نسمة البيئة هي الصانع الاول و الاخير للانسان....
لذلك تجدين كثير من الشيعة و السنة من ابناء المغتربين... من من يرفضون وضع انفسهم في داخل هذه الدوامة ..
عندنا كشرقيين حالة احتكار الحقيقة.. و حالة احتكار الله.. و لسنا مستعدين لان نقول للاخر لكم دينكم و لي ديني رغم ان هذه القاعدة الحياتية الرائعة هي من دروس القران الاجتماعية المهمة.. و تستطيع هذه الاية ان تكون ركيزة لبحث ديني مهم حول التعامل مع الاخر .. صاحب العقيدة المختلفة ..
انا نعم تربيت على هذه الامور و كنت كغيري من الصبيان اتسابق الى حمل الزناجيل لضرب نفسي مع بقية الاطفال.. رغم معارضة اهلي و والدي خاصة... لكن الغربة غيرت قناعاتي.. و فتحت عيناي و غيرت نظرتي للامور.. و طريقة تفكيري.. انت كمغتربة و انا كمغترب نستطيع ان ننظر الى الامور من زاوية اعرض.. و من زوايا مختلفة.. لا يستطيع ابن النجف الذي يؤمن بالمهدي المنتظر .. .. او ابن مدينة حما السلفي التوجه الذي يريد ان يقيم دين الله بالسيف.. .. او ابن ارياف مصر.. المتعصب ضد القبطي مثلا.. ان يراها...
لذلك .. طبعا انت لا تستطيعين تفهم كيفية تفكير هؤلاء.. او تقبل طريقة تفكيرهم..
انا اتفهم لاني كنت بين هؤلاء الناس في يوم ما عندما كنت طفلا. .. لكن لم اعد اطيق التعامل او النقاش مع هذه الطبقة من الناس.. ليس تعاليا بل لانه لا يوجد نقاط تلاقي.. و لن يكون على المدى المنظور..
تقديس الاشخاص موجود عندنا جميعا و لا يخص الشيعة.. لوحدهم.. هي طريقة الشرق.. هي هوية الشرق,,, الا يقدس الناس عبد الناصر.. الا يقدس الناس حمار كصدام.. رغم انه احرق بلده بما فيه...
الشيعة متماسكين جدا.. و لديهم قوة روحانية قوية.. لكن العراقيين مثلا... لم يحسنو توضيف هذه الخاصية كاللبنانيين مثلا..
شيء اخر مهم.. هو ان اخر قوى الشعب الايراني الخارقة هي الروحانية الشيعية... نعم هذه الروحانية كانت موجودة ايام الخميني و بدات تموت في اخر ايامه .و اليوم هي مادة للسخرية بين ابناء الشعب الايراني نفسه.. قوة الايراني هي في نفسه القومي .. عشقة لايران.. قبل عدة سنيين بدا الاف من المختصين و الاكاديميين الذين هربو اول ايام الثورة بالعودة لايران بعد ان احسو بانها في طريقها لتصبح دولة اقليمية عظمى رغم انه هؤلاء ضد النظام عموما و ضد الاسلام عموما ..لكنهم عادو رغم كل المخاطر و الصعاب .. تعرفين لماذا ..لانهم يؤمنون بايران.. و لا يهمهم نوع القشرة التي يلتحفها النظام الديني الان.. فهم يعرفون ان النظام زائل لكن ايران باقية... و هذا يعرفه النظام ايظا.. و هم يؤمنون بايران التوسعية.. و ليس "جمهوري اسلامي ايران" التوسعية.. و ايران لن تغير سياساتها الخارجية التوسعية كثيرا .. حتى ان سقط النظام الحالي..