لنخلط الحابل بالنابل ما دام كل شئ عند العرب هو " فقوس"

ولتحمل كل وازرة وزرها ، وليستنشق كل بعير بعرته

هذا الكيان الاردني ، الذي لا يملك من الموارد التي تؤهله ليكون دولة شيئاً ، فكيف بالله أخذ هذا الحجم الذي هو اكبر منه ، وكيف أن حياة أهله هي نعيم إذا ما قسناها بجحيم جيرانه ؟

بل كيف أصبح وطناً اولاً لكل الهاربين من نعيم بلدانهم ؟ اهو بتروله الذي لا ينضب؟ أم بحره الميت؟ ام ميناءه العقبة؟ لا هذه ولا تلك ، ولا التي ستليها

منذ الاطاحة بالنظام الملكي العراقي عام 58 ، هل مر على العراق خير ؟ أم أنه سخر موارده الجمّة بالعنتريات لكيفية الفتك بالانسان العراقي اولاً ؟ ناهيك عن السوري وسنتناسى اللبناني المثقف الذي حول اجمل بلد في هذا الشرق الي بلد يسكنه البارود المشبوه؟

وكان مما منه بد ، أن يهرب مليون عراقي غالبيتهم " شيعة" الي هذا البلد وعشرات الالوف ممن فروا من قلب العروبة النابض حتى لا يصطافوا في تدمر ، والوف اخرى فضلت جحيم الكيان على نعيم الارز

هذا ، لا يلام فيه هذا الكيان ، بل يلام به من أجبر الناس على الإستجارة بهذا الكيان ، فهذا الكيان ورغم أنف الجميع ، ورغم تراتيل الخيانات التي تنصب على رأسه ، لم يُسجل فيه لغاية الان " حكم اعدام لمخالف سياسي" ، بل أن المخالف السياسي في لحظة ما يصبح ضمن المنظومة

هل تذكرون ليث شبيلات ؟ هذا الليث وفي محاضرة في اربد طامة عامة ، قال في الملك حسين ما لم يقله مالك في الخمرة ، وسُجن ، وهنا دعونا نستظل بظل بعض النبالة ، قام الراحل الحسين شخصياً بالذهاب الي السجن واخراج ليث الشبيلات واركبه بجانبه وساق به الي أن اوصله الي أمه سالماً معافى ، نورد هذه الحدوتة لنعرف ما هي حال المخالف في الجوار الذي يتهمنا بمثالبه
ذكر ذلك ، وفيق السامرائي في اتجاه معاكس مع ليث الشبيلات ، وقال له بما معناه "احمدوا الله على ان تكونوا معارضين وشتامين وفوق ذلك يوصلك الملك بنفسه مجانا الي بيتك" .

الحالة العراقية ، هي حالة مستعصية ، والقاء اللوم هنا وهناك لن يحل الحالة ، ولا يجب لوم أحد عليها غير العراقيين انفسهم ، فعبد الكريم قاسم " مكتشف نظرية السحل" هو حالة عراقية ، والبعث ، وصدام حسين ، وجميع من مروا ووصولاً الي المالكي هي "ماركة عراقية مسجلة" ، ولا شفاء منها للاسف

محاولة تصديرها ، وايجاد شماعات ، هي محاولات يائسة ، مثلها مثل المورفين للمصاب بسرطان العظام

وهناك لا يزال بقية