة الطوارئ. في آذار 1980 نادت هذه المنظمات ونقابة الصيادلة إلى إضراب وطني احتجاجاً على عدم استجابة الحكومة لمطالبهم من أجل الإصلاح. عندما فشل في تخويفها، قام النظام بحل جميع النقابات المهنية وأسس أخرى جديدة تخضع إلى قيادة معينة من قبل الحكومة وإلى سيطرة حزب البعث.

العديد من الأحزاب والتجمعات الأخرى عارضت نظام الأسد. والشبان العرب الذين عايشوا هزيمة 1967 التي حدثت عندما كان الأسد وزيراً للدفاع،احتجوا على خواء خطاب البعث. ورداً على الجبهة الوطنية التقدمية، وهي اتحاد للأحزاب الموالية للنظام، شكل منتقدو النظام التجمع الوطني الديمقراطي عام 1979 كمظلة لأحزاب المعارضة. وبالرغم من أن العديد من أولئك الأفراد والأحزاب دعوا إلى المعارضة السلمية ونبذ العنف إلا أن النظام تعامل معهم بقسوة وسجنهم لمدد طويلة. بعض المعارضين السوريين الأبرز اليوم كانوا من بين أولئك الذين سجنوا خلال حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها الحكومة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. أمضى الكثيرون عقداً من الزمن على الأقل في السجن. ومع أن الأحزاب والأفراد العلمانيين لم يشكلوا تهديداً للنظام كالإخوان المسلمين إلا أن تجربة الحكومة مع الأخوان أدت إلى تبنيها نهجاً قاسياً ضد جميع المعارضين في القطر.

فهم سوريا اليوم: خلافاً للسبعينيات، حيث كان الخلاف الرئيسي بين الأخوان المسلمين ونظام حافظ الأسد، فالسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين شهدت اصطفافاً مختلفاً. من جهة حامل لقب أسد دمشق الفخري: نظام بشار الأسد ابن حافظ الأسد الغربي التعليم والمتحدث بالإنكليزية وطبيب العيون. ومن جهة أخرى المعارضة العلمانية في البلد. لأن القانون رقم 49 (1980) أعلن أن عضوية الأخوان المسلمين جريمة كبرى فالأشكال الأبرز للمعارضة هي علمانية في طبيعتها، وتدعو إلى التغيير السلمي نحو الديمقراطية والحريات والحقوق الأساسية وإنهاء حالة الطوارئ وحكم الحزب الواحد. والعديد من هذه المجموعات تعبر عن نفسها بمفهوم المجتمع المدني العلماني أو مجموعات مدنية متطوعة لردم الهوة بين الدولة والمجتمع، مثل المنظمات الحقوقية والمنظمات اللا ربحية و الجمعيات النسوية. هذا المفهوم ثوري في سوريا. مدت الدولة نفوذها إلى جميع مجالات الحياة لعقود من الزمن، والفضاء المتبقي كان يحتله المجتمع المدني الإسلامي عادة: المؤسسة الدينية الإسلامية وفرت الخدمات والمساعدات التي لم توفرها الحكومة.

بعد مجزرة حماة فهم حافظ الأسد قوة المشاعر الإسلامية ودعا إلى إسلام يؤدي إلى البعث والحكم العلوي الذي سيستثني المعارضة الإسلامية المحلية. فعل ذلك من خلال رعاية الدولة للنشاطات الإسلامية وجعل دمشق مقراً لعشرات من المجموعات الإرهابية الإسلامية والفلسطينية. في السنوات الأخيرة حدثت صحوة إسلامية في كامل الوطن العربي ومن ضمنه سوريا. يتحول العرب إلى الإيمان والممارسة الإسلامية الأكبر وهم يرون إفلاس الشيوعية والبعثية والقومية العربية. صعد نظام بشار الأسد مشاركة العناصر الإسلامية لمنع أي ردة فعل للقواعد الدينية.

المعارضة المنظمة الوحيدة للنظام هي فسيفساء من جماعات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية والنشطاء الأفراد. إن وجود عناصر المعارضة هذه والمشاعر الإسلامية القوية عند العديد من السوريين ومحاولة النظام أن يكون أكثر تعاطفاً مع الإسلام كلها عناصر رئيسية لاعتبارات السياسة الأمريكية. هذه الدراسة تنظر في نقاط القوة والضعف للمعارضة العلمانية ومكان الإسلام في الدولة والمجتمع السوريين والتوصيات بالنسبة للسياسة الأمريكية قياساً بهذين العنصرين.
08-21-2007, 08:37 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مقارعة أسد دمشق: المعارضة السورية ونظام الأسد - بواسطة إسماعيل أحمد - 08-21-2007, 08:37 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النزعة الشعبوية في المعارضة السورية-محمد سيد رصاص Rfik_kamel 0 567 11-01-2013, 03:53 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  تفجيرات دمشق: القادم اعظم / عبدالباري عطوان فارس اللواء 7 2,633 12-25-2011, 03:50 PM
آخر رد: الطرطوسي
  شعب يولد ونظام يحتضر شهدي 8 2,448 12-13-2011, 07:07 PM
آخر رد: بهجت
Question المعارضة السورية في مؤتمرها هل تواكب ام تشرخ الثورة السورية؟؟؟ تموز المديني 5 2,291 06-28-2011, 12:08 AM
آخر رد: تموز المديني
  ماذا يعني ضعف المعارضة العربية؟!...... ميشيل كيلو بسام الخوري 3 1,857 02-22-2011, 02:48 AM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS