كل تلك التفجيرات ، و مهاجمة مراكز الانتخابات و قطع رؤوس الشرطة و العسكر و الموظفين..... الخ ليس الا ردة فعل طفولية سياسيا و لاعقلانية ، و لا تحمل ذرة من وعي سياسي او نضالي حقيقي بغض النظر عن المصلحة - و التي نعرفها جيدا - التي تحرك اولئك الرعاع . فقطار الثورة العراقية الحالية يسير بتؤدة و كما قال الشاعر:
واثق الخطوة يمشي ملكا .......

و ها هو أحمد الربعي يتحدث بكل موضوعية موفرا علينا بعض الجهد فيم نتفق فيه معه من راي :

العراقيون في مواجهة أنفسهم..

وسط دخان السيارات المفخخة سينتخب العراقيون برلمانهم هذا الصباح. إنها معركة شرسة بين الجنون وبين العقل. بين الشعور بالمسؤولية تجاه الأوطان والشعوب، وبين الاستهتار بالناس ودمائهم ومستقبلهم.

هذه التفجيرات والاغتيالات للأبرياء لن تمنع تصميم العراقيين على الاستمرار في مشروع بناء وطن آمن مستقر بعد سنوات من الحرمان والمعاناة.

منذ نصف قرن، وبعد أن أطيح بالنظام الملكي، لم يعرف العراق انتخابات حرة ونزيهة مرة واحدة. وحين صاحت سيدة عراقية وهي تبكي في أحد مراكز الاقتراع في استراليا، بأن عمرها اثنان وستون سنة وأنها تنتخب لأول مرة في حياتها، فإنها تصور حالة من الحرمان العراقي الجماعي، منذ أن قفز العسكر على المجتمع، وتم تداول السلطة من ضابط إلى آخر، ومن مجلس قيادة ثورة إلى آخر ومن بيان رقم واحد إلى آخر..!

العراقيون اليوم يصنعون تاريخاً. والبرلمان العراقي الذي سينتخب سيكون برلماناً تعددياً، يمثل كافة ألوان الطيف العراقي. فالعراق هو المسلمون والمسيحيون، السنة والشيعة، العرب والأكراد والكلدانيون. والعراق بلد التعايش الطائفي والقومي، على عكس ما تحاول قوى الشر نشره في وسائل إعلام عديدة. في العراق لم يقتتل العرب والأكراد. ولكن حرباً ضروساً مارسها حكام مجرمون، لم تفرق بين حلبجة الكردية والبصرة العربية. وفي العراق لم يقتتل الشيعي مع السني طيلة تاريخ العراق الحديث، وكل أحاديث الإفك والتخويف ودعوات التطرف، وممارسة نحر رقاب البشر، لن تجدي نفعاَ، فالقطار العراقي سينطلق، والصعوبات كبيرة ، ولكن التصميم هو سيد الموقف.

إذا انتهت الانتخابات ، فإن المسؤولية ستكون على أكتاف العراقيين. فلا عذر لأحد. ونجاح العراق ، أو فشله لا سمح الله، سيكون بيد العراقيين. والتحديات ستبدأ بعد نتائج الانتخابات. كيف سيتمكن العراقيون من بناء بلد تعددي؟ وكيف يمكن التفاهم على برنامج زمني لانسحاب الاحتلال؟ وكيف يستطيع العراق أن يشكل حالة استقرار في الداخل ومع جيرانه؟ وكيف يمكن إعادة ملايين المشردين؟ كيف يمكن إقامة اقتصاد وطني قوي؟ كيف يمكن حفظ كرامة الإنسان بعد طول حرمان وزمن رديء طويل من التسلط؟
إنها تحديات كبيرة تحتاج إلى نساء ورجال كبار.

أحمد الربعي / الشرق الاوسط .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	فضيحة مراكز الأبحاث الأمريكية (1)؛	زحل بن شمسين	1	364	09-12-2014, 05:23 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	هل بدأ العد التنازلي لتفتيت العراق ؟ : انزال علم العراق باقليم كردستان	ابن نجد	222	53,714	10-14-2007, 02:11 AM آخر رد: ابن نجد
	شيعة العراق بالمهجر ... سلموا العراق ..وتفرغوا لتغيير مذاهب العباد !!!!!	نسمه عطرة	1	926	01-29-2007, 01:02 PM آخر رد: نسمه عطرة
	احفاذ يزيد يضربون بقوة في بعقوبة .. كلاكيت ثالث, والسياسيون ينعمون بالامن ..	عدنان	7	1,229	11-22-2005, 11:30 PM آخر رد: شآبيبُ الروح
	قوات الاحتلال ترتكب مذبحة في تلعفر عشرات القتلى في هجوم وحشي وطرد جماعي للسكان	بوعائشة	7	1,269	09-12-2005, 12:47 PM آخر رد: Truth