جعفر علي ...

في البداية أتمنى أن يبقى الحوار في هذا المستوى دون تجريحٍ أو تهجم.

الأردن! ... هل للأردن كأرض تاريخ يدل عليها، في الكتب التاريخية كان يُصطلح على بعض أجزاء الأردن بـ "امارة شرق الأردن" ... وهنا يقصدون "نهر الأردن" الذي يُعد فاصلاً طبيعياً لا أكثرولا أقل.

ما أعنيه هنا أن "الأردن" كوحدة جغرافية متكاملة لم نسمع به سوى في عام 1946 أي الاستقلال كما يسمونه ... بينما كان العراق كوحدة جغرافية وأرض معروفاً حتى قبل أن يُبعث رسول الانسانية ... وخارطة العراق الحالية لا تختلف كثيراً عن الوحدة الجغرافية الأصلية اللهم سوى بعض الاقتطاعات لاعتبرات "سايكس بيكوية".

العراق كشعب رغم وجود خليط عجيب ... الاّ أن هذا الخليط كان موجوداً في العراق منذ مئات السنين ... فالشيعة كانت لهم مناطقهم (البصرة، الحلة، النجف ، واسط، الأهوار ..الخ) وكل هذه المناطقلها جذور تاريخية وكذلك السنة العرب فمدن مثل (الأنبار "الرمادي" وعانة وراوة والموصل)تعود الى حوالي الألف عام وأكثر وحتى التركمان الذي يعود تاريخهم في العراق لأكثر من 600 عام.

أم الشعب الأردني فهو عبارة عن مجموعة من العشائر البدوية منها من هي حجازية حتى قبل 100 عام ومنها من هي فلسطينية من الخليل وغيرها من المناطق ... ناهيك عن الشركس وغيرهم.

بريطانيا استغلت غضب الأمير "عبد الله" وجمعه لبعض البدو ونزوحه الى شرق الأردن وتوافر طروف لاستيلاد كيان جديد في هذه المنطقة يحقق لهم أهداف عدة:

أولا: يكون الأردن وبهذا الموقع الجغرافي الهام أداة أساسية قي تثبيت الكيان المزعم انشاؤه في فلسطين ... خاصة وأنهم على وفاق تام مع عميلهم "عبد الله".

ثانيا: أنيكون الأردن بلداً للفلسطينيين المهجرين من بلادهم، وبناءً على هذا فلا يستغرب أحد كون 60% من الشعب الأردني من أصول فلسطيني التهجير (67،48) أي ما يُعادل أكثر من 3 ملايين نسمة.

ثالثاً: أن تكون الأردن حامية لخاصرة "اسرائيل" المستقبيلة.

بالنسبة لدور الأردن بعد قيامه ... فلقد كان دوماً في سياسته مسانداً للصهاينة داعماً لهم.

يستغرب البعض لماذا كان الأردن معادياً لـ "عبد الكريم قاسم" رغم أن الأردن وبسلوك لا شعوري يدعم حاكم بغداد بسلوك يذكرنا بالعلاقة بين الأرمني في بلاد العرب والسلطة الحاكمة.

السبب في ذلك لا يعود فقط الى أنه أسقط نظام أبناء عمومتهم ... بل لأن "قاسم" - رغم شحطاته خاصة شحطة الكويت - كان جاداً في وضع حد في وجه التمدد الانجليزي في المنطقة.

أمّا أيلول الأسود فلقد كان الضربة الثالثة للقضية الفلسطينية بعد النكسة والنكبة ... وكان مفتاحاً لحرب أهلية لبنانية طاحنة ... فالتنوع اللبناني كان أرضاً خصبة لافتعال مشاكل مع الوافدين الجدد من "عمّان" الى "بيروت".

الدور الأردني كان قذراً أيضاً في دعم صدام وتثبيت أركان حكمه بل كان المقبور "حسين" المحرك الأساسي والمحرض الأول على قمع انتفاضة شعبنا في شعبان قبل 16 عاماً بالتمام والكمال.

لا أعرف لماذا تدافع عن نظام كالنظام الأردني جليٌ في عمالته وانحيازه للصهيوني ... فالسفارة الصهيونية في عمّان خير دليل على ذلك والتآمر على الشعب الفلسطيني شاهد على عمالة هذا النظام.

وفي النهاية ... فأنا في هذه السطور (((لا))) أنتقص من قدر الشعب الأردني لأنه وللأمانة شعب يحب العلم ووصل الكثير من أبنائه الى مراكز علمي مرموقة.

وهنا لا آخذ على الشعب الأردني حبهم لوطنهم فهو المكان الذي نشأوا فيه ... ولكني أتعرض لسبب وجود الكيان تاريخياً.