Array
لو أنك طوال هذه السنين عندما كنت مسيحي كنت ترى أن الله يرسل إبنه في مهمة انتحارية ليفدي البشرية، فهذا فهم خاطيء. ليس هذا ما تقوله المسيحية. المسيحية تقول إن الله هو الحب (بتعبير الدكتور محمد كامل حسين في روايته "قرية ظالمة)؛ وحب الله للبشر قد يصل به إلى درجة التضحية والبذل بلا حدود.
[/quote]


تقول ان اللـه لم يرسل ابنه في مهمة انتحارية، و بعدها تقول ان حب اللـه وصل الى درجة التضحية و البذل. أنت لا تناقض قولي بل تبرره. يعني تعترف أن اللـه "بذل ابنه الوحيد" (يعني عملية انتحارية) و لكنك تبرر ذلك بأن اللـه فعل ذلك لأنه يحب البشر. اذن فأنا فهمي للمسألة لم يكن خاطئا.

هناك فرق يا ابراهيم بين أن يضحي المرء بحياته من أجل شيء معين و هو مرغم على التضحية بسبب ظلم ظالم، و بين أن يكون هذا المرء هو نفسه الظالم.

تصور مثلا لو جاء مجرم و أراد أن يقتل إبني، فقلت للمجرم، "لماذا لا تقتلني أنا بدلا عنه؟" ساعتها يا ابراهيم هذه تكون التضحية الناجمة عن حب.

لكن تصور لو قلت أنا لإبني، "أنا غضبان منك، و عقابك على هذا هو الموت، و لكني أحبك!!!! لذلك سأنتحر بدلا عنك." فهل موتي ساعتها يا ابراهيم سيكون تضحية عن حب؟ لا بل هي تضحية عن جنون و انتحار غبي و ظلم كبير.

هل الإله الذي تعبده يا ابراهيم عاجز عن أن يسامحك بدون دية دم؟؟؟ عقليته هذه ليست إلا عقلية المتوحشين.

ما هي عقيدة الغفران المريضة التي تعشش في دينك يا ابراهيم؟ جهنم و ظلمة و صريف الاسنان لمن لم يؤمن؟؟ طيب ليش يا أخي؟ علام كل هذا؟ هل أنت يا ابراهيم انسان سيء الى درجة أن اللـه لا يقدر أن يسامحك إلا بتعويض ذبيحة دموية؟؟ لماذا؟ تكونش حضرتك هتلر و احنا مش عارفين؟ أنت انسان طبيعي مثلنا لك محاسنك و لك مساوؤك، و لست مستحقا هذا التهديد البدائي و لا تحتاج دية دم لـ "خلاصك" و كأنك مجرم و كل أفعالك "خرق بالية" على رأي الانجيل. هذه العقيدة عقيدة مريضة و هي وليدة العصور البدائية.