بحياتي لم أطق هذه الأفكار، والفداء والتضحية، منذ قصة آدم الذي بجريرته نعيش على الأرض بدل جنة ورغد العيش لنقضي حياتنا بضنك وتجارب إلهية لا تنتهي على "فئرانه" الإنسانية، لنوح وطوفانه، ليسوع وقصة التضحية والحب والبذل (حسب تعبير عزيزنا إبراهيم)، فما الداعي لهذا البذل والحب المرتبط بالكراهية والقتل والموت، ألا يستطيع هذا الإله أن يبذل بالحياة لا بالموت؟
ثم ما علاقتنا نحن لنحسب خطّائين بجريرة آدم (اللاهوتيون طبعاً طلعولها ألف مخرج وأنه لسنا خطّائين بجريرة آدم بل بطبيعتنا، ولكنه كمن يُفسر الماء بالماء، والسؤال طيب ما علاقتنا بهذه الطبيعة التي خلقها بنا الله ثم يُحاسبنا عليها؟)
يعني كأنك تبرمج برنامج فيه bug وأنت مبرمجه الذي خلاه هكذا "خربان" وفيه هذا "العطب"، ثم تجلس وتسب به حين تظهر عليه ملامح الخربان:D

ثم من طلب من هذا الإله أن يبذل ويضحي بابنه ويؤلف لنا قصص ألف ليلة وليلة، الناس تريد شيئاً معقولاً تعيش عليه لا خرافات التضحية والبذل، الناس تضحي حين تكون مهددة بالتأكيد ولكن تلك قصة أخرى، وهي بالطبع سبب تأليف الإنسان لقصص البذل هذه برأيي.

بالنسبة لأساس الموضوع، أعتقد يا لوجيكال بأنه يجب تسليح أبنائنا (كما أورد آدم) بمعرفة الأديان، فالأمر ليس تعليمهم القصة بنوع من التصديق بها أو لاعتناقها، ولكن للتثقف بها ولمعرفة ما تقوله الديانات، فهو سيخرج بعد حين للمجتمع وحيداً وكلما كانت لديه الأدوات الثقافية والمعرفية ليواجهه سيكون أفضل، كمعرفته للأديان الأساسية وللأيدولوجيات الشائعة. يعني بالنسبة لي سأحاول أن أشرح له بقدر ما أستطيع عن الأديان السماوية التي أعرفها وبقدر معرفتي وفهمي للأديولوجيات الطاغية بالعالم، كنوع من التثقيف، ثم عليه هو أن يبحث ويتمرس بمفرده. ولكن أحد أدوار التربية برأيي هي إعطاء الأسلحة الأساسية الثقافية الضرورية للأبناء والبنات وبأكبر قدر من الحيادية (الحيادية التامة طبعاً برأيي غير ممكنة ومتاحة).

محبتي
طارق
(f)