حبيبنا كنديان

قرب عهد أمم أهل الكتاب وأنبيائهم ومعصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بله وأمر الله لهم بترقب النبي الخاتم ونصره حين يظهر، كل ذلك يجعلك تعرف أنبياءهم.

أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو وإن كان عربيا، إلا أنه لم يبعث إلى العرب خاصة. فهو كما نعرف النبي الأمي المبعوث إلى الأمم جميعا.
وحيث أن الله قد توفاه، فقد كلفت الأمة بعده بمهمته، وتقصير الأمة في التبليغ لا يعفيها من الذنب، وتختص العرب بالوزر الأعظم لقدرتهم الأكبر على فهم الإسلام.
ليست اللغة مشكلة، غنما المشكلة هي في قعود الأمة عن البلاغ للناس كافة.

أما عن الاختلاف الحضاري، فلا يلاحظ هنا، إذ فضلا عن اختلافنا في معنى الحضارة، فأيضا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث إلى الناس كافة دون نظر لفرق حضاري.

الموضوع ليس في أنبياء الأمم السابقين، فكلهم قد نسخت شريعتهم بنزول الدين الخاتم، وكلهم مطلوب منهم ومن أممهم اتباع النبي الأمي. الموضوع هنا في وصول التبليغ بشكل لافت للنظر ملزم للحجة للفرد أو الأمة على أن هذا هو دين الله، فإن وصل تم المطلوب، وإلا فإن الوزر على من لم يبلغ ممن وصلته الحجة. ورفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. ومن لم تصله الحجة فليس عليه عقاب ولا عذاب.